الصفحات السينمائية .. لماذا

بعد التغيير الكبير الحاصل في نيسان 2003 صدرت العديد من الصحف والمجلات الجديدة ولمختلف الاتجاهات السياسية وكذلك بعض الصحف المستقلة، وبعد أن كانت الصحف العراقية لاتتعدى اصابع اليد الواحدة الا بقليل، اصبح لدينا العشرات من الصحف، وبرغم التفاوت الكبير في المستوى بين صحيفة واخرى، الا إن هذا العدد يعتبر مؤشر لحالة صحية تعبر عن مناخ ديمقراطي جديد ربما افتقر اليه العراق كثيرا، ورغم انشغالات هذه الصحف بالشأن السياسي والذي ربما يعدسببا رئيسا من اسباب صدورها، الا ان معظم هذه الصحف أصبحت تعنى بالشأن الفني عموما وبالشأن السينمائي خصوصا مخصصة لذلك صفحات اسبوعية له، وساهم الكثير من الكتاب المتخصصين بالشأن السينمائيٍ وغيرهم بكتابة مواضيع نقدية او دراسات مهمة تخص السينما، وبات ياستطاعة الباحث في الشأن السينمائي وخاصة طلبة الدراسات العليا ان يجدوا ضالتهم في العديد من هذه الكتابات، سيما وان الكثير من اساتذة فرع السينما في العديد من كليات الفنون العراقية ينشرون الكثير من البحوث القيمة في العديد من هذه الصحف، وحتى القارىء العادي بات باستطاعته التوفر على الكثير من المعلومات التي تخص افلاما شاهدها وأعجبته، خصوصا مايتعلق بالنجوم الذين مثلوا في هذه الافلام، هذه الصحف ساهمت الى حد كبير في اشاعة ثقافة سينمائية عامة، رغم الواقع المتردي الذي تعاني منه السينما منذ قرابة عقدين او اكثر، واعتقد ان هذه الصحف ومن خلال صفحاتها السينمائية انما تحاول ان تدفع باتجاه اعادة الحياة الى السينما العراقية، فالسينما ليست انتاج افلام فقط، بل هي عملية بحث ودراسة ونقد يصب في صالح تطورها، هذه الصحف لم تعد تعتبر ان صفحات المنوعات او الصفحات السينمائية هي صفحات ليست بذات أهمية الصفحات الاخرى، واستكتبت لذلك افضل الكتاب ويشرف عليها كتاب من ذوي الاختصاص ،معيرة اهمية كبيرلها باعتبار انه لاوجود لقارئ متخصص في مجال ما لايقرأ ما في الصفحات الاخرى، والكتابة السينمائية تتوفر على العديد من العلوم الاخرى، وكذلك على العديد من الفنون المجاورة خصوصا وان السينما هي الفن السابع كما يطلق عليها، لذلك تجد العديد من الدراسات السينمائية التي تتحدث عن الدلالة والسيميائية وكذلك الفلسفة، لأن العديد من الافلام السينمائية بحثت في مواضيع فلسفية ونفسية مهمة وافلام بريغمان ولويس بونيل خير دليل على ذلك . وباتت هذه الصفحات تساهم في بناء ودعم المشهد الثقافي العراقي بإعتبار إن السينما جزء مهم من المشهد الثقافي العراقي رغم التفاوت في مستوى ماتقدمه من مواضيع، اذن نحن امام نافذة ثقافية وفنية ربما غابت عنا لسنين عديدة وحتى لو وجد البعض منها لكنه ليس بمستوى ماتقدمه الصفحات السينمائية في صحف ومجلات مابعد 2003 .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة