متابعة الصباح الجديد :
في حين يحذر مسؤولون سكان شيكاغو من موجة باردة غير مألوفة وشديدة وخطيرة، بسبب عاصفة من الهواء القطبي البارد، ناتجة عن الدوامة القطبية، تضرب موجة شديدة الحرارة أستراليا، أدت إلى انقطاعات في التيار الكهربائي، وخلو الشوارع من المارة، حتى في حي المال والأعمال.
صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية تقول: إن هذا ما يطلق عليه «التطرف المناخي».
ونقلت الصحيفة عن كريستال كولدين، الأستاذ المشارك في جامعة أيداهو، والذي يتخصص في حرائق الغابات ويعمل حاليًا في ولاية تسمانيا الجنوبية الأسترالية التي تشهد أحد أسوأ مواسم الحرائق، قوله: «نحن نحتاج إلى التفكير فيما وراء ما نراه حالياً من موجة باردة أو حريق أو إعصار، ولنفترض أن هناك احتمالًا كبيراً في حدوث أسوأ من ذلك».
وقبل شيكاغو وأستراليا، علينا أن ننظر إلى هذه الأمثلة الحديثة: فدرجات الحرارة انخفضت من النرويج إلى الجزائر في العام الماضي، وفي أستراليا، استمر الجفاف لفترة طويلة.
وشهدت كاليفورنيا العام الماضي حرائق غابات هي الأشد فتكاً والأكثر تدميراً خلال مئة عام، مما أدى إلى رفع دعوى إفلاس، هذا الأسبوع، من قبل أكبر شركة في الولاية، وهي شركة باسيفيك للغاز والكهرباء.
وتساءلت نيويورك تايمز: «هل ما يحدث نتيجة للتغير المناخي؟».
يقول العلم إن موجات الحرارة الشديدة والجفاف القوي ينتج عن زيادة انبعاثات الغازات الدفينة في الغلاف الجوي التي تزيد من احتمال ارتفاع درجات الحرارة بنحو غير طبيعي أيضاً.
العلماء اكدوا: إن اعتياد الكوكب على الحرارة الشديدة يجعل ظواهر الطقس المتطرف تتكرر بانتظام.
في حين أوضحت الصحيفة الأميركية إن الأرقام تفسر تغير المناخ، فتركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أعلى مما كانت عليه في 800 ألف سنة، كما ارتفع متوسط درجات الحرارة في العام.
وكانت السنوات الأربع الأخيرة هي الأشد حرارة على الإطلاق، وفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وقد جاءت السنوات العشرون الأكثر دفئًا على الإطلاق في السنوات الـ22 الماضية، كما بلغت درجات حرارة المحيطات أرقاماً قياسية عدة سنوات على التوالي.
وتشير الصحيفة إلى الاحتباس الحراري بوصفه السبب وراء ما تشهده منطقة الغرب الأوسط الأميركي من موجة برد خطيرة، اذ انخفضت درجات الحرارة إلى 18 درجة مئوية تحت الصفر، وبهبوط الليل انخفضت درجات الحرارة في مدينة شيكاغو الواقعة في ولاية إلينوي إلى 18 درجة تحت الصفر.
وعرضت قنوات التلفزيون المحلية صوراً لكتل ضخمة من الجليد تملأ نهر شيكاغو.
وهذه العاصفة القوية، التي تعرف أيضا باسم الدوامة القطبية، عبارة عن تيار من الهواء البارد، يلف حول الغلاف الجوي فوق القطب الشمالي، لكن التيار الحالي يندفع الآن جنوباً في الولايات المتحدة.