العمل: أهمية إقرار قانون العنف ضد النساء

أيام برتقالية … لمستقبل أكثر إشراقاً من دون عنف
بغداد – الصباح الجديد:

بمناسبة حملة الـ (16) يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة اقامت دائرة الحماية الاجتماعية للمرأة في وزارة العمل فعالية بحضور ممثل وزير العمل والشؤون الاجتماعية وكيل الوزارة لشؤون العمل الدكتور عبد الكريم عبد الله ومدير عام الدائرة الدكتورة عطور الموسوي. في حين شاركت مدير عام دائرة الحماية الاجتماعية للمرأة في ورشة العمل المقامة على قاعة مجلس النواب لإقرار الاستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي برعاية صندوق الامم المتحدة للسكان وبالتعاون مع دائرة تمــكين المرأة العراقية / الامانة العامة لمجلس الوزراء.
واكد وكيل الوزارة اهمية اقرار قانون العنف ضد النساء، مشيراً الى ضرورة وضع خطط ودراسات لتقليل العنف ضد المرأة وهذا يحتاج الى تقديم الدعم المالي والمعنوي، داعياً الى زيادة نسبة مشاركة النساء في صنع القرار في الدولة بشتى الاختصاصات.

تكثيف الحملات
من جانبها اشارت الدكتورة عطور الموسوي في كلمتها خلال الفعالية الى انواع العنف الذي تتعرض له المرأة في المجتمع والظروف الصعبة التي مرت بها في ظل غياب المعيل وتعرض المطلقات والارامل لشتى انواع الابتزاز، داعية الى تكثيف حملات التوعية لإيقاف العنف ضد المرأة من اجل نشر وتعزيز ثقافة اللاعنف، مبينة اهمية دعم المرأة من خلال اقامة المشاريع وتكثيف التدريب لإيجاد فرص عمل مدرة للدخل.
يذكر ان العراق أحد منفذي القرار الأممي (1325) (المرأة، والامن والسلام) الذي يدعو الى حماية المرأة خلال النزاعات والكوارث.

مظاهر العنف
وعلى الصعيد ذاته شاركت مدير عام دائرة الحماية الاجتماعية للمرأة في ورشة العمل المقامة على قاعة مجلس النواب لإقرار الاستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي برعاية صندوق الامم المتحدة للسكان وبالتعاون مع دائرة تمــكين المرأة العراقية / الامانة العامة لمجلس الوزراء وبحضور رئيس مجلس النــواب محمد الحلبوسي .
الورشة بدأت بكلمة مجلس النواب قدمها النائب الأول حسن الكعبي، تحدث فيها عن مظاهر العنف التي تعاني منها فئات المجتمع العراقي نتيجة الانفتاح الكبير الذي طرأ على مواقع التواصل الاجتماعي ويفترض على الحكومة العراقية ان تعمل على حجب ما يشجع على العنف ويبث مظاهره التي جعلت المجتمع يعتاد عليها.
كما وعد الكعبي بأن مجلس النواب سيعمل جاهداً على اقرار قانون مكافحة العنف الاسري.

ضرورة إقرار القانون
وتلته كلمة للدكتورة ابتسام مدير عام دائرة تمكين المرأة العراقية شكرت فيها رئيس مجلس النواب لتبنيه اقامة هذه الورشة وصححت الفكرة بأن موضوع الورشة هو عرض مسودة الاستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي ، كما تم اعمامها على الوزارات المعنية ومنها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بعد ابداء الملاحظات سيتم عرض النسخة المعدلة على مجلس الوزراء وبعد اقرارها سيتم اعتمادها للسنوات ( 2018 – 2030 ) تماماً كما في خطة التنمية الوطنية وتحدثت عن جهود وزارة العمل والشؤون الاجتماعية متمثلة بدائرة الحماية الاجتماعية للمرأة وبالتعاون مع صندوق الامم المتحدة للسكان بفتح اول ملاذ آمن لإيواء النساء المعنفات في العراق ، وان الايواء يتطلب اقرار قانون مكافحة العنف الاسري .

الملاذ الامن
في حين القى الدكتور ريمي اولوريمي ممثل المدير الاقليمي لصندوق الامم المتحدة للسكان كلمة تحدث فيها عن الجهود التنسيقية بين وزارة العمل وما قدموه من دعم لكي يتم فتح اول ملاذ آمن في بغداد لإيواء النساء المعنفات والحاجة الماسة اليه في ظل مظاهر العنف التي تتعرض اليها المرأة.
وطالب ريمي اولوريمي بإقرار قانون مكافحة العنف الاسري ليتفعل هذا الملاذ وليتم افتتاح ملاذات اخرى في محافظات عراقية اخرى فالحاجة ماسة لذلك.
وتحدث السفير السويدي بمداخلة عن اهمية هذا الاجتماع الذي يجمع بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وبحضور ورعاية منظمات دولية وان دولة السويد مستعدة للدعم في سبيل انجاح البرامج المتعلقة بالمرأة.
وأكد محمد الحلبوسي رئيس البرلمان اهتمام مجلس النواب بإقرار القانون وان هذه الجلسة هي للعصف الذهني ولن تكون آخر جلسة.
وقدمت الموسوي مداخلة بشآن الملاذ الآمن وجهود صندوق الامم المتحدة للسكان في فتح الملاذ الاول في بغداد حيث ذكرت بعضاً من العنف الذي تتعرض له النساء فاقدات المعيل وكيف ان دائرة المرأة هي التشكيل الحكومي الذي يقدم الحماية الاجتماعية للمرأة.

منظمة الصحة العالمية
ويشير التقرير الأول المتعلق بالدراسة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية عن صحة المرأة والعنف المنزلي الممارس ضدها في عدة بلدان وشملت 10 بلدان ذات دخول منخفضة ومتوسطة بشأن النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاماً حيث أبلغت 15% منهن في اليابان و71% منهن في إثيوبيا وبيرو عن تعرضهن لعنف جسدي أو عنف جنسي مارسه ضدهن شركائهن وأبلغت 3ر0% إلى 5ر11% من النساء عن تعرضهن لعنف جنسي مارسه ضدهن أشخاص غير عشرائهن منذ سن 15 عاماً. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 130 مليون فتاة وامرأة قد تعرضن لتشويه أعضائهن التناسلية فيما يعرف بالختان خاصة في إفريقيا وبعض دول الشرق الأوسط.

احصائيات
ويشير موقع هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى أنّ نسبة العنف ضدّ النساء في بعض البلدان تبلغ نحو 70%. كما يؤكّد أنّ 37% من النساء في العالم العربي تعرّضن لعنف جسدي أو جنسي لمرّة واحدة في حياتهن في الأقلّ، ويضيف أنّ الإحصائيات تشير إلى أنّ النسبة قد تكون في الحقيقة أعلى، إلا أنّ غياب الإحصائيات التي يمكنها أن توثّق جميع الحالات يمكنه أن يغيّر في النتيجة.

حملة عالمية
انطلقت في دول العالم في الخامس والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني، حملة الـ 16 يوماً بهدف القضاء على العنف ضد المرأة بحلول 2030.
وتسعى الحملة التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة عام 2009 إلى تعزيز الجهود العالمية الداعية إلى وضع حد للعنف ضد النساء والفتيات، الذي تتضرر منه واحدة من كل ثلاث في جميع أنحاء العالم، وخصصت الأمم المتحدة اللون البرتقالي لوناً لحملتها حيث يرمز إلى مستقبل أكثر إشراقاً وعالم خال من العنف ضد النساء.

أنشطة توعوية
ويعد العنف ضد المرأة وفقاً لأبحاث اجتماعية ونفسية، سبباً جوهرياً للوفاة والعجز للنساء في سن الإنجاب، وطريقاً إلى العلل والأمراض الخطيرة كالسرطان.
وتشارك غالبية الدول العربية في الحملة الأممية التي تنتهي في العاشر من ديسمبر/كانون الاول اذ تعد تعبئة المجتمع المدني من خلال الأنشطة التوعوية والمسيرات واللقاءات أمراً ضرورياً من أجل تقوية تأثير الحملة.

العنف ضد المرأة
وحسب إعلان القضاء على العنف ضد المرأة الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993، يعرّف العنف ضد المرأة بأنه «أي فعل عنيف تدفع اليه عصبية الجنس ويترتب عنه أو يرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة.»
ويقيم العنف ضد المرأة حاجزا في سبيل تحقيق المساواة والتنمية والسلام واستيفاء الحقوق الإنسانية للمرأة والفتاة، ولا يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة من دون وضع حد للعنف ضد النساء والفتيات.

عالم برتقالي
وتختار الأمم المتحدة كل عام موضوعاً جديداً للحملة أو تكمل موضوع العام السابق. وتركز المواضيع على السلام والمساواة ومحاربة العنف.
وكان عنوان حملتي عام 2015 و2016: «من السلام في المنزل إلى السلام في العالم: جعل التعليم آمن للجميع»، وفي العام 2017 كان موضوع الحملة: «لن نخلف أحدًا وراءنا: لينته العنف ضد النساء والفتيات».
وموضوع العام الحالي هو «عالم برتقالي: اسمعني أيضا»، ومثل الإصدارات السابقة نسقت الحملة مجموعة كبيرة من الفعاليات العامة حيث ستضاف لمسة برتقالية على المباني البارزة والمعالم التذكارية للتذكير بالحاجة الماسة إلى مستقبل خالٍ من العنف.
وتتزايد الانتهاكات تجاه النساء في العالم، إذ تتعرض واحدة من كل ثلاث نساء للعنف الجسدي أو الجنسي خلال حياتهن، ويكون في معظم الأحيان من طرف الشريك الزوج أو أحد المقربين.
ولا تمتلك نصف النساء المتزوجات او المرتبطات في العالم حرية اتخاذ قراراتهن.

احصائيات منظمة الأمم المتحدة
ووفقاً لإحصائيات منظمة الأمم المتحدة، فإنه يتم تزويج أكثر من 750 مليون فتاة في جميع أنحاء العالم قبل بلوغهن سن الثامنة عشرة، في حين تخضع نحو250 مليون امرأة وفتاة لتشويه الأعضاء التناسلية بواسطة الختان.
وقتلت واحدة من كل اثنتين من النساء اللواتي وقعن ضحايا للعنف في جميع أنحاء العالم على أيدي شريكهن أو أسرهن في عام 2012، في حين قتل واحد فقط من بين 20 رجلًا في ظروف مماثلة.
وتشكل النساء والفتيات 71% من جميع ضحايا الاتجار بالبشر في العالم، و3 من أصل 4 من هؤلاء النساء والفتيات يتعرضن للاستغلال الجنسي ويعد الاغتصاب تكتيكاً مستشرياً في أثناء الحروب والنزاعات بين الدول.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة