ناشطون أيزيديون يبحثون عن “ناجي” الهارب من “كوجو”

نينوى ـ خدر خلات:

دشن ناشطون ايزيديون حملة بحث عن طفل أيزيدي وعائلته، والذي اثارت صورته المنشورة في صفحات الناشطين ردود افعال عديدة.
وعلى وفق الصورة، يبدو الطفل ” ناجي ” برأس منكّس برفقة والدته وشقيتيه في احد مجاهل جبل سنجار خلال الهرب الكبير لعشرات الالوف من العائلات الأيزيدية من بطش تنظيم داعش الذي اجتاح سنجار في الثالث من آب المنصرم.
وبحسب متابعة لـ “الصباح الجديد” فقد دعا ناشطون أيزيديون الى البحث عن مصير الطفل ناجي وعائلته وتقديم أية معلومة قد تساعد في الوصول اليهم.
وتمكنت “الصباح الجديد” من الحصول على معلومات تخص هذه العائلة، وقال احد النشطاء الأيزيديين ان “من يظهر في الصورة هي عائلة الأم أ. أ. ع، والطفل ناجي حجي حسين، وشقيقته نازدار، اما الطفلة الثانية لا نعرف اسمها، فيما هناك طفلة ثالثة مفقودة ولا تظهر في الصورة”.
وتابع المتحدث قوله ان “هذه العائلة من اهالي بلدة كوجو (25 كم جنوب سنجار) ولا نعرف مصيرها”. مرجحاً ان “تكون هذه العائلة قد وقعت بأيدي تنظيم داعش الارهابي”.
ولفت الى انه “للأسف لم تتوفر اية معلومات لحد الان عن هذه العائلة، لكن الأمر الذي يبعث على الاستغراب هو مجهولية هوية الشخص الذي التقط الصورة ، فقد يكون والد ناجي نفسه، او ربما احد الهاربين الى الجبل”.
من جانبه، قال عمار حسين، المحلل النفسي، في حديث لـ “الصباح الجديد” ان “الواضح من الصورة ان الأم تنتظر شيئا تجهله لكنها تتوقعه، كما يبدو ان العائلة لم تحمل معها شيئاً سوى كميات محدودة من المياه وتركوا كل شيء خلفهم مما يعني انهم غادروا منزلهم باستعجال شديد”.
وتابع ان “اللافت في الصورة هي هيئة الطفل المدعو ناجي، حيث يبدو يائساً بشدة وفاقداً لأي أمل، ويشعر برعب وقلق حقيقي، وهو محتار من أمره كما يبدو بسبب تشابك يديه، وان رأسه المنكّس يشير الى انه يشعر بأنه يمضي نحو المجهول وان نظرته للأرض القريبة من عينيه انه يخشى الاصطدام بأمر ما قريبا جدا”.
وتتحدث تقارير صحفية وناشطون أيزيديون عن قيام تنظيم داعش باعدام 413 مواطنا أيزيديا من بلدة كوجو، قبل اسبوعين، وشمل الاعدام الصبيان من عمر 13 سنة فما فوق، فيما تم خطف وسبي بقية الأطفال والفتيات والنساء ونقلهم لأماكن مجهولة.
وتوالت تعليقات النشطاء الأيزيديين حول هذه الصورة، فبينما عبّر الكثيرون منهم عن حزنهم الشديد وتعاطفهم مع هذه العائلة التي ظهرت في الصورة، كتب احدهم “ما لم ولن نراه أسوأ بكثير مما في الصورة! والقصص تخدش الآذان، أملي ان نستطيع الانتقام”..!!
وكان تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) قد فرض سيطرته على قضاء سنجار الذي تقطنه اغلبية من الأيزيديين في الثالث من آب الجاري، وارتكب مجازر بشعة على وفق ناشطين أيزيديين وتقارير دولية.
وقام التنظيم بمحاصرة قرية كوجو (قرية الطفل ناجي)، لمدة 10 ايام وخيّر قاطنيها بين اشهار اسلامهم او مواجهة الابادة.
ورفض التنظيم بشدة عرض تقدم به اهالي كوجو، وكان ينص على ترك كل اموالهم وممتلكاتهم داخل القرية مقابل تأمين خروجهم بسلام.
كما فشلت وساطات عشائر عربية تقطن في الجوار من بلدة كوجو في انقاذ هؤلاء المحاصرين، بل ان بعض الروايات تقول ان عشائر عربية اخرى ارسلت تطمينات لاهالي كوجو، لكنها كانت تطمينات كاذبة، بدليل ان افراداً كثراً من تلك العشائر شاركوا بالمجزرة.
وتمكن بعض سكان كوجو من الفرار، من القرية لكن اكثر من 180 عائلة ظلوا تحت الحصار وواجهوا ابادة حقيقية.
وبحسب قائمّقام سنجار، ميسر حجي قاسم، فان “نحو 22 الف عائلة ايزيدية من قضاء سنجار تركت منازلها وتوجهت الى جبل سنجار مع اقتراب تنظيم داعش من قرى ومجمعات قضاء سنجار”.
وتم لاحقاً اجلاء اغلبيتهم، فيما قتل واختطف بضعة الاف منهم على ايدي تنظيم داعش.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة