الضجيج الذي كان شاسعاً

عدنان الفضلي

ململماً ما تبقى من الأسف
ومتدثراً برائحة أنثى لم أصادفها بعد
مضيت الى طرقي التائهة
من حقي أن أفعل ذلك ..
لم أعد ذلك الشاعر، الذي يؤرق الدهشة
لم تعد الحانات تستوعب نزقي
ولا الصحاب يمنحوني الوضوح
قصائدي ماعادت تستثير البنات (الحبابات)
قدماي أضاعتا الأزقة المبتلّة بالشعر
ورأسي صار مائدة لكؤوس مثلومة
* * *
ململماً ما تبقى من النحيب
ومتكئاً على ذرية الصعاليك الصالحين
أمضي الى الميؤوس منّي
فالأرض دون أقدامي منزوعة منها الذكريات
والضجيج الذي كان شاسعاً ..
نام في عتمة قلقة
هكذا ومن دون التفاصيل
غفى الضجيج وجاسني بسبابته
إنهض ..
الى الفراغ سرْ
أيّ إنحسار هذا الذي نال من ماء القصيدة؟
أيّة وعورة تكدّست في سهول المعنى؟
إنه الشتات لا ريب ..
فالكل من حولي لم يتمكنوا من لمّ جنوني
وتركه في سلّة من قصب وطين
* * *
ململماً ما تبقى من المرارات
وعلى كتفي غراب بهاري اللون
أجوب الخرائب التي تسكنها الحروب
أخيط لنفسي جداراً مشطوراً
أستند اليه كلما عصفت بي رياح الخداع
لم أعد أرغب بالفراشات
لست معنياً تماماً بالأراجيح
عندي ما يكفي من الترنح
عندي ما يكفي من النسيان
عندي من الأسف ..
ما يكفي لتدوين الرؤى
وإن ضاقت العبارات
لذلك سألملم ما تبقى مني
وأقفل عائداً الى إغماضة
لا أظنها الأخيرة ..!!

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة