بتروناس الماليزية تواصل تطويرها الغراف النفطي لاستهداف 230 ألف برميل يومياً

الصحة والتعليم والرياضة والبنى التحتية من أولوياتها في منطقة الحقل
الصباح الجديد – خاص:

تواصل شركة بتروناس الماليزية تطويرها حقل الغارف النفطي في محافظة ذي قار مستهدفة انتاج ذروة يبلغ 230 الف برميل يومياً، في وقت تعكف الشركة على تأهيل المجتمع المحلي في المحافظة في مجالات الصحة والتعليم والبنى التحتية فضلاً عن تطوير مهارات العاملين في الحقل.
وعن المرحلة التي وصلت اليها مهام التطوير لحقل الغراف، قال عبد مالك بن جعفر الرئيس الاقليمي لعمليات العراق، ان «الطريق نحو تحقيق انتاج الذروة سيمثل تحدياً، لكن بالرغم من ذلك، فاننا على ايمان بأن كل موظف في الحقل يتمتع بقدرة ومعرفة تمكنه من تجاوز العقبات وتحقيق أهداف المشروع».
وأوضح ان «فريق القيادة وآلية عمل خارطة الطريق اتاحت لنا خطة عمل واضحة.. فتحقيق النجاح لن يتم الاّ بالتعاون.. دقة التنفيذ والالتزام غير المتزعزع».
وهنأ جعفر «فريق عمل الغراف الذي تمكن من صياغة شئ ثمين في الغراف»، على حد تعبره، قائلاً: «ستكون خارطة طريق الغراف دليل للجميع نحو تحقيق انتاج الذروة»، مضيفاً ان «حقل الغراف هو مغامرة مهمة لبتروناس».

خارطة طريق الغراف
الى ذلك، قال سحيمي عبد الله الرئيس التنفيذي لعمليات الغراف، ان «خارطة طريق الغراف وضعت لتحقيق انتاج الذروة، وفي الوقت نفسه للحفاظ على الأهداف التنظيمية وحسب الأولويات».
وأضاف ان «الحقل بحاجة الى قوة عاملة ملتزمة ومتخصصة مفعمة بالروح التعاونية لتحقيق انجاز أكبر تماشياً مع البرامج المخطط لها».
واكد عبد الله أن «النجاح لن يتحقق من دون التعاون والدعم من الحكومة العراقية المتمثلة بوزارة النفط، دائرة العقود والتراخيص النفطية، وشركة نفط ذي قار وشركة نفط البصرة اضافة الى شريكنا شركة جابكس اليابانية».
ودعا الى ضرورة «تحقيق خارطة طريق الغراف.. للتركيز في هدف تحقيق خطة انتاج الذروة في المرحلة الرابعة من العقد في سنة 2020».
وفي سعي الشركة لتحقيق أهداف الإنتاج التي وضعتها الحكومة العراقية، فان بتروناس، وضعت في أولوياتها تأهيل وتطوير المجتمعات المحلية التي تقطن منطقة «العقد» الغراف ومتاخماتها، أقضية محافظة ذي قار لا سيما قضائي قلعة سكر والرفاعي، بوضعها، منذ عام 2013، برامجاً وأنشطة تمثلت في ورش ودورات مجتمعية تعليمية، تثقيفية، مهنية، وغيرها بهدف تلبية الاحتياجات الفورية للمجتمع، وما يستفيد منه أبناء هذه المناطق في مهمة منها لتحقيق التوازن، في الوقت نفسه، بين الأعمال الخيرية والاستدامة.
وسعت الشركة، جنباً إلى جنب مع الحكومة المحلية، بالجهود الحقيقية، لتوفير بيئة أكثر ملائمة لدعم أبناء المنطقة، لا سيما الأطفال منهم، في سعيهم للإلتحاق بالمدارس والحصول على حقوقهم في التعليم.
وقد تمكنت بتروناس من تأهيل اكثر من 40 مدرسة وتزويد أكثر من 3600 طالباً بالقرطاسية في مشروعها المدني «حملة القلب والعقل» والذي رافقته حملات توعوية للمدارس شملت التعريف بمفاهيم الصحة والسلامة والبيئة من أجل توطير المهارات لادارة المخاطر اليومية.

الدعم العلمي والمهني
كما قدمت بتروناس الدعم لجامعة سومر/ كلية علوم الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات بما تملكه من امكانيات متاحة، إذ أسهمت بدعم من وزارة النفط ببناء وتجهيز مختبر تكنولوجيا المعلومات في الجامعة. ما أثنى على ذلك الدكتور علي عبيد الشمري، عميد كلية علوم الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات، ودور شركة بتروناس في انشاء المختبر، معرباً عن خالص شكره لشركة بتروناس على إسهامها في انشاء المختبر الذي يعد جزءاً من أنشطة الشركة المستمرة للاستثمار الاجتماعي لعام 2017 لدعم المجتمع المحلي.
اما رئيس شركة بتروناس التنفيذي/ عمليات الغراف، فقد قال في افتتاح مختبر الجامعة: أن التعليم مهم لتطوير المعرفة والقدرات لدعم بناء الدولة العراقية.
في السياق، خرجت بتروناس نحو 1150 من أبناء منطقة الحقل في دوراتها وورشها المتواصلة شملت المراحل العمرية كافة في اختصاصات علمية ومهنية مختلفة.
وخصصت الشركة برنامج (بيتروساينز) للاستثمار الاجتماعي السنوي الذي تعود جذوره إلى عام 2013 فضلاً عن اقامتها العديد من الورشات المهنية والحرفية والدورات العملية التي عقدت في مركز التدريب المهني في الغراف. فضلاً عن مساعدتها لنحو 20٪ من المتخرجين في دوراتها من فتح ورش خاصة بهم.. يزاولون فيها تخصصاتهم التي تدربوا عليها في الدورات.
وأوضح السيد سحيمي عبد الله، أن «الهدف الرئيس من وجود برنامج بيتروسينز في الغراف هو إيجاد طرق خلاقة من خلال أساليب تفاعلية ممتعة لتحسين أساليب التدريس في المدارس وإضفاء الفائدة، بين الطلاب، من وراء التعلم».
وأضاف أن «هذه الجهود هي جزء لا يتجزأ من الخطط التي نسعى لها لجعل مجتمع الغراف المحلي أقرب إلى بتروناس.. ولزيادة الوعي بعمليات الشركة وكيفية اسهامها المجتمعي في منطقة الحقل والمناطق المحيطة به».
يذكر ان مركز التدريب المهني في الغراف الذي أنشأ بمنحة يابانية وبادارة واشراف مشترك من قبل بتروناس وشركتي جابكس اليابانية ونفط ذي قار «الجهة المستفيدة من تطوير الحقل»، قام وما زال يقوم بعدة دورات تعليمية ومهنية تتضمن: الإنجليزية الابتدائية، تكنولوجيا المعلومات، الكهرباء، التكييف والتبريد، النجارة، اللحام، البناء، فضلاً عن الخياطة والتجميل.
وفي برنامج جديد أقيم لمدة 6 أشهر في معهد بتروناس لتكنولوجيا البترول (INSTEP) بماليزيا، خرّجت شركة بتروناس دفعتها الرابعة من المتدربين العراقيين الذين بلغ عددهم 79 متدرباً أكملوا دورة عملية الانتاج في ماليزيا بنجاح ملفت، في سعي للشركة بأن يسهم هذا الفريق في تطوير عمليات الغراف.
وقد أقيم حفل بمناسبة تخرج الدفعة الرابعة من المتدربين بحضور الأستاذ محمد حميد مجيد ممثل شركة نفط ذي قار، وباشو بي بيلونج نائب رئيس شركة بتروناس للعمليات الدولية، وتشاندرموهان سامينذان الرئيس التنفيذي لمعهد بتروناس لتكنولوجيا البترول، ومحمد سيف الدين بن اوانغ رئيس مجموعة مصادر التخطيط والقدرات للعمليات الدولية وفرق القيادة من شركة بتروناس ومعهد بتروناس لتكنولوجيا البترول.
هذا وقد خضع المتدربون لبرنامج اللغة الإنجليزية المكثف التقني لمدة 3 أشهر في مركز الغراف للتدريب المهني، قبل أن يباشروا التدريب ولمدة ستة أشهر في معهد بتروناس لتكنولوجيا البترول (INSTEP) بماليزية بدءأً من 27 أيار ولغاية 8 تشرين الثاني الماضي.
برنامج التدريب هذا الذي سبقه 3 برامج مماثلة على عمليات الإنتاج (POT) وتخرج منها نحو 212 طالباً يعملون حالياً مع شركة بتروناس، مثّل جزءاً من تطوير قدرات المواهب في حقل الغراف. أجرى المتدربون أنشطة حقيقية في مصنع حيّ بماليزيا لتعزيز كفاءتهم من خلال التدريب العملي، إضافة إلى التعلم التجريبي الذي يسترشد بمدربين ذوي خبرة ومؤهلين.

مع مجتمع الغراف
ولم تقف بتروناس من مشاركة أبناء منطقة الحقل مناسباتهم، ففي كل عام تشرع بتروناس باقامة موكبها الحسيني في شعيرة عراقية تخوضها الشركة الماليزية وتعكف على اقامتها سنوياً في محافظة ذي قار في قضائي الرفاعي وقلعة سكر (موقع حقل الغراف النفطي).
وإذ تجري عمليات شركة بتروناس مع المجتمع المحلي لحقل الغراف فانها تحرص على مشاركتهم أحزانهم خلال مدة أربعينية الامام الحسين، فضلا عن كونها ملتزمة تجاه تطوير المجتمع.
وقال السيد محمد فطري مدير قسم شؤون الشركات في حديث نقلته قناة العراقية الفضائية: نحن مسرورون جداً لتقديمنا الخدمات الى زائري العتبات المقدسة في كربلاء.. وهذا نابع من شعورنا بالانتماء الى هذا المجتمع”.
وأضاف أن “هذه تعدّ من العادات الطيبة لدى العراقيين ونحن فرحين لأننا نقدم للزائرين هذه الخدمة”.
من جانبهم قام موظفوا الشركة الاجانب بخدمة الزوار كما يفعل اقرانهم العراقيين، وقال احد الزوار، ان «الماليزيين في حقل الغراف أتو وكأنهم عراقيين يقدمون ويخدمون الزوار متأثرين بشخصية الأمام الحسين (ع) المجيدة»، مضيفاً أن «موقع موكب الشركة في مكان ممتاز حيث يمر منه الزائرين الى كربلاء سيراً على الأقدام.. وهذه خدمة جليلة يقدمها أخواننا الماليزيين».
وعلى مستوى اهتمام بتروناس بالرياضة، فقد أقامت الشركة مؤخراً بطولة لكرة القدم شارك فيها نحو 32 فريقاً، مستهدفة تعزيز التواصل بين أبناء محافظة ذي قار.
وإذ تعد هذه البطولة، لفرق كرة القدم الشعبية، من بين الممارسات الاجتماعية التي تقوم بها شركة بتروناس، فان تنظيمها استهدف التقارب والانفتاح على المناطق المتاخمة لحقل الغراف النفطي الذي تستثمره بتروناس، وقد نقلت قناة العراقية الفضائية ختام أحداث البطولة.
وقال مدير عمليات حقل الغراف، ان «الهدف من البطولة جاء لخلق اجواء منسجمة وعلاقات طيبة مع أبناء المجتمع المحلي في الناصرية علاوة على تنمية القدرات التي يتمتع بها شباب المنطقة».
وأضاف ان «الفريق الفائز في البطولة (ألبو علي) توج بنجاح البطولة أولاً ومن ثم كأسها وميدالياتها ما دلّ على جدية الفرق المشاركة في مثل هكذا بطولات شعبية تسهم بتطوير المهارات واللعبة عموماً».
من جانبه، قال قائممقام ناحية الرفاعي الاستاذ جمال مسير، ان «هكذا مشاريع وهكذا فعاليات تسهم في رفع قدرة الفرد وخلق اجواء ايجابية بين شركة بتروناس بفريقها المهتم بتطوير الجانب المحلي في الغراف وبين أبناء منطقة الحقل».
وشارك في البطولة 32 فريقا من 30 منطقة وقرية.. شباب طموحين يأملون في بناء طاقاتهم وإلتفات المسؤولين عن الرياضة في المحافظة لهم لعلهم يرفدون المنتخبات الوطنية بدماء جديدة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة