“بيس بغداد” يستذكر الفنان الراحل رياض أحمد

21 عاماً على رحيل صاحب “مرة ومرة”
بغداد ـ كوكب السياب:
استذكر فنانون ومثقفون المنجز الإبداعي للفنان الكبير الراحل رياض أحمد، في جلسة ضيّفها منتدى (بيس بغداد) الثقافي بشارع ابي نواس في بغداد.
وانتقدت الفنانة التشكيلية بشرى سميسم، التي قدّمت الجلسة، غياب المؤسسات المعنية برعاية الفن وإحيائه، مشيرةً إلى أنها تتعجب عدم استذكارها للفنان الراحل رياض أحمد على مدى أكثر من 20 عاماً على رحيله.
ورحل رياض أحمد، وهو عبد الرضا مزهر، في العام 1997 عن عمر ناهز الـ 46 عاماً، وهو في أوج عطائه الفني والابداعي، بعد أن توقّفت نبضات قلبه المشبع بالهموم، على حدّ وصف سميسم، التي قالت: “لن تكون جلسة استذكارية للراحل رياض احمد فحسب، إنما كرنفال كبير يضم عشرات من الشخصيات الفنية والابداعية من شتى الميادين من الذين حضروا هذا الكرنفال وأسهموا في إحيائه”.
وفي كلمته، قدّم أحمد، نجل الراحل، شكره وامتنانه للقائمين على الأمسية، متحدثاً بإيجاز عن شخصية والده الراحل وبعض من ذكرياته معه، قائلاً: “كيف يمكنني أن أصف والدي؟، فهو الأنيق الجميل، والأب الحنون الذي علمنا المحبة، وهو الصوت الشجي الذي عشقه المستمعون المتذوقون”.
مضيفاً: لا يمكنني أن أصف والدي بكلمات معدودات، سأكتفي بالقول إنه كان والدي وصديقي.
وتحدث الشاعر رياض النعماني بأسف عن رحيل المبدعين العراقيين، أو محاربتهم من ضيقي الافق، متطرقاً لفرادة صوت رياض أحمد وأدائه جميع الأطوار الغنائية بجودة واقتدار.
بدوره تحدث الشاعر طاهر سلمان عن تجربته التي جمعته بالراحل رياض أحمد، فقد كتب له عدداً من الاعمال الغنائية، بينها (مرة ومرة)، و(مجرد كلام)، و(عرفت روحي)، و(بالله سلم سلام) . وقال سلمان: إن صوت الراحل رياض أحمد لا يمكن أن يتكرر، فهو متفرد ولا يشبه صوتاً آخر، وهذا ما يميزه”، مستذكرا بعض الذكريات التي جمعته به.
ما لم يُذكر من حياة رياض أحمد جاد به الموسيقار جعفر الخفاف الذي تحدث عن حكايات وأسرار تلحينه لعدد من أغنيات الراحل.
وكان الخفاف قد شكل ثنائياً استثنائياً مع أحمد من خلال الاغنيات التي كتبها الشاعر طاهر سلمان، وقد شكلت هذه الاغاني الحضور الحقيقي لصوت رياض أحمد وقدمته بنحو مميز للجمهور.
الشاعر كريم راضي العماري تحدث عن واقعة رحيل أحمد، وظروف تشييعه، وتلقيه وعائلته لخبر وفاته الحزين، قائلاً: كان يوماً معتماً. لم أستطع استيعاب الخبر حينما اتصل بي نجله أحمد. لقد فجعنا حينها برحيله، لكنه سيبقى حيا في قلوبنا وضمائرنا.
وتطرق شقيق الراحل، عامر مزهر، لبعض الأغنيات التي كان يفترض أن تكون لصوت رياض احمد، غير إنها ولظروف معينة ذهبت إلى أصوات غنائية أخرى. وأشار مزهر إلى أن شقيقه تميز بغناء الأطوار الريفية بطريقة مدنية، وهذا الأمر جعل منه فنانا مقتدراً ومطلوباً من قبل الجمهور.
شهدت جلسة الاستذكار شهادات ومداخلات من قبل عدد من النقاد والمختصين، وكذلك من الجمهور. قُدمت خلالها معلومات غير معلنة من سيرة الفنان الراحل.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة