الشيخ صباح الأحمد الجابر: الكويت تؤمن بشكل راسخ بأهمية ان ينعم العراق بالأمن والاستقرار

في ظروف دقيقة وحرجة تمر بها المنطقة..

الملاحة وترسيم الحدود والحقول المشتركة..اتفاقيات يحتمل توقيعها بين البلدين

بغداد – الصباح الجديد:

أكد رئيس الجمهورية برهم صالح ان العلاقات بين العراق والكويت قطعت اشواطاً كبيرة الى الامام بفضل حكمة ورغبة القيادتين في البلدين لتجاوز مخلفات الماضي.
وأشار صالح، في جلسة المباحثات الرسمية التي عقدت امس الاربعاء في قصر السلام ببغداد، مع أمير دولة الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، الى ان لدى البلاد الرغبة الجادة لبناء علاقات متطورة مع جيرانه خاصة مع الكويت بما تخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.
وكان وصل أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح امس الاربعاء الى بغداد في زيارة رسمية يبحث خلالها العلاقات الثنائية بين البلدين وأبرز القضايا والمستجدات على الساحة الإقليمية.
وفيما تأتي هذه الزيارة في ظل التوترات والتطورات المتسارعة غير المسبوقة التي تشهدها المنطقة، لاسيما الأعمال التي استهدفت سلامة الإمدادات النفطية، عبر تخريب وضرب السفن النفطية والتجارية المدنية في المياه الإقليمية للإمارات وبحر عمان، قالت وكالة الانباء الكويتية ( كونا )، ان “زیارة أمیر البلاد الشیخ صباح الاحمد الجابر الصباح، لبغداد تأتي في اطار العلاقات الاخویة المتمیزة بین البلدین الشقیقین”.
وأوردت ان نائب وزیر الخارجیة الكويتية خالد الجارالله، صرح لها بان ” زیارة سموه تنطوي على ابعاد مهمة ودلالات حیویة من بينها حرص سمو الامیر في الاهتمام والرعایة للعلاقات الاخویة وسعي سموه لتطویرها وتعزیزها في المجالات كافة”
الجار الله أشار أيضا الى ” حرص سموه على دعم وتمكین العراق من تجاوز تداعیات ما تعرض له من اعمال ارهابیة وجهود سموه الهادفة لاعادة الاعمار”.
وأكد ان “الزیارة ستمثل فرصة لبحث الوزراء مع نظرائهم في الجانب العراقي سبل تعزیز وتطویر التعاون بین البلدین الشقیقین وحسم الملفات العالقة بینهما”.
وقال ان “مما یضاعف اهمیة الزیارة انها تأتي في ظروف دقیقة وحرجة تمر بها المنطقة والتي تتمثل باستمرار التصعید فیها الامر الذي یؤكد اهمیة التنسیق والتشاور مع الاشقاء في العراق لتجاوز هذه الظروف وتمكین المنطقة من النأي بعیدا عن التوتر والصدام”.
وفي السياق، كشف مصدر مسؤول امس، ان العراق والكويت سيوقعان عدة اتفاقيات تخص الملاحة وترسيم الحدود والحقول المشتركة، فيما اشار الى ان ملف الديون قضائي ولا يمكن بحثه.

وقال المصدر ان «امير الكويت وصل على رأس وفد كويتي رفيع المستوى يضم وزراء ومستشارين تلبية لدعوة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي زار الكويت الشهر الماضي».
وأضاف أنّ «الزيارة ستكون بمثابة نقطة تحوّل في العلاقات بين البلدين وإنهاء تفاهمات سابقة على ملفات وقضايا بين العراق والكويت، إضافة إلى الخروج برؤية موحّدة حول الأزمة الحالية والتصعيد في منطقة الخليج العربي»، مشيرا الى انه «من المقرر توقيع اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم، تتركز على الملاحة البحرية وترسيم الحدود المائية والبرية وملف خور عبد الله وحقول النفط المشتركة والتبادل التجاري والتعاون الأمني بين البلدين».
وأكد أن «ملف الديون العراقية المستحقة لصالح الكويت يعتبر ملفاً قضائياً لا سياسياً، ضمن الخسائر التي لحقت بالكويت جراء الغزو العراقي عام 1990 للأفراد والمواطنين الكويتيين، والعراق يتفهم هذا الأمر، ولا يمكن بحثه إلا بمقدار تسريع إغلاقه بالكامل لطي هذه الصفحة نهائياً».
وحول ما إذا كان الحديث في بغداد من أن أمير الكويت سينقل رسالة سعودية للعراق بعد التوتر الأخير بين البلدين على خلفية رفض بغداد بيان مؤتمر مكة الطارئ، قال المصدر إن «هذا غير صحيح، والزيارة ستركز على إنهاء الملفات الخلافية والاتفاق على الدخول بمحور واحد نحو دفع المنطقة للتهدئة».
وزيارة امير الكويت هذه الى البلاد، هي الثانية منذ توليه الحكم، اذ كانت الاولى خلال مشاركته في قمة بغداد 2012 والتي مثلت ايضا في حينها اول زيارة لامير كويتي للعراق منذ في 2 اب 1990.
واثناء المحادثات أورد رئيس الجمهورية برهم صالح على المستوى الإقليمي، ان «العراق ينظر الى طبيعة الأزمة الحالية في المنطقة بمنظار واسع ويسعى الى تحقيق توافق اقليمي شامل على قاعدة الحوار والجيرة الحسنة بين الدول».
بدوره أشار أمير دولة الكويت الى حرص بلاده على دعم وتمكين العراق من تجاوز تداعيات ما تعرض له من اعمال ارهابية واعادة اعماره،» معتبرا ان «الزيارة تمثل فرصة لبحث سبل تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين وحسم الملفات العالقة بينهما، وانها تأتي تتويجا للعلاقات الوطيدة، مشدداً على أن الكويت تؤمن بشكل راسخ بأهمية ان ينعم العراق بالامن والاستقرار».
كما جرى بحث اخر التطورات السياسية في المنطقة ومحاولات تهدئتها بما يصب في صالح استقرارها، فضلاً عن مساهمة الكويت في عمليات اعمار العراق، والعلاقات بين البلدين وسبل الارتقاء بها إلى ما يلبِي طموح الشعبين الشقيقين.


مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة