أحلام يوسف
يعاني العديد من الرجال والنساء على حد سواء، الغيرة، غيرة الشريك التي يجدها البعض مبالغا بها او انها تخنقه في بعض الأحيان.
هناك من يعزو الغيرة الى المحبة، لا بل هناك من يتهم الشريك في حال لم يغر عليه بانه لا يحبه فعلا، فهل هي كذلك بالفعل؟ هل الغيرة على الشريك دليل قاطع على محبته له ام انها دليل على التشكيك بتلك المحبة؟
يقول الاختصاصي في الارشاد الاجتماعي ماهر شبانة: الغيرة الطبيعية تختلف عن مثيلتها المرضية بعدد الاشياء والمواقف التي قد تستفز الشخص، فكلما ازدادت غيرة الانسان من شيء جديد على حبيبه، كلما ارتفع منسوب غيرته طرداً نحو الغيرة المرضية.
ويتابع: لابد أن نميز بين الغيرة الرومانسية والتي ينسبها الكثيرون لغيرة الحب ويعدها البعض غير طبيعية، وبين الغيرة في العمل “غيرة القوة” والتي تنشأ نتيجة صراعات في علاقات العمل كالترقيات، أو الأجور، أو تسلم مناصب معينة تثير المتنافسين على هذا المنصب، وبين “غيرة الأصدقاء” وهي تبدو واضحة منذ الطفولة وتظهر بنحو جلي في مرحلة المراهقة عندما يشعر الشخص بالخوف من فقدان أحد أصدقائه وذهابه إلى شخص آخر متطفل على الصداقة الأصلية، مما يجعله وحيداً، الأمر الذي يسبب له قلقا اجتماعيا ستكون تبعاته النفسية كارثية، فتكون الغيرة، الخط الدفاعي الأول لتجنب وقوع هكذا كارثة.
اذن فالخوف أحد أسباب الغيرة في كل اشكالها وانواعها، لكن كيف يمكن لنا ان نتخلص من هذا الخوف، وبالتالي نتخلص من الشعور بالغيرة من أي كان؟
الباحث بعلم الاجماع حسن الجبوري يقول: الثقة بالنفس، وبالآخر أساس التخلص من الخوف والغيرة في آن واحد، فالغيرة بحقيقتها ليس غريزة تتعلق بالحب لكنها “غريزة الأمان” او التملك، فالخطيب مثلا يغار على خطيبته لأنه يريدها له وحده لذا فنجد الكثير من الرجال يغارون على خطيباتهم او زوجاتهم من أهلهم أنفسهم، يغار لو انها خصصت وقتا لهم، او انفردت بأحدهم للحديث بموضوع معين.
وأضاف: المرأة أحيانا تبدأ بالتصرف بطريقة جافة وأحيانا تكون بعيدة عن الذوق العام مع أي امرأة تدخل الى البيت، او أي محفل تكون به مع زوجها، لأنها تشعر ان غريزة الأمان مهددة في حال أعجب زوجها بتلك المرأة، فتخلق وهما بسبب خوفها، غير المبرر.
كيف للمرأة او الرجل التخلص من هذا الشعور الناتج عن احساسهم بتهديدهم امنهم واستقرارهم مع الشريك؟
تجيب هذه المرة نهار طه الباحثة بعلم النفس: للتخلص من الغيرة يجب أولا ان يعترف الغيور بحالته، ويستوعب خطورتها على العلاقة التي تربطه بهذا الشخص. بناء الثقة لا يحتاج الا الى المصارحة، ان يعلن عن غيرته من هذا الشخص او هذا الموقف او هذا التجمع، وان يسمع ويسمح للحوار والنقاش فأحيانا الشخص الغيور يكون عنيدا ولا يتقبل حتى ان يسمع من الطرف الاخر شرحا او تفسيرا للموضوع الذي تسبب بغيرته، فالمصارحة وبناء الثقة والتخلص من الغيرة المزعجة او المرضية حلقة متصلة.
اذا دخلت الغيرة من الباب.. هرب الحب من الشباك
التعليقات مغلقة