متابعة – الصباح الجديد:
اختتمت فعاليات مهرجان أيام قرطاج السينمائي بنسخته 26 التي تميزت بصمودها أمام الهجوم الإرهابي الذي هز العاصمة التونسية قبل أيام من افتتاحه. فقضت انتحارية في الثلاثينات من عمرها عندما فجرت عبوة ناسفة كانت تحملها أمام دورية أمنية في شارع الحبيب بورقيبة الذي يعد الشريان الرئيس في قلب العاصمة التونسية، ما أدى إلى سقوط 20 جريحا بينهم 15 شرطيا. ويقع مكان المهرجان على بعد أمتار قليلة من موقع الاعتداء.
قدم حفل الختام الإعلامي المصري باسم يوسف الذي أضفى لمسة من المرح والابتسام بتعليقاته الفكاهية، وأطرب الفنان السينغالي «إسماعيلو» الحضور بموسيقاه الفريدة.
وفاز فيلم «جوق العميان» للمغربي محمد مفتكر بالجائزة الكبرى للمهرجان، «التانيت الذهبي». وفاز فيلم «جوق العميان» للمخرج المغربي محمد مفتكر بالجائزة الكبرى «التانيت الذهبي».
وفاز بالتانيت الفضي فيلم «نهر بلا نهاية» من جنوب أفريقيا للمخرج أوليفيه هرمانيس، وبالتانيت البرونزي الفيلم التونسي «على حلة عيني» للمخرجة ليلى بوزيد.
وكرم المهرجان في حفل الختام الذي حضرته وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث لطيفة لأخضر، وعدد من السفراء والمسؤولين، المخرج التونسي نوري بوزيد.
ومنح الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية «فيبريسي» جائزته لفيلم «على حلة عيني» للمخرجة التونسية ليلى بوزيد. والفيلم إنتاج تونسي فرنسي بلجيكي مشترك وحاز على أربعة جوائز إجمالا في هذه الدورة.
وتشكلت لجنة تحكيم المسابقة من سبعة أعضاء برئاسة الناقد وكاتب السيناريو المغربي نور الدين صايل.
وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي قد استقبل في وقت سابق مجموعة كبيرة من الفنانين المشاركين في أيام قرطاج السينمائية، ووجه لهم الشكر على دعم بلاده والبقاء لحين انتهاء أنشطة المهرجان رغم الظروف الأمنية.
وأقيم حفل الختام في المسرح البلدي بالعاصمة تونس وسط حضور كبير من نجوم وصناع السينما من بينهم الممثلة السورية كندة علوش، والممثل المصري محمود حميدة، ومن تونس الممثلات هند صبري، وفريال يوسف، ودرة زروق، والمطرب لطفي بوشناق.
ذهبت جائزة أفضل ممثلة إلى ميمونة نديياي من بوركينا فاسو عن دورها في فيلم «قلب الإعصار»، في حين ذهبت جائزة أفضل ممثل للجزائري عدنان جيمي عن دوره في فيلم «مدام كوراج».
ونال جائزة أفضل سيناريو فيلم «رسالة إلى الملك» للعراقي هشام زمان. ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لفيلم «الزين اللي فيك» للمخرج المغربي نبيل عيوش. وتونس هي أول بلد عربي يعرض فيه «الزين اللي فيك»، بعد منعه في المغرب، وإثارته جدلا واسعا لتناوله موضوع الدعارة.
وفي مسابقة الأفلام القصيرة، فاز فيلم «شتات» للتونسي علاء الدين أبو طالب بالجائزة الأولى «التانيت الذهبي»، فيما ذهبت الجائزة الثانية «التانيت الفضي» لفيلم «أمنا الأرض» للسنغالي عليو صو، والجائزة الثالثة «التانيت البرونزي» لفيلم «الموجة»للجزائري عمر بلقاسمي.
وتنافس في مسابقة الأفلام القصيرة 13 فيلما من مصر والمغرب والجزائر والبحرين وغانا وليسوتو والسنغال إضافة إلى تونس.
وشارك حضور كبير في الحفل الختامي للدورة التي شدد المنظمون على أنها «تحتفي بقيم التسامح والانفتاح وحب الحياة»، فيما انتشر عدد كبير من عناصر الشرطة في وسط المدينة لضمان الأمن.
ومنحت جائزة التانيت الفضي للفيلم الروائي الطويل إلى «يوم الدين» للمصري النمساوي أبو بكر شوقي. وكان هذا الفيلم قد شارك في المسابقة الرسمية للسعفة الذهبية في مهرجان كان 2018.
ويروي الفيلم قصة شاب مصاب بالجذام يبحث عن جذوره في البلاد يرافقه يتيم نوبي. وأحرز الفيلم السوري «مسافرو الحرب» لجود سعيد جائزة التانيت البرونزي في الفئة نفسها.
أما التانيت الذهبي لأفضل وثائقي فكان من نصيب الفيلم المصري «أمل» للمخرج محمد صيام، والممنوع من العرض في مصر. ويعطي هذا الفيلم للمرأة المصرية مكانتها في ثورة عام 2011 من خلال شخصية مراهقة ناشطة.
وقال صيام بعد تسلمه الجائزة «الفيلم رحلة صعبة وللأسف الشديد ولأسباب غير معروفة تم منع عرضه في دول عربية ….لكن السياسة شيء والفن شيء». وتابع «لكن السلطات دائما تخاف من النقد. أقول بكل بساطة يجب ألا نخاف من النقد. أهدي هذا التتويج إلى أمل وإلى مصر.
ويرصد الفيلم حياة فتاة مصرية «متمردة» في الرابعة عشرة من عمرها باحثة عن هويتها في بلد يعيش مخاضا. وتشارك الفتاة بحماس في الاحتجاجات الكبرى خلال فترة الثورة، ولا سيما في ميدان التحرير.
ونالت الكينية سامنتا موكاسيا جائزة أفضل ممثلة في المهرجان عن دورها في فيلم «رفيقي» (كينيا).
وضمت المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية 2018 المكرسة للمخرجين العرب والأفارقة 44 فيلما من بينها 11 فيلما وثائقيا و13 فيلما روائيا. وتخلل المهرجان عرض أكثر من 200 فيلم من العالم بأسره.
وشمل المهرجان أيضا عرض أفلام في ستة سجون تونسية بحضور نحو 500 سجين وذلك بتنظيم مشترك بين إدارة المهرجان والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب ووزارة العدل التي تشرف على السجون في تونس.
وقد افتتحت دورة هذه السنة بفيلم «بلا موطن» للمخرجة المغربية نرجس نجار.