مع اقتراب العام الميلادي الجديد، يترقب العالم بأجمعه ما سيكون عليه العام الجديد، هل سيكون أفضل؟
هل سيحمل لنا بعضا من امانينا على اجنحة الحقيقة؟ ما الذي سيحدث فيما يخص عالم السياسة بعد كل التقلبات والمفاجآت التي حملها لنا العام 2018؟
أسئلة كثيرة تدور في خاطر كل فرد منا ولا يعلم اجابتها الا الله الذي ندعوه ان يرأف بحالنا، وينقذنا من الهوة التي ننحدر اليها منذ عقود وليس في الأفق مخرج او منقذ منها.
وهنا بعض ما متوقع ان يقع من احداث فلكية مهمة سنراها ونشهد عليها في الوطن العربي في عام 2019
حدث الخسوف الأكبر في القرن الحادي والعشرين، قبل عدة أشهر، والمقترن مع حالة خاصة جدًا تتكرر مرة كل 18 سنة يلمع فيها المريخ بشدة، انه حدث مميز لدرجة ستجعل من 2018 هي الأفضل على مدى سنوات طويلة مقبلة، لكن على الرغم من ذلك فإن 2019 حافل ببعض الأحداث الممتعة والمميزة ايضا.
نبدأها بالتغييرات التي تطرأ على القمر والشمس، ونقصد هنا الخسوف والكسوف، ففي 2019 هناك خمسة منها، الأول أجزاء من الخسوف الكلّي سيشهده كوكبنا الغارق في الاحترار، في 21 كانون الثاني، سيبدأ الخسوف في تمام الرابعة والنصف صباحًا، لكن قبل أن يدخل القمر إلى منطقة الظل ويتلون بالأحمر الدموي، ستكون الشمس قد خرجت من جهة الشرق، لذلك فمعظمنا في الوطن العربي لن يراه دمويًا، لكن بالنسبة للأصدقاء في أقصى غرب الوطن العربي (المغرب)، على شواطئ الأطلسي، فإنهم سيتمكنون من رؤية جزء منه قبيل شروق الشمس.
أما الخسوف الأكثر ظهورًا في الوطن العربي فسوف يكون يوم 16 تموز المقبل، لكنه للأسف ليس خسوفًا كليًا، حيث لن يمر القمر بالكامل في منطقة ظل الأرض، مركز الخسوف هو منطقة الوطن العربي، وسيراه الجميع، ويبدأ من الساعة الثامنة صباحا ويستمر حتّى منتصف الليل. مقارنة بما حدث في صيف 2018 فإن هذين الخسوفين سيكونان عرضًا أقل امتاعًا بالطبع، لكن الظواهر الفلكية، حتّى البسيطة منها، ممتعة على أي حال.
بالنسبة للشهب فنحن على موعد مع زخّة أساسية واحدة في 2019، بجانب عدة زخّات ممتعة أخرى، وهي البرشاويات Perseid Meteor Shower، حيث تعد تلك الليلة الواقعة بين 12- 13 آب، بداية من الثانية فجرًا وحتى شروق الشمس، هي ذروة تلك الزخة الشهابية، يمكن لك أن ترى حتى 120 شهابًا في الساعة لتلك الزخة تحديدًا في المناطق النائية والصحراوية.
أما في المدينة فقد ترى 20 شهابًا في الساعة، وهو عدد مميز أيضًا، سوف يغرب القمر في تلك الليلة بحلول الساعة الثانية صباحًا، وهو أفضل فرصة للخروج وتأمل الشهب، حيث ستبدأ الشهب في الظهور بصورة أكثر كثافة، وحتى شروق الشمس.
الزخة الثانية الممتعة هي التوأميات Geminids ستحدث في كانون الاول، وهي واحدة من أهم وأمتع زخّات الشهب طوال العام، حيث يمكن لك، في مكان ناءٍ، أن ترى نحو 100 شهاب في الساعة، وفي المدن قد ترى حتى 10-20 شهابًا في الساعة حسب الإضاءة، لكن للأسف فإن القمر سيعوق تلك الزخّة تمامًا بحيث لن تتمكن من رؤية أي شهب.
أما بالنسبة للكواكب، فالأمر ممتع هذا العام، ولنبدأ بالزهرة، وهو صاحب أحد أهم وأجمل المشاهد في 2019، حاليًا يمكن أن نراه كمصباح يضيء الأفق فجرًا، لكن أجمل مشاهده ستبدأ من فجر منتصف كانون الثاني، حينما يبدأ في الإقتراب من الثنائي (قلب العقرب Antares) وكوكب المشتري، تقف الأجرام الثلاثة على خط واحد في فجر ذكرى ثورة 25 كانون الثاني، ثم ينضم القمر للرقصة بحلول يوم 31 كانون الثاني، بإضاءة تتناقص من 11% إلى 2.4% يوم الثالث من شباط، في تلك الأثناء يكون كوكب زحل قد خرج من ضوء الشمس.
المشتري في 2019 سنراه قريبًا جدًا من القمر في 27 اذار، و23 نيسان، و20 ايار، و17 حزيران.
من جهة أخرى فإن زحل سوف يكون أكثر روعة في 2019، حيث يعاود الظهور من جديد فجر أواخر كانون الثاني، وسوف تكون أفضل اقتراناته مع القمر في كانون الثاني وشباط واذار 2019، ليس لأنه قريب للقمر، ولكن بسبب رقصات الكواكب، إنها لا شك أروع مشاهد هذا العام.
في النهاية نصل إلى المرّيخ، بالطبع لن يكون في أفضل الحالات بـ 2019، نحتاج 18 سنة أخرى حتى يقف من الأرض في أقرب مسافة فنراه لامعًا بقوة، لكن على أي حال فإن أفضل اقترانات المريخ مع القمر في 2019 ستكون أيضًا برفقة الدبران والثريا، في مشهد بديع يوم التاسع من نيسان، ومع اقتراب الصيف يختفي المريخ تمامًا تحت الأفق، ولا نراه مرة أخرى سوى فجر 23 كانون الأول مقترنًا مع القمر في مشهد بديع.
كانت تلك أهم وأجمل الأحداث الفلكية المتوقعة في 2019، يمكن لنا رؤيتها بالعين المجردة، بالتأكيد نتمنى أن تحدث أي من المفاجآت غير المتوقعة، كأن ينفجر أحد النجوم مثلًا، أو أن ترتفع اعداد الشهب في زخّة ما لأرقام خرافية، في النهاية فإن السماء ليلًا هي شاشة سينما مجانية تفتح أبوابها لنا كل يوم، وهي لا تدفع إلى الملل أبدًا.
2019.. عام جديد بتوقعات فلكية مثيرة
التعليقات مغلقة