أحلام يوسف
في كل عام يثار الجدل بشأن أعياد الميلاد، وعيد الحب، والغاية او الضرورة التي تدفعنا للاحتفال بها، مع انها لا تندرج ضمن عاداتنا وتقاليدنا، ولا تاريخنا.
عيد الحب الذي يصادف اليوم، أمسى عيدا لنثر المحبة على قلوب من حولنا من الاهل والأصدقاء، ففي العراق لم ينحصر بين العشاق، فكل منا يسعى لان يقتني هدية لأمه، او أبيه، او أحد أخوته، او ربما لصديق مقرب، فهنا الإعلان عن المحبة هو الغاية من الاحتفال بعيد الحب، محبتنا للآخر، فكلنا نحتاج الى الشعور بالمحبة قولا وفعلا.
بعض الشباب من الباحثين عن الهدايا حمراء اللون ليهدونها الى احبتهم فتحوا قلوبهم واخبرونا لمن ستكون هدية عيد الحب؟
تمارا يونس طالبة بالمرحلة الإعدادية تقول ان هديتها كل عام لامها: امي التي ربتني مع اخوتي الثلاثة وحدها من دون مساعدة من أحد، فقد توفي والدي وهي حبلى بأخي الأصغر، لم تتزوج وظلت طوال تسع سنوات تعمل وتكافح من اجلنا، ومن اجل ان لا نحتاج أحدا غيرها بعد الله، أجد ان امي الشخص الوحيد الذي يستحق ان احتفل بعيد الحب لها كل يوم وليس كل عام.
وكان رائعا اننا التقينا في هذا الوقت الذي نتهمه بانه وقت احتضار العواطف والالفة، والشباب غير المسؤول الذي يعشق التكنلوجيا أكثر من عشقه لأهله، بفتاة تقدر تعب والدتها والمسؤولية التي تحملتها وحدها.
يوسف محمد طالب بالجامعة التكنلوجية كان يحمل دبا احمر اللون وأيضا قلبا احمر، قال ليبدد استغراب البعض ربما: الدب الأحمر لحبيبتي وخطيبتي، وهذه اول سنة تمر علينا مناسبة عيد الحب ونحن معا، اما القلب الأحمر فهو لأمي، حبيبتي الأولى، معلمتي التي لولاها لم أكن لأستطيع ان أقدم على خطبة حبيبتي، فقد يسرت لي الأمور، وعلمتني السبيل الاسلم لممارسة حياتي ومتابعتها من دون أخطاء.
أوحى لي يوسف محمد بطرح سؤال هدية الحب على المتزوجات، فسألت احداهن، ام سيف الالوسي “ربة بيت”، هل يهديك زوجك شيئا بمناسبة عيد الحب؟ فضحكت بادئ الامر، ثم قالت: كل عام كنت الومه لأنه لا يشتري لي هدية حتى في عيد ميلادي، لكنه العام الماضي اشترى لي هدية بعيد الحب ليصالحني، فقد حدثت مشكلة بيننا وقتذاك، ولم اقبل الصلح معه، فاشترى لي هدية ولا أدري هل سيعيد الكرة هذه السنة، ام انه ينتظر خصاما آخر ليهديني دبا او قلبا احمر؟
نتمنى لام سيف وكل العائلات ان يحوم حول بيوتهم الحب بكل اشكاله ومسمياته، وتبقى الهدية الأسمى والاجمل، الإحساس بمحبة الآخر، سواء شريك الحياة، ام الاهل، او الأصدقاء، وذلك يتجلى بكل حرف ننطق به، وكل فعل نقدم عليه مهما كبر او صغر حجمه ومعناه. الاحتفال بعيد الحب قد يكون عادة مستوردة، لكنه مثل أي عيد غايته الاجمل الإعلان عن المحبة والتواصل مع الاهل والاقارب والأصدقاء.
للحب عيد ننثره حولنا على من نحبهم
التعليقات مغلقة