أحلام يوسف
ما دفعها لتأليف هذا الكتاب، عن الادب السويدي، خلو المكتبة العربية من أي مؤلفات «حسنة» حسب وصفها.
تجد احسان الملائكة مؤلفة الكتاب ان الجائزة الاجمل التي يمكن ان تحصدها من مؤلفاتها، اطلاع القراء عليها، فهي على حد وصفها مادة تجمع بين الادب والتاريخ والمتعة، وتغني القارئ عن البحث بأكثر من مصدر او مؤلف.
كتاب ملامح من الادب السويدي، كتاب توثيقي لمراحل عدة مرت بها السويد واثرت بنحو مباشر على الساحة الثقافية، فمنذ معاهدة ويستلفاليا التي عقدت عام 1648 صارت للسويد قوة ومكانة أوروبية منفردة، ما اثر على الساحة الثقافية، فالانتصارات العسكرية اعقبها تقدم ثقافي عزز من ثقة الشعب بضرورة المحافظة على وجوده كقوة عظمى بالعالم.
افردت الملائكة فصلا عن الشاعر كارل ميشيل بيلمان، مؤلف أغان، وملحن، وموسيقي، وشاعر ومغن سويدي. وهو شخصية محورية في تقليد الأغنية السويدية وكان له أثر كبير في الموسيقى السويدية، وكذلك في الأدب الإسكندنافي، حتى يومنا هذا.
اشتهر بيلمان بمجموعتين من القصائد الموضوعة على الموسيقى، وأكثر من سبعين اغنية اغلبها عن الحانات والحياة اليومية التي يعيشها الناس، لكن الأغاني التي نالت حظها من الشهرة لما فيها من ابداع كانت تتحدث عن الحالات الإنسانية بالتعبير عن المشاعر والفكاهة والرومانسية الساخرة.
الشاعرة الديمقراطية انا ماريا لينغرين كان لها نصيب ايضا في الكتاب، وهي واحدة من أشهر الشاعرات في تاريخ السويد. وُلدت في أوبسالا، وهي ابنة الشاعر مانيوس براينولف مالمستيدت (1724–1798)، أستاذ للغة اللاتينية في جامعة أوبسالا، ومارتا جوهانا فلورين (وُ. 1788). كان والدها عضوا في الكنيسة المورافية وعُرف بخدمته الاجتماعية، اذ كان يستضيف الأطفال الفقراء في منزله ويعلمهم.
كتبت قصائد ساخرة عن النظام الطبقي السويدي والتمييز.
كُلِّفت من طرف ديوك كارل، شقيق ملك السويد، بترجمة أوبريت لوسيل (Lucile) الفرنسي، وهو الأوبريت الفرنسي الوحيد الذي تُرجِم إلى السويدية. فصارت بعدها لينغرين مشهورة كمدافعة عن الفكر النسائي.
تزوجت لينغرين بكارل بيتر لينغرين (1750–1827). رئيس تحرير جريدة منشور ستوكهولم حيث بدأت بنشر أعمالها بالجريدة، ولكن بعد الزواج قل عدد منشورتها لسبب مجهول وانعدم سنة 1780.
تسبب الزواج بتغيير شامل في حياتها، اذ توقفت عن حياتها الأدبية، وتخلت عن موقفها بشأن تحرر المرأة فكريا وأدبيا، وزعمها أن المرأة يجب أن تركز على كونها ام وزوجة.
الكتاب تناول الروائي لارس اهلين، وكان يؤمن بسمو شخصية الفرد واهميتها إزاء الأعراف والتقاليد الاجتماعية، وكان ذو ميول ديمقراطية جعلته يتخذ من الرواية وسيلة لنقل آرائه وافكاره للآخرين. اختار اهلين اشخاص رواياته من الفقراء الذين نشأ معهم في طفولته. حصل على عدة جوائز من بينها جائزة الأكاديمية السويدية الشمال، والمعروفة باسم «نوبل الصغير».
وكان للسينما حضور في «ملامح الادب السويدي» اذ تطرقت الملائكة الى المخرج السينمائي إرنست إنغمار برغمان، أشهر شخصية سويدية، أخرج خلال مسيرته السينمائية 54 فيلما و126 عملا مسرحيا و39 مسرحية إذاعية.
يعتبر انغمار برجمان أحد عمالقة الإخراج في المسرح السويدي، وعرف منذ سنوات كأحد السينمائيين المعدودين في العالم، فهو أول من استعمل المسرح بأسلوب يختلف تماما عن سابقيه من المخرجين إذ انه يجنح إلى الاستبطان أو التأمل الفردي، شغل منصب مدير المسرح الدرامي الملكي بين عامي 1963 و1967 وأجرى خلال تلك الفترة إصلاحات جذرية على ريبرتوار المسرح بقصد إقامة مسرح جماهيري.
تناولت احسان الملائكة في كتابها «ملامح من الادب السويدي» عشرات الروائيين والشعراء فكأنها ارادت ان تجمع سيرهم الذاتية والفنية من خلال هذا الكتاب الذي يعرف القارئ بأحد مواطن الادب العالمي الذي قد يكون مغمورا.