بين قناعة لجان تحكيم وعدم رضا النقاد

جوائز مهرجان كان السينمائي

كاظم مرشد السلوم

لم يرضى الكثير من النقاد الذين تواجدوا في مهرجان كان السينمائي الدورة 72، بالجوائز التي منحت في ختامه لعدد من الافلام والمخرجين والممثلين ، النقاد الذي تابعوا وعلى مدى ايام المهرجان افلاما عدة ومن دول ومدارس سينمائية مختلفة، ابدوا عدم رضاهم عن الجوائز التي ذهبت الى بعض الافلام ، ومبدين رضاهم عن جوائز ذهبت لأفلام أخرى، هذا الامر يحدث في كل المهرجانات السينمائية ، سواء في كان ، او برلين ، او فينسيا او غيرها من المهرجانات ، والسبب يعود الى اختلاف رؤى النقاد ، عن رؤية اعضاء لجان التحكيم ، فالعديد من المهرجانات تضع اعتبارات اخرى غير الاعتبارات التي يراها النقاد لمنح هذا الفلم او ذاك جائزة ما .
بعض الافلام قد تحصل على جوائز ليس لقيمتها الفنية وللتقنية فقط ، بل للقضايا التي تطرحا ، التطرف، التحرش الجنسي ، العبودية وغيرها ،.
الجوائز التي لم ترضي النقاد هي ، كجائزة أفضل اخراج التي ذهبت للأخوين جان بيبر ولوك داردان عن فيلمهما «الشاب أحمد» الذي وصفته الصحف بفيلم متواضع لا يضيف اي شي جديد لا للسينما ولا لمشوار الاخوان داردان السينمائي، كذلك هو الحال مع فيلم «أتلانتيك» للمخرجة السنغالية ماتي ديوب، الذي فاز بالجائزة الكبرى، ثاني اهم جائزة بعد السعفة الذهبية، وهو مالم يتوقعه النقاد الذين ربما راهنوا على فيلم «حياة خفية» للمخرج الامريكي تيرينس مالك او فيلم المخرج البريطاني كين لوتش « نأسف ، لم تكن موجودا».
بينما يرى النقاد ان الجائزة المستحقة كانت لانتونيو بانديراس الذي نال على جائزة افضل ممثل لدوره في فيلم المخرج بيدرو المودوفار «ألم و مجد» ، وكذلك جائزة أفضل ممثلة البريطانية ايميلي بيتشام عن دورها في فيلم «جو الصغير».
وفي حين كان النقاد يتوقعون ان يفوز فلم « بورتريه لشابة من منار» للمخرجة الفرنسية سيلين سكياما بالسعفة الذهبية ـ او الجائزة الكبرى ، فاز الفلم بجائزة أفضل سيناريو ، وهو عكس ما كانوا يتوقعون.
المخرج و الممثل الفلسطيني ايليا سليمان الذي يعود لمهرجان كان بعد عشر سنوات مع فيلمه «لابد انها الجنة» فاز بجائزة النقاد « فيبرسي « وحصل كذلك على تنويه خاص ، ويبدو ان سليمان قد رضي بالجائزة كونها تمنح من قبل النقاد أنفسهم .
جائزة لجنة التحكيم جاءت مناصفة بين الفيلم البرازيلي «باكوراو» والفيلم الفرنسي «البؤساء»، فيما ذهبت جائزة السعفة الذهبية ولأول مرة في تاريخ المهرجان لفيلم كوري للمخرج جون هو بونغ بعنوان Parasite أو «طفيليات» الذي يستعرض و بأسلوب ساخر الصراع الطبقي من خلال قصة عائلتين من داخل المجتمع الكوري.
بونغ الذي نال على اكبر جائزة في المهرجان، شكر لجنة التحكيم قائلا انه لشرف عظيم له ان يفوز بالسعفة الذهبية من مهرجان كان، ولطالما شكلت السينما الفرنسية مصدر إلهام له شاكرا هنري جورج كلوزو وكلـود شابـرول.
انتهى المهرجان ووزعت جوائزه ، لكن الجدل توزيع الجوائز سيستمر الى الدورة القادة ، ليبدأ جدلا جديدا حول أفلام وجوائز جديدة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة