ناجية ايزيدية تكشف بعض خبايا عناصر داعش (1 ـ 2)
الصباح الجديد ـ نينوى:
كشفت ناجية ايزيدية امضت اكثر من 3 سنوات بقبضة داعش، عن وجه اخر لبعض من باعوها واشتروها، مبينة ان بعضهم جبناء، واخرون يبحثون عن الاموال واخرون يبحثون عن الجواري.
وكانت (ليلى) تقترب من سنتها الثالثة في الأسر، وكانت عند تاجر سعودي (أبو حمزة)، ذلك السعودي الذي كان يزداد ثراء كلما زادت فتاوى داعش الخاصة بأسلاب وغنائم الحرب، على وفق ما تابعه مراسل «الصباح الجديد» لقصتها.
وكان مسلحون من قوميات وجنسيات مختلفة يترددون بصورة يومية على منزل أبي حمزة لشراء الجواري، وتقول ليلى: «كان بعضهم لا يرضى بأية فتاة، فيذهبون ويقولون سنعود لاحقاً. لكن تاجراً اختارني وأخذني».
كانت قسوته تضاهي ثراءه، وخلال ثمانية أشهر قضتها ليلى عنده، باتت مجازفة متمردة وحاولت الانتحار «كلما طلب مني شيئاً كنت أفعل العكس، سئمت الإهانة والعبودية»، لكن ذلك كان يتبعه ضرب وجلد في كل مرة.
كان السعودي يتاجر بالمواد الغذائية بين المدن الخاضعة لسيطرة داعش، وقد جنى الكثير من المال، وكانت تلك ذريعته للتملص من التوجه إلى ميادين الحرب. كان يعود إلى الدار مساء بوجه عبوس كالح بحيث لم يكن يرى ما تحت قدميه.
أغلب الذين ابتاعوا ليلى، كان العنف والقسوة القاسم المشترك بينهم. «كان مزعجاً جداً… كانوا يريدون إغراق العالم في بركة من الدم من دون أن يعرفوا هل أن أيامهم ستتيح لهم ذلك أم لا… ألقى كمبيوتره المحمول في حضني ذات مرة، وقال تعلمي درساً جديداً. كان درساً في الذبح وقطع الأيدي والأرجل».
تقول ليلى إن مشاعرها ماتت جميعاً. فكيف لمشاعر إنسان أن تبقى حية في ظل الحياة في مدينة شغل أهلها الشاغل هو الاتجار بالبشر والحديث عن طرق الذبح والتعذيب؟
«في البداية، ولكثرة اطلاعي على تلك الصور، كنت أتقيأ كل مساء وأشعر بأن قلبي يذوي. كانت الجرائم بشعة جداً، بحيث لا أعلم كيف أرويها لك. كانت هناك الرؤوس والأيدي والأرجل والآذان المقطوعة. كان هناك أشخاص يجثون على ركبهم خاضعين تمرر السكاكين على رقابهم».
من بين مقاطع الفيديو التي شاهدتها وذهلت لهول ما فيها، فيديو لأحد المسلحين الباكستانيين كانت ليلى عنده فترة. كان منهمكاً في جز رأس شخص يرتدي بدلة برتقالية اللون. أبكى المشهد ليلى كثيراً في تلك الليلة. كان يتراءى لها بأن تلك الرأس تحمل المئات من الآمال والأحلام التي لم تتحقق بعد، كانت تتساءل ترى كيف ودعت عينا الضحية العالم في اللحظة التي وضع السكين على رقبة صاحبها؟ بكت ليلى، لكن ما جدوى الدموع في ظل خلافة لا ترحم؟
كأي شارٍ آخر، باع هذا الشاري أيضاً ليلى بعد فترة لأبي حمزة: «كان أبو حمزة رجلاً لم أره قط ذاهباً إلى القتال. لكنه كان دائم الحديث للمسلحين وكان يحدثهم عن الجنة وعن الملائكة. كان عمله الرئيس يقتصر على بيعنا وشرائنا. لكن لا، كنت أشعر بأنهم لا يأخذونه للقتال لأنه جبان جداً، لكنهم مع ذلك كانوا لا يستغنون عنه لأنه كان ثرياً».
خلال تلك السنوات، وإلى جانب معاناتها، لاحظت ليلى بأن هناك أشخاصاً يدللهم داعش كل دلال. كان مجال تخصص هؤلاء يهم داعش وتطور خلافته الوليدة، «كان داعش قد صنف التخصصات، كان هناك أشخاص ضليعون في البرامج الكمبيوترية وتكنولوجيا المعلومات، أو أطباء، لم يكن داعش يرسل هؤلاء إلى جبهات القتال بل يبقيهم في المدن، وكان داعش وحتى أمراؤه يقدمون الخدمات لهؤلاء ويوفرون احتياجاتهم. «كنت أرى أنه يجري توفير كل لوازم منازلهم لهم».
كما كان التونسيون أكثر المدللين من بين مسلحي داعش، فقد كانت للأمراء التونسيين الجرأة على إعادة صياغة قوانين وتعاليم داعش بالصورة التي يشاؤون، وكان ذلك مكافأة لهم على حضورهم في جبهات القتال «كان أكثر المسلحين الذين يقدمون طلبات التسجيل لتنفيذ عمليات انتحارية تونسيون، وهو ما دفع داعش للتغاضي عن مخالفاتهم وعدم معاقبتهم بسببها».
مرة أخرى، قام أبو حمزة ببيع ليلى، وكان الشاري هذه المرة أبا أنس الحلبي، وهو عراقي حمل لقب «حلبي» لأنه كان يقيم في حلب، وقد شعرت ليلى بأن لهذا الشخص قصة:وسالته لماذا أصبحت داعشياً؟ فقال، اعتقلني الأمريكان (بدون أن يشير إلى سبب اعتقاله)، فسالته ثم ماذا؟ فقال، في سجن الأمريكيين، تعرضت لأنواع من التعذيب لا أستطيع الحيدث عنها أبداً، كان وحشياً ومؤلماً. قاطعته: اي أنك تعذبني بنفس الطريقة التي عذبوك بها؟ فرد: نعم، أعرف أغلب الذين ابتاعوك، وكانوا في السجون الأمريكية في السابق.
اشتراها سعودي، هذه المرة. كان شخصاً تركز ليلى في الحديث عنه على رائحته الكريهة «كان أغلب السعوديين قذرين ورائحتهم كريهة، ولإخفاء رائحتهم الكريهة كانوا يستخدمون عطراً رائحته أسوأ من رائحة درنهم، وبعد شهر باعني السعودي إلى أميركي كانت يتحدث لغة عربية ضعيفة».
كان شراء ليلى من قبل الأميركي مختلفاً قليلاً، وكان الشاهد على عقد شرائها في محكمة الجواري، مسلحاً أمريكياً آخر. سأل الأميركي ليلى بالعربية «هل تريدين شيئاً؟» ضحكت ليلى كثيراً عند سماعها هذا السؤال منه، وهذا ما جعله يملها «كان الأميركيون يحبون تغيير الجواري، وملني بعد خمسة أيام وباعني».
لكنها كانت بيعة ذكية، باعها لإماراتي ثري بضعف المبلغ الذي اشتراها به، كان الإماراتي ثقيلاً شريراً «عذبني بأسوأ الطرق وكلما أراد مضاجعتي صالحني بقطعة من ذهب!».
.. يُتبع