بحيرة الحب.. وقصائد أخرى للشاعر الصيني يانغ كه

*يانغ كه

(1)
بحيرة الحب
سماء بلون الياقوت
قد رفعت
ومياه رقراقة
وفي
بحيرة الحب
قد سكبت
وسنا شمس ذهبية
تسلل ليطفئ نار السهد
في حضن قد ذاب من الوجد
رحت أنتِ
وجلست على شاطئ البحيرة
وراحت أصابع النسيم تمر
بين ليل شعرك المفتول
المفتول
في جنون
أتدرين من كان يهمس في أذنك
هذا برعم زهرة
كان يرتجف من بديع حسنك
وشمس راحلة راحت تضئ
شجرة صنوبر
على صخرة العهد قد مالت
مثل ومضة
نور
من عنقك المرمري قد لاحت
جلسنا أنا وأنتِ على صخرة خضراء
وحرارة أجسادنا ما فارقت الصخرة الخضراء
وممر جبلي انفتح من خلفنا
ورنين خطاك على الدرج الحجري
يعلو ويهبط كان
مثل كرة خيط ضلت يد صاحبها
وتاهت
وحول البحيرة
لفت ودارت
وعجبًا لك يا حب!
وإذ بحبتين من التوت الأزرق
قد سقطتا في جوف البحيرة
فزاد الياقوت الكامن في الأحشاء
وعجبًا لبحيرة حب خرساء!
في مارس الماء يعلو ويعلو
والموج يتهادى في خيلاء وغرور
وفي سبتمبر الماء يطغى ويطغى
والموج مختال فخور

مشاعر رجل من صوب الشرق
في ليالي الربيع
يولد الحب الكبير
وفي الليالي المقمرة
يتدفق النهر
كقطعة من حرير
من بعيد بعيد
يقف ويحرس الورود الحسان
بعين لا تنام
يحمل رسائل العشق والهوى
في خجل وامتنان
يقف من بعيد بعيد
لا يجرؤ على اقتحامها
ولا يقدر حتى على فض عبيرها
يقف من بعيد بعيد ويتطلع
ويحيك شبكة من خيوط الحرير
مثل عنكبوت ينتظر في صبر مرير
وفي النهاية
وبعد الصبر الجميل
يتلوى الذواقة من الجوع
ويسيل لعابه شوقًا
وتلتمع عيناه لهفًا
على
الطعام المحرم
وتلتمع عيناه بشهوة
جائع محروم

فوق الغمامات البيضاء
فوق الغمامات البيضاء
ومن خلف نافذة الطائرة
دنت المسافات القاصيات
ورأيت عن يميني طائرة
وراحت
تسبح معنا
مضى وقت طويل
طويل جدًا
وقد لاحت في الفضاء
معلقة لا تحرك محركًا
وكأنها إبرة فضية
تلتمع تحت عيون الشمس
المتألقة
وعلى صفحة السماء الفيروزية
راحت تتحرك
حركة غير مرئية
كنت على يقين أنها تمضي
بسرعة خاطفة
هي تمضي
وأنا أمضي
مثل توأمان
ودوائر من دخان كثيف
حامت في الهواء
مثل طائر كبير
بجناحين يخفق
ويحلق
وكأنه قطع آلاف الأميال
وكان المشهد فوق ظنون البشر
ومرمى الخيال
وفجأة، تغير المسار
من نقر فجأة على الفأرة لكن،
وبدل السماء الزرقاء
لجهاز الحاسوب!

  • يانغ كه: ولد يانغ كه عام 1957 في قوانغتشو. من شعراء الصف الأول والجيل الثالث في الصين. يمتلك خيالًا تاريخيًا فريدًا وقد فتحت كتاباته الشعرية في المناطق الحضرية آفاقًا شعرية جديدة. ومنذ ثلاثين عامًا سلك شعره دربًا مغايرًا راحت تدعمه مشاعرعميقة وتقاليد راسخة الجذور، مما جعله أن يكون دائمًا في مقدمة صفوف الشعراء الصينيين. نظم أكثر من إحدى عشرة مجموعة شعرية وبعض المقالات النثرية. أُدرجت قصائده ضمن مختارات الشعر الصيني الحديث (1976 -2000)، ومائة عام من الشعر الصيني الحديث، ونهج الشعر الصيني الحديث. ونشرت دور النشر في جامعات في اليابان وإسبانيا ورومانيا وكوريا الجنوبية ومنغوليا بعض الدواوين المترجمة للشاعر يانغ كه مثل «مختارات يانغ كه «و»نصفين من تفاحة الأرض» وغيرها من الأعمال الشعرية.
    وهو يشغل الآن منصب نائب رئيس اتحاد الكتاب الصينيين في قوانغتشو، نائب مسؤول لجنة الشعر في اتحاد الكتاب الصينيين، نائب رئيس جمعية الشعر الصينية، رئيس تحرير مجلة الأعمال الأدبية، رئيس تحرير مجلة نقد أدب الإنترنت، باحث في معهد بحوث الشعر في جامعة بكين، أحد المحكمين في لجنة تحكيم جائزة ماو دون الأدبية في دورتها التاسعة، نائب رئيس لجنة التحكيم في جائزة لوشون الأدبية في دورتها السابعة.
    وقد حصل على العديد من الجوائز الأدبية الرفيعة منها جائزة لوشون الأدبية في دورتها الثامنة في قوانغتشو، وجائزة شو تشي مو من كامبريدج، وجائزة الشاعر المتميز عن مؤسسة حقوق النشر الرومانية، وجائزة الكتاب الشباب في دورتها الثانية في جوانغشي، وجائزة الإبداع في أدب الشباب، وجائزة الإسهام المتميز لشعراء الجيل الثالث في الصين، وجائزة ليو يو شي عن الشعر. وحصل على المركز الأول في جائزة الشعر الموزون المقفى الحديث في تايوان في دورتها الثانية. وجائزة التميز لأربعين عامًا في تايوان، وجائزة الإسهام الوطنية خلال عشر سنوات، وغيرها من الجوائز الأدبية الرفيعة الأخرى.

ترجمة: ميرا أحمد

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة