حرائق حقول الحنطة المفتعلة إرهاب يستهدف اقتصاد البلاد تقوده مافيات تدار من الخارج

الحكومة مطالبة بكشف الحقائق واهتمام اكبر

بغداد – الصباح الجديد:
التهمت النيران امس مساحات واسعة من حقول الحنطة، في مناطق متفرقة عدة من البلاد، كانت في طور الحصاد والتسويق.
وتوزعت الحقول التي شملتها الحرائق، ما بين وسط وشمال البلاد، بدء من ديالى، مرورا بصلاح الدين وكركوك، لتشمل في الأخير قضاء الحويجة في الشمال، الأمر الذي يعني التخطيط المسبق ويشير الى جريمة منظمة نفذتها جهات من الداخل لجهات خارجية كما افاد البعض من ممثلي الشعب في مجلس النواب.
وتعرضت مئات الحقول الزراعية امس، إلى حرائق هائلة في محافظات ديالى ونينوى وصلاح الدين في العراق، وكانت قد حدثت حرائق خلال اليومين الماضيين، الا انها لم تكن بالحجم الكبير،.
وأصدرت وزارة التجارة بياناً طالبت فيه وزارة الداخلية وقيادة العمليات المشتركة بالتحرك لتعقب ” الجماعات الإرهابية وحماية أمن وممتلكات الفلاحين وتأمين الحقول”، معربة عن رفضها لـ”تعرضهم إلى ابتزاز العصابات الإرهابية”.
وشددت الوزارة “على وجوب تدخل قيادة العمليات في نينوى والقوات الأمنية المنضوية تحت قيادتها لمنع تكرار مثل هذه الحوادث الإجرامية التي تستهدف أمن المواطن العراقي الغذائي والبلاد البلاد الغذائي”.
واتهمت لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية، جهات داخلية وخارجية لم تسمها، بالتآمر من أجل منع وصول العراق إلى الاكتفاء الذاتي من الحنطة، عن طريق افتعال الحرائق في حقولها.
وقالت اللجنة، إن استهداف الزراعة بعد استهداف الثروة الحيوانية والسمكية، أمر مخطط من أجل إبقاء العراق بلدا مستوردا، داعية الحكومة إلى تحمل المسؤولية تجاه ما يحصل.
وفيما أعلنت اعلنت مديرية الدفاع المدني امس الاحد، احتراق نحو 136 دونما من محصولي الحنطة والشعير في حرائق المناطق الزراعية بعدد من المحافظات اليوم الماضي، أكد فرع مديرية الدفاع المدني نفسها بمحافظة كركوك، امس الاحد، تمكنه من اخماد حريق اندلع بحقول الحنطة في المحافظة.
وجاء في بيان اطلعت عليه الصباح الجديد: تمكنت ( ٧ ) فرق أطفاء من إخماد حادث حريق اندلع في مساحة تقدر ب ( ٩٠٠ ) دونم من الادغال و ( ١٠٠ ) دونم من محصول الحنطة في أطراف قضاء الحويجة وناحية الرياض.
وأضاف البيان: تمكنت فرقنا من اخماد النيران على الرغم من وعورة المنطقة وصعوبة الوصول إلى مكان الحادث وتطويقها ومن ثم إخمادها والحيولة دون توسعها الى الأراضي المجاورة.

وجاء في بيان المديرية العامة للدفاع المدني الذي تلقت الصباح الجديد نسخة منه، إن “١٣٦ دونما احترقت، فيما تم انقاذ ٣٣٤ آخر من قبل الدفاع المدني خلال الـ ٢٤ ساعة الماضية “، – السبت- مبينة أن “حريقا اندلع داخل ارض زراعية لمحصول الشعير بمساحة ١٠ دونم وانقاذ ٨٠ دونم في قضاء الدور، فيما اندلع آخر في ارض زراعية لمحصول الحنطة بمساحة ١ دونم وانقاذ ١٩ دونم قضاء العلم في صلاح الدين”.
وأضاف البيان، أن “حرياق داخل ارض زراعية لمحصول الحنطة بمساحة ٥ دونم وانقاذ ١٩٥ دونم قضاء داقوق، وآخر داخل ارض زراعية لمحصول الحنطة بمساحة ١٥ دونم وانقاذ ١٥ دونم قضاء الحويجة، عنم حريق داخل ارض زراعية لمحصول الحنطة بمساحة ٥ دونم وانقاذ ٢٥ دونم قضاء المناذرة، وانلع حريقا آخر داخل ارض زراعية لمحصول الحنطة بمساحة ١٠٠ دونم قضاء الرياض في الحويجة”.
ويشار الى ان الحرائق طالت مساحات واسعة من حقول بيجي والعلم والدور وحمرين ومكحول والبو عجيل والاراضي المجاورة لسبايكر بخسائر مادية كبيرة.
الاف الدونمات احترقت في صلاح الدين
وفي هذا الصدد كشف معاون محافظ صلاح الدين، أحمد صالح، امس الاحد، أن التحقيقات الأولية كشفت بأن الحرائق التي طالت المحاصيل الزراعية تمت بفعل فاعل”.
وقال صالح، في تصريح صحفي، إن “التحقيقات الأولية كشفت أن الحرائق التي طالت محاصيل الحنطة والشعير تمت بفعل فاعل” مبيناً أن “الأجهزة الأمنية عثرت على هواتف نقالة واسلاك استخدمت في اضرام النيران التي التهمت الاف الدوانم الزراعية”.
وأضاف، أن “الحرائق التهمت مناطق زراعية عدة في محافظة صلاح الدين”.
وأكد صالح، أن “الحكومة الاتحادية سارعت إلى إرسال تعزيزات من الدفاع المدني لتأمين بقية الاراضي الزراعية” موضحاً في الوقت ذاته أنه “ليس هناك أي توجه حكومي لغاية اللحظة في صرف تعويضات للفلاحين”.
والتهمت حرائق محافظة ديالى نحو 500 دونم من مزارع الحنطة والشعير، فيما اندلع حريق آخر في محافظة نينوى والتهم مزارع واسعة يُقدر طولها بستة كيلومترات، فضلًا عن محافظة صلاح الدين، الأمر الذي اثار حفيظة عدد كبير من البرلمانيين الذين اتفقوا ضمنا على ان مافيات الفساد ما تزال تعبث باقتصاد البلاد، اذ اكد النائب عن ائتلاف النصر اراس حبيب كريم، امس الاحد، ان المافيات تريد للعراق أن يكون مجرد سوق لتصريف البضائع المستوردة، مبينا ان ما يحصل من حرائق لحقول الحنطة تهديد جدي.
وقال كريم في بيان تلقت الصباح الجديد نسخة منه، انه “لا يكفي القول أن حرائق حقول الحنطة مفتعلة أو بفعل فاعل، ومثلها قبل شهور حادثة نفوق الأسماك، علينا البحث عن الأسباب لا النتائج”.
واضاف ان “هنالك من لا يريد بناء اقتصاد وطني يقوم على تراكم إنتاج داخلي إن كان في الزراعة أو الثروة الحيوانية ولاحقاً الصناعة”، موضحا ان “المافيات ومن يقف خلفها ويسندها هي من تريد للبلاد أن تكون مجرد سوق لتصريف البضائع المستوردة”.
واشار الى ان “ما يحصل تهديد جدي يتطلب إجراءات بمستوى ما يمثله من مخاطر آنية ومستقبلية”.
وطالب النائب عن كتلة النهج الوطني، مازن الفيلي الحكومة العراقية، بالتحرك العاجل لكشف الاسباب خلف الحرائق التي اصابت المحاصيل الزراعية مؤخرا.
وقال الفيلي في بيان تلقت الصباح الجديد نسخة منه امس، ان “على الحكومة التحقق من احتمالية وقوف جهات تخريبية تستهدف الامن الغذائي الوطني والاضرار بالمزارعين ونشر السخط في صفوفهم”.
واضاف “من الضروري اتخاذ اجراءات حماية لتلك المحاصيل، والاسراع بتسويقها، وكذلك استنفار القوات الامنية والدفاع المدني لتامين المناطق الزراعية وتطويق الاضرار التي قد تقع”.
وبدوره أكد النائب عن محافظة ديالى، برهان المعموري، ان عمليات الحرق التي تعرضت لها مزارع الحنطة والشعير، تعد “إرهاباً” بصبغة إقتصادية.
وقال المعموري، في بيان تلقت الصباح الجديد نسخة منه: “ندين وبشدة ما تعرضت له مزارع الحنطة والشعير من عمليات حرق متعمدة في بعض المحافظات”، مطالباً الجهات المختصة بـ”تعويض المزارعين المتضررين”.
وأضاف، أن “هناك اياد خفية تمارس إرهاباً من نوع آخر بصبغة اقتصادية”، مبيناً ان “هذه الأيادي مرة تستهدف الثروة الحيوانية ومرة السمكية وغيرها وهذه المرة جاء الدور على مزارع الحنطة والشعير”.
وأشار، إلى إن “تلك الحرائق تسببت بخسائر فادحة للمزارعين”، داعياً الحكومات المحلية والقيادات الأمنية إلى “تحمل المسؤلية واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على الثروات الاقتصادية”.
وأوضح، أن “تلك الحرائق جاءت بعد أن اقترب العراق من مرحلة الاكتفاء الذاتي”، مؤكداً على “ضرورة متابعة الخلايا الارهابية التي تسعى لضرب الاقتصاد الوطني”.
وفي السياق، اكتفى المركز المشترك للتنسيق والرصد JCMC في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، امس الاحد، بإصدار موجز بشأن حرائق حقول الحنطة التي شهدتها محافظة صلاح الدين.
وطالب المركز بحسب بيان اطلعت عليه الصباح الجديد، “الجهات المعنية بتعزيز مديرية الدفاع المدني في محافظة صلاح الدين بالتناكر الحوضية لتأمين توفر كميات كبيرة من المياه بدوائر الماء والبلديات والمجاري ومصفى بيجي والجهات ذات العلاقة تحسباً لأي طارئ، بعد نشوب حريق كبير بالمحاصيل الزراعية للفلاحين (الحنطة) في المحافظة”.
واضاف ان “الحرائق تكررت منذ اربعة ايام في المناطق الزراعية بالضباعي والجزيرة التابعة لقضاء تكريت والناعمة والعلم وجزيرة بيجي والشرقاط”، مبينا ان “تلك الحرائق ضربت محاصيل الحنطة والشعير وقد أخمدها الدفاع المدني بمساعدة الاهالي”.


مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة