أوبك تعقد اجتماعها المنتظر على هامش قمة العشرين

الخبراء يحذرون من انفجار «فقاعة» أسعار النفط
متابعة الصباح الجديد:

من المقرر ان تعقد منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» اجتماعها المقبل في 6 كانون الأول، ولكن صانعي القرار الكبار سيلتقون على هامش قمة مجموعة العشرين في العاصمة الأرجنتينية قبل ذلك في إجتماع من المتوقع أن يحدد إتجاه أسعار النفط في عام 2019.
ومن المقرر أن يحضر القمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ممثلين عن أكبر بلدين مصدرين للنفط في العالم يتعاونان منذ عامين لضمان استقرار سوق النفط.
كما سيحضر القمة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي أصبحت اوبك موضوعاً ثابتاً في دبلوماسيته على تويتر.
ونقلت شبكة بلومبرغ عن بوب ماكنولي رئيس شركة رابيدان انيرجي ادفايزرز الاستشارية في واشنطن والمسؤول السابق في البيت الأبيض إنه يتوقع «أن يبحث الرئيس ترمب النطاق الأمثل لحركة سعر النفط مع ولي العهد محمد بن سلمان والرئيس بوتين في قمة مجموعة العشرين».
وستتابع سوق النفط هذا الاجتماع بترقب وإهتمام كبيرين. واشار أميترا سين كبير المحللين النفطيين في شركة انيرجي أسبيكتس في لندن الى ان السوق لا تتوقع أن تجري السعودية مزيدا من الخفض في إنتاجها.
ومن المقرر أن يرافق الأمير محمد والرئيس بوتين في بوينس ايريس وزير الطاقة السعودي خالد الفالح ونظيره الروسي الكسندر نوفاك، كما نقلت بلومبرغ عن مصادر وصفتها بالمطلعة قائلة إن وجودهما يعزز الإنطباع بأن السعودية وروسيا ستحاولان التوصل الى اتفاق قبل اجتماع اوبك في غضون ايام قليلة من القمة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تغتنم فيها القوتان النفطيتان الكبريان اجتماعات مجموعة العشرين للاتفاق على إتجاه السياسة النفطية.
ففي قمة هانغجو في الصين عام 2016 بحث بوتين والأمير محمد سبل إنعاش أسعار النفط. وبعد ساعات على خلوتهما ظهر الفالح ونوفاك في مؤتمر صحافي مشترك لإيصال رسالة واضحة مؤداها ان الرياض وموسكو تعملان معاً. وبعد أيام أُعلن خفض الانتاج بإتفاق بين اوبك وشركائها من خارج المنظمة.
يأتي لقاء بوينس ايريس بعد اسبوع شهد هبوط خام برنت بنسبة 6.1 في المئة الى أدنى مستوى له منذ عام ليبلغ 58.80 دولار للبرميل يوم الجمعة فيما هبط خام غرب تكساس الوسيط الى نحو 50 دولاراً. ورحب ترمب بهبوط الأسعار في تغريدة يوم الأربعاء.
ولاحظت شبكة بلومبرغ أن السعودية حرصت على عدم حدوث نقص في الامدادات قائلة إن انتااج المملكة بلغ في نشرين الثاني مستوى قياسياً حين ارتفع الى 10.8 مليون برميل في اليوم ثم 10.9 مليون برميل من 10.65 مليون برميل في تشرين الأول.
لكن خبراء نفطيين يرون ان السعودية لن تُبقي صنابير النفط مفتوحة إرضاء للرئيس الاميركي. وبقدر ما يتطلع ترمب الى هبوط اسعار النفط فان لدى المملكة مشاريع تنموية وتحديثية طموحة تتطلب تمويلا ضخماً.
ونقلت شبكة بلومبرغ عن حليمة كروفت خبيرة ستراتيجية السلع في مجموعة آر بي سي كابتال ماركيتس الاستثمارية العالمية قولها «نحن ما زلنا نرى أن المملكة ستعتمد سياسة «السعودية اولا» وتعطي الأولوية لرخائها الاقتصادي والاجتماعي على إرضاء الرئيس الاميركي».
وانخفضت أسعار النفط بعدما بلغت في الجلسة السابقة أدنى مستوياتها في 8 أشهر، وسط تحذيرات الخبراء من هبوط حاد في الأسعار.
وتراجعت عقود «برنت» بنسبة 0.38% إلى 63.24 دولار للبرميل، بعد ارتفاع بنسبة 1.52%، في حين هبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 0.26% إلى 54.59 دولار للبرميل، بعد صعود بلغ 2.25%.
وجاء الانخفاض بعد ارتفاع مخزونات الخام الأميركية بواقع 4.9 مليون برميل في الأسبوع الماضي وفقا لما ذكرته إدارة معلومات الطاقة، وهي زيادة أكبر من المتوقعة.
واعتبر الخبراء أن ارتفاع أسعار النفط يوم أمس مؤقت، محذرين من هبوط حاد في أسعار الذهب الأسود في ظل تراجع سوق الأسهم الأميركية.
وتتحدث منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» عن تقليص الإمدادات بعد أشهر فقط من زيادتها، خشية تخمة جديدة في المعروض.
وقالت مصادر مطلعة إن «أوبك» وروسيا ومنتجين آخرين سيدرسون خلال اجتماعهم في 6 كانون الأول المقبل خفض الإمدادات بما يتراوح بين مليون و1.4 مليون برميل يوميا.
ويؤكد بعض المراقبين أن السعودية التي تعد أكبر منتج في «أوبك»، قد تجد أنه من الصعب عليها التحرك لدعم الأسعار بعد أن أثنى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عليها لمساعدتها في خفض أسعار الخام.
وهبطت أسعار النفط خلال تعاملات الجمعة إلى أدنى مستوياتها في أكثر من عام، بينما يدرس منتجو الخام خفض الإنتاج في مسعى لكبح فائض متزايد في المعروض العالمي.
وانخفضت عقود مزيج «برنت» بأكثر من 3 دولارات إلى 59.26 دولار للبرميل مسجلة أدنى مستوى لها منذ تشرين الأول 2017، في حين تراجعت عقود الخام الأميركي أكثر من أربعة دولارات إلى 50.60 دولار للبرميل.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة