بغداد والجزائر وزعامة الكرة الأفريقية

اول امس الجمعة ايقظت الجزائر تاريخ كرة القدم الافريقية لتسطر انجازها الكبير بالفوز بلقب بطولة امم افريقيا النسخة الثانية والثلاثين التي اختتمت في مصر بعد تفوق منتخبها على نظيره السنغالي بهدف نظيف لتعيد الى الاذهان فوزها المرة الاولى لهذه البطولة على ارضها عام 1990 ،ولعل تاريخ الكرة الافريقية سيتكحل باسم عاصمتنا الحبيبة بغداد التي حمل اسمها مسجل الهدف الوحيد للجزائر اللاعب بغداد بونجاح الذي دخل هذا التاريخ بتسجيله اسرع هدف في تاريخ البطولة والذي جاء قبل اكمال الدقيقة الثانية من زمن المباراة بجانب فوزلاعب الجزائر الصاعد إسماعيل بن ناصر بجائزة أفضل لاعب في البطولة وفوز الحارس الخبير رايس مبولحي بلقب افضل حارس بالبطولة .
الانتصار الجزائري الكبير هذا فتح آفاقا واسعة للحديث ولعل بدايته تكمن في التطور الكبير للكرة المغاربية وتفوقها على شقيقتها الآسيوية بسبب ان الكرة الافريقية تتميز بالقوة واللعب الرجولي اولا ثم تأتي الجوانب الفنية والتكتيكية ،الجزائر اعادت الكاس الافريقية للعرب بعد فراقه تسع سنوات منذ فوز منتخب مصر باللقب القاري عام 2010 ليصبح منتخب محاربي الصحراء ثاني منتخبات شمال أفريقيا تتويجًا باللقب بعد منتخب مصر( 7) ألقاب ، كما انهى المنتخب الجزائر احتكار وتفوق المنتخبات الأفريقية على المنتخبات العربية بعد فوز زامبيا بالبطولة عام 2012 ونيجيريا 2013 وساحل العاج 2015 والكاميرون 2017، ثم المراهنة على المدرب المحلي حيث كان المدرب الوطني جمال بلماضي الذي تسلم قيادة الخضر في شهر آب العام الماضي بمستوى المسؤولية ونجح في بناء فريق قادر على حصد اللقب وهذا ماظهر جليا منذ لقاء الجزائر الاول في افتتاح مباريات المجموعة الثالثة التي ضمت كينيا والجزائر والسنغال وتنزانيا ،تصدر الخضر مجموعتهم بنجاح بالفوز على كينيا 2- صفر والسنغال 1- صفر وتنزانيا 3- صفر ،في دور ال 16 فازت الجزائر على غينيا 3- صفر وفي ربع النهائي تجاوزت ساحل العاج بضربات الترجيح 4-3 بعد التعادل في وقت المباراة الاصلي والاضافي 1-1،في نصف النهائي عبرت نيجيريا 2-1 لترتقي المباراة النهائية وتكرر فوزها على السنغال للمرة الثانية خلال ايام البطولة ،وبذلك تفوق المنتخب الجزائري على جميع منتخبات البطولة بفوزه بكل المباريات التي خاضها ،بلماضي كان واثقا من نفسه اذ صرح بعد المباراة النهائية بانه كان يرفض تدريب المنتخب الجزائري إلا عندما يكون جاهزا لهذه المهمة والآن أصبح جديرا بها.
فوز الجزائر باللقب اكد نجاح مبدأ الاحتراف في الاندية الخارجية والذي يكسب اللاعبين الخبرة الكبيرة ويلعب جميع نجوم منتخب الجزائر خارج البلاد بداية من الحارس رايس مبولحي الذي يلعب في نادي الاتفاق السعودي وعيسى مندي (ريال بيتيس الاسباني ) وجمال الدين بلعامري (الشباب السعودي) ورامي بن سبعيني ومهدي زيفان (رين الفرنسي) وسفيان فيغولي (غلاطة سراي التركي) واسماعيل بن ناصر(امبولي الايطالي) وعدلان قديورة (ميدلزبرة الانكليزي) و بغداد بونجاح (السد القطري) ويوسف البلايلي (الترجي التونسي) ورياض محرز(مانشستر يونايتد الانكليزي) وياسين ابراهيمي (بورتو البرتغالي) ومهدى جيان تاهرات (لانس الفرنسي).
فوز الجزائر ايضا يقرب قائده رياض محرز من لقب افضل لاعب في القارة الذي سبق ان احرزه عام 2016 بعد اخفاق منافسيه المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني الذين فازا مع ليفربول الانكليزي بلقب دوري الابطال لكنهما اخفقا في قيادة منتخبي بلديهما بالفوز باللقب في حين يملك محرز بطولة الدوري الانكليزي مع فريقه المان سيتي بالاضافة للقب افريقيا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة