يظهر الفلم السويدي مناطيد بابل، للمخرج فولك رايدن، الذي عرض مساء الجمعة 15 اذار، في المسرح الوطني ببغداد، بالتعاون بين دائرة السينما والمسرح والسفارة السويدية، مدى الاحباط الذي يمكن أن يواجه الشباب الحالمين بعمل شيء ما، يمكن ان يغير وجهة نظر البعض لبلدانهم التي نزحوا عنها مجبرين، من خلال إظهار بعض مما تبقى من جمال محت الحروب معظمه، والتعريف بشعب قاوم كل انواع القمع والارهاب.
هذا الإحباط ناتج عن التعامل السيء من المسؤولين الحكوميين، أو عدم معرفتهم، او تجاهلهم لأهمية ما يقوم به هؤلاء الشباب، فيضعون العراقيل امامهم، كأنهم يخافون ان يطلع العالم على حقيقة ما يجري ، وإن لم يكن ذلك هدف أولئك الشباب.
في الجانب الاخر تقدم السينما السويدية دعمها الكامل لمشروع شاب سويدي من أصل عراقي، يحلم بان يجلب فريق من هواة الطيران بالمناطيد ليطيروا فوق بابل، ليشاهدوا جمال طبيعتها، واثارها التي تشير الى عمق حضارة بلاد ما بين النهرين .
مرتضى الهاشمي، شاب عراقي غادر العراق مع عائلته منذ العام 1979، تنقل بين بلدان عدة، ليستقر به والمقام وعائلته في السويد التي تحتضن الاف العراقيين، بعد زيارته للعراق، يقرر مرتضى عمل اعلان عن رحلة لهواة الطيران بالمناطيد لزيارة العراق والطيران بمناطيدهم فوق بابل ، فيجد اعلانه حماسا كبيرا وموافقة الكثيرين للمشاركة رغم علمهم بخطورة الوضع في العراق .
بعد ذلك تبدأ رحلة المعاناة والاحباط، بكل ما يتعلق بسفر فريقه، التأشيرات، نقل المعدات، تأجيل الموافقات بدون أسباب حقيقية، كل هذه العراقيل يتحملها مرتضى ويصر على مواصلة حلمه وهدفه ، أخيرا وحتى بعد وصول الفريق الى بابل، تحجز معداته في مطار النجف لفترة طويلة ، هنا يبدأ تذمر فريقه الذي تجمع من بلدان مختلفة، ولم يفرج عن تلك المعدات الا بعد توسط محافظ كربلاء لدى محافظ النجف ، ليتمكن الفريق اخيرا من التحليق فوق بابل ، غير مصدقين ان التاريخ سيمنحهم فرصة مشاهدة بلاد ما بين النهرين من سلة مناطيدهم التي ارتفعت عاليا في السماء.
الجمهور الذي شاهد الفلم ، تفاعل مع بطله ، وشعر بالحيف والاحباط الذي عاشه ، حتى انه صفق طويلا لحظة ان انتهت العراقيل وارتفعت المناطيد عاليا.
في الندوة التي أعقبت الفلم كان الجميع يشكر ويمتدح كادر الفلم السويدي بشكل خاص ،والسينما السويدية بشكل عام ، تلك السينما التي ما أن تذكر حتى يبرز أسم مخرجها الكبير أنغريد بريغمان، الحائز على ثلاث جوائز أوسكار خلال مسيرته السينمائية التي كانت حصيلتها خمسون فلما، تبحث في ثنائية الحياة والدين.
كذلك احتفوا ببطل الفلم الشاب العراقي مرتضى الهاشمي، الذي كان فرحا بما قدم لبلاده من فرصة اطلاع العالم على اثار بابل، وطيبة الشعب الذي قابله فريق العمل، سواء اثناء التحضيرات او من خلال تجوالهم في الاسواق.
ترى هل ستوفر وزارة والشباب وكذلك وزارتي النقل والداخلية التسهيلات اللازمة لمثل هكذا فعاليات مستقبلا ؟
مناطيد بابل الدعم .. الإحباط
التعليقات مغلقة