زينب الحسني:
كل يوم لها عيد فهي الام والاخت والصديقة وفي كثير من الأحيان تحل محل كل الرجال هي المرأة والرجل والمعيلة والمربية والطبيبة والمعلمة هي الدنيا بأسرها وليس نصفها، فلا وجود من دونها ولا حياة ولا إبتسامة نشق غبار مرارة العيش وصعوبته بها.
هي الجميلة بروحها وذاتها تقاس قامتها بقامات النخيل وتنحني لها الجبال الشامخة خجلاً وحياءً منها، وتسيل لياليها الالف لتناغي دجلة والفرات وتخبرهما بأسرارها المكنونة بين طيات السنين وعن هم وجور الزمان، وما حل عليها من قهر وظلم طال احباءها، اذ فقدت الابن والحبيب والزوج والاخ وظلت تناضل وحيدة وتحارب لتظفر بالعيش الكريم لم تهن ولم تهن ، ولم تقبل بغير ان تكون مرفوعة الرأس وشامخة لا تهزها ريح الفقر والجوع والعازة ،بل كانت في المقدمة وحاربت لتضمن الحياة الكريمة لأبنائها واحبتها ، اذ استودعت روحها مع من فقدتهم ونذرت ذاتها لمن تبقى منهم لتكون الجدار العازل لهم من كل مكروه او اذى ممكن ان يصيبهم .
كل عام وهي الجميلة بعزة نفسها والغالية بغالي ارضها والحبيبة التي لم تهجر حبيبها برغم الصعاب والعقبات التي وضعت بدربها. المرأة العراقية المرأة الاستثنائية التي جعلت من المستحيل مادة تدرس على الأجيال المقبلة بصبرها وعطائها. فهي التي اذابت كل ما يقف بدربها من هموم وصعاب بل وجعلتها لا محل لها.
كل عام وانتِ عراقية بامتياز سمراء بلون تربتها وطيبة بطيبتها وشامخة بشموخ نخيل ارض الرافدين التي استمدت روحها من روح اميراتها اللواتي كن ملح الأرض ومنبع غرسه الطيب ..
كل عام وانت ِكاملة الحقوق والوجود، كل عام وأنت صامدة مكابرة شامخة كالنخلة بعيدة عن الخنوع والخضوع.
كل عام وأنت عزيزة لا تذلين ولاتهنين تقفين بالصدارة محاطة بالأحبة في وطن ينعم بالأمن والامان، حبيبة وأماً وزوجة وأختاً وصديقة محفوظة الكرامة بصفاتك ِوخصالك جميعاً غير مضطرة للتشرد والتسول وازهاق ماء الوجه متحملة ذل السؤال لتوفير لقمة العيش لأبنائك بعد هجر الزوج او قتله.
امنيات نأمل أن تدخل حيز التنفيذ لأنها استحقاق مشروع لها، لنبدأ العام المقبل بأمنيات يملؤها التفاؤل والنظر للمستقبل بصورة أيجابية بعيدة عن السوداوية المقيتة التي نعيشها منذ أكثر من ثلاثة عقود أحرقت الاخضر قبل اليابس وحصدت العديد من الطموحات والتمنيات.