القلق.. حالة نفسية ومرضية تصيب الإنسان، تلازمه في جميع مراحل عمره، فـ “القلق” يؤدي الى التوتر وعدم الاستقرار فضلاً عن التشويش والتشتت الذهني والعقلي الذي يصيب صاحبه.. ويستمر ذلك لفترة من الزمن.. قد تكون لثوانٍ أو دقائق أو ساعات أو أيام أو أشهر أو سنين.. أو لحين زوال الأسباب والمسببات التي تؤدي لكل هذا، وقد تلازم الإنسان منذ ولادته حتى توديعه للحياة !
ويرتبط القلق بحدث أو قضية اجتماعية ما.. وقتية كانت أو مصيرية، وقد تكون مرتبطة بمزاج أو رغبة وقتية أو حتى بـ “موعد غرامي” !
ترتفع وتنخفض درجة “القلق” عند المرء بحسب أهمية وفعالية “المؤثر” في المزاج العام للشخصية ! والقلق عند أهل اللغة يعني : الاضْطِرَاب، الانزِعاج، عَدَم الاسْتِقْرَارِ النَّفْسِيِّ، الإحساس بالضِّيق والحرج، وقد يصاحبه بعض الألم !
ويُقال: قَلَقَ قَلْقاً، وقَلَقَهُ الْهَمُّ أي “أَزْعَجَهُ”، و قَلَقَ الشيءَ أي “حَرَّكه”. و”قلِق” تعني أيضاً “مُضْطَرِب” و”مُنْزَعِج”، و”قلِق المِزاج” تعني أنه ذو مزاج مضطرب، لا ينعم بالارتياح !
هناك من “يقلق” على ثروته وهناك من “يقلق” على علمه وثقافته وفنه، هناك من “يقلق” على “منصبه”، وهناك من “يقلق” على وطنه !
هناك من “يقلق” على “كرسيه” ..وهناك من “يقلق” على فقراء بلده !
هناك من “يقلق”على مستقبل أبنائه.. وهناك من “يقلق” على مستقبل جيرانه !
يرتبط “القلق” بالمرأة أيضاً.. حيث يؤدي ارتفاع نسبة حرصها على الحياة الزوجية الى وجود حالة “قلق” وتوتر واضطراب دائم.. قد يهدد مستقبل الحياة الزوجية واستقرارها بسبب درجة “الغيرة” و”الغليان” .. و للقلق وللصبر حدود !
وتحت شعار”دعي القلق واغسلي الأطباق” أو شعار “بدلاً من أن تلعني زوجك اغسلي طبقاً” كشفت دراسة حديثة أن غسل الأطباق والأواني وأدوات المطبخ تقضي على القلق والاضطراب عند المرأة حيث يؤدي ذلك الى تحسين حالتها النفسية والمزاجية، وتم تطبيق هذه الدراسة على 700 امرأة حيث توصل الباحثون الى أن نسبة 90 في المئة منهن شعرن بمزاج عالٍ وارتفاع في الحالة المعنوية فضلاً عن تغيير في السلوك العام وانخفاض في نسبة “التوتر” والقلق بعد أداء هذا الواجب المنزلي، وأكدت هذه الدراسة الارتباط الوثيق بين العمل المنزلي والاسترخاء النفسي للمرأة !
وربما كان الكاتب العالمي ديل كارنيجي مؤلف كتاب “دع القلق.. وابدأ الحياة” قد أعاد النظر في الكثير من الآراء والنظريات والمفاهيم الاجتماعية التي وردت في كتابه الذي يُعدُّ من أشهر المؤلفات الاجتماعية والنفسية في العالم ، فيما لو قُدِّر له العيش في العراق أو على أقل تقدير معايشة الأوضاع التي تشهدها بلادنا منذ سنوات عن قرب والاستماع الى تصريحات “الساسة ” العجيبة والغريبة والمصطلحات التي يوردونها
في خطاباتهم وكلماتهم في مناسبة او اخرى ، في سابقة خطيرة قلّما تشهدها المجتمعات الاخرى ، هذه التصريحات التي تستهدف كل شيء جميل في هذا الوطن.. وربما كان “كارنيجي” سيختار عنواناً آخر لكتابه وهو.. “دع التصريحات.. ..وأبدا بغسل الاطباق” !
• ضوء
هناك من “يقلق” على مستقبل كتلته ، وهناك من “يقلق” على مستقبل أطفال بلده !
عاصم جهاد