رجحت الوضع الحقيقي بالأسوأ لعدم إمكانية متابعة الوضع الإنساني فيه
متابعة ـ الصباح الجديد :
أكدت الأمم المتحدة أن 7550 طفلا على الأقل قتلوا أو أصيبوا جراء الحرب الأهلية في اليمن، منذ بداية أغسطس عام 2013 وحتى بداية العام الجاري.
وذكر تقرير أصدره الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو غوتيريش، أن هذه الحالات تعد بين 11779 حالة انتهاك صارخ لحقوق الأطفال وثقتها الأمم المتحدة في اليمن خلال هذه الفترة، مرجحا أن الوضع الحقيقي أسوأ من ذلك، بسبب صعوبة متابعة الوضع الإنساني في هذا البلد.
وحذرت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال في النزاعات المسلحة، فرجينيا غامبا، من أن معاناة الأطفال اليمنيين تفاقمت خلال هذه الفترة وبلغت مستوى مروعا، على الرغم من اتخاذ أطراف النزاع بعض الإجراءات الإيجابية.
ودعت المسؤولة الأممية أطراف النزاع وكل من لديه تأثير عليها إلى إعطاء الأولوية لجهود السلام والانخراط بشكل فعال في المفاوضات الجارية بخصوص تسوية النزاع.
وحمل التقرير أطراف النزاع المسؤولية عن تجنيد 3034 قاصرا، قاتل 1940 منهم إلى جانب جماعة الحوثيين، و247 آخرون إلى جانب قوات الحكومة المعترف بها دوليا المدعومة من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية، وتم أسر 340 طفلا. ولا تزال حالات استهداف المدارس والمستشفيات عالية في اليمن لتبلغ 381 حالة، أدى 345 منها إلى تدمير المبنى المستهدف كليا أو جزئيا، كما أبدى التقرير قلقا بالغا إزاء استخدام أراضي 258 مدرسة لأغراض عسكرية.
وفي سياق قريب، استهدفت القوات التابعة لجماعة «أنصار الله» الحوثية مطاري جازان وأبها الدوليين جنوب السعودية، فيما أعلن التحالف العربي بقيادة المملكة إحباط هجومين نفذا بطائرتين مسيرتين. وقال المتحدث باسم قوات الحوثيين، العميد يحيى سريع، في بيان أصدره مساء امس الاول السبت: «سلاح الجو المسير نفذ قبل قليل عملية واسعة استهدفت مطار جازان بعدة هجمات بطائرة قاصف k2 استهدفت مرابض الطائرات الحربية وأهدافا عسكرية أخرى».
وتابع سريع: «نؤكد أن العملية… أصابت أهدافها بدقة… وأدت إلى تعطيل الملاحة الجوية في المطار».
وختم بالقول: «قواتنا ستستمر في استهداف كافة المواقع والمنشآت العسكرية التابعة للعدو، ومن ضمنها المطارات المستخدمة لأغراض عسكرية ومنها تقلع الطائرات الحربية والمروحيات لقصف اليمن كونها تعتبر أهدافا مشروعة لقواتنا». من جانبه، صرح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي، العقيد الركن تركي المالكي، باعتراض وتدمير طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون نحو جازان. وقال المالكي، في بيان: «قوات التحالف تمكنت،من اعتراض وإسقاط طائرة بدون طيار (مسيرة) أطلقتها المليشيا الحوثية المدعومة من إيران من صنعاء باتجاه جازان».
وأضاف المالكي: «الأداة الإجرامية الإرهابية الحوثية مستمرة في إطلاق الطائرات بدون طيار لتنفيذ الأعمال العدائية والإرهابية باستهداف المدنيين والمنشآت المدنية، ولم يتم تحقيق أي من أهدافها ويتم تدميرها وإسقاطها».
وختم بالقول: «إننا نؤكد استمرار تنفيذ الإجراءات الرادعة ضد هذه المليشيا الإرهابية وتحييد القدرات الحوثية وبكل صرامة، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية».
ولاحقا، نشر المتحدث باسم قوات الحوثيين بيانا ثانيا قال فيه: «الطيران المسير يعاود الليلة عملياته الهجومية باستهداف مطار أبها الدولي قبل قليل بعدد من طائرات قاصف k2»، مضيفا أن «العملية كانت ناجحة وقد أدت إلى تعطيل الملاحة الجوية في المطار، وقد استهدفت مرابض الطائرات الحربية وكانت الإصابة دقيقة».
وشدد سريع على أن هذه العمليات العسكرية «تأتي في إطار الدفاع عن النفس» وعدها «ردا مشروعا على استمرار الجرائم» بحق الشعب اليمني «واستمرار الحصار والعدوان» على البلاد.
وأشار سريع إلى أن «هذه العمليات قد تتوسع ولن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار، وعلى العدو أن يحسب حساب ذلك».
بدوره، أعلن التحالف العربي، امس الأحد، اعتراض وتدمير طائرة مفخخة أطلقها الحوثيون باتجاه منطقة سكنية في منطقة عسير.
وتقود السعودية منذ مارس 2015 التحالف العربي، الذي يشن عمليات عسكرية واسعة في اليمن، يقول إنها تستهدف مواقع للحوثيين دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والموالية للرئيس، عبد ربه منصور هادي.
وكثف الحوثيون، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ومناطق واسعة أخرى في البلاد، منذ الشهرين الماضيين هجماتهم على «المواقع الحساسة» داخل المملكة، ردا على ما يصفونه بـ «عدوان» التحالف العربي، الذي سبق أن حملته الأمم المتحدة المسؤولية عن مقتل وإصابة عشرات آلاف المدنيين في اليمن جراء عملياته.