سطوة الفشل..!!

سطوةالفشل..!!
خلال خمسة عشر عاما من التاريخ السياسي المعاصر العراق أثبت النشاط الحزبي في العراق انه غير مستعد للتخلي عن منظومة المصالح الحزبية ولايمكنه تقبل ان تتصدر المشهد السياسي ارادات أخرى تريد الخير والمنفعة للوطن والشعب وطوال السنوات المنصرمة تثقف الأحزاب العراقية بغالبيتها نحو التمترس الطائفي والفئوي وتسود في ادبياتها مناهج الاستئثار والانتقام والخوف والهلع من فقدانها الفرصة في فرض سطوتها وهيمنتها على مقاليد العمل المؤسساتي وهي مستعدة للتباحث والتفاوض في كل الملفات خارج أسوار السلطة لكنها متزمتة وصلبة حسنا يتم الاقتراب من عناوين القيادة والإدارة في أعلى هرم السلطة ويمكن القول أن من بين اهم أسباب الفشل الذريع الذي أصاب الإدارة المؤسساتية للدولة العراقية هو تمسك هذه الأحزاب وتشبثها بحلقات الإدارة العليا ودفعها لأسماء وعناوين فارغة المحتوى لاتملك من الخبرة والنضج والثقافة والعلم شيئا لكنها تملك شيئا واحدا هو ولاؤها لتلك الأحزاب وطاعاتها لزعماء الأحزاب وتفعيلها لمصالح الجهات التي رشحتها او مكانتها من الوصول الى هذه المثابات وقد آن الاوان كي ننتهي من هذه المساحات الكبيرة من الفشل والتراجع وآن الاوان كي يبصر هؤلاء الذين تسببوا بتخلف العراق وفرطوا بمقدراته وثرواته الوطنية الطريق نحو الخلاص وان يدخلوا عن هيمنتهم الطويلة على اماكن لم تكن يوما من استحقاقهم ولم تكن يوما تتسق مع مؤهلاتهم ويمكن أن تكون الدورة البرلمانية الحالية فرصة مناسبة لمراجعة منظومة القوانين والتشريعات التي كان جزء كبير منها موظفا ومهيئا لصياغة صفقات سياسية تتيح لمدونة الأحزاب التلاعب بها والاجتهاد فيها بما يمنحها فرض سطوتها على مقاليد السلطة في العراق ولربما تتحقق الكثير من تطلعات الشعب العراقي حسن ترى نهاية لهذه الحقبة السوداء التي استأثرت بالمغانم والمصالح على حساب رفعة الوطن وتقدمه ولانعتقد في الوقت نفسه ان تتم مثل هذه المهمة بسهولة ويسر ولكن الانطلاق والشروع لهذا التصحيح يشجع الأطراف والجهات التي تؤمن بحركة التصحيح والتغيير في المساهمة الفاعلة وتقديم التأييد لكل الخطوات التي من شأنها كبح جماح حركة الأحزاب واطفاء شهوتها بالاستيلاء على المقدرات ومواصلة سعيها بتثبيت المصالح الحزبية وترسيخها وتعميقها والادعاء بأنها من صلب الدستور وتقع على عاتق رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في هذه المرحلة مسؤولية كبيرة في اتخاذ مثل هذا التوجه مادام ترشيحه جاء متسقا مع توجهات كتل سياسية تريد منح الفرصة للمستقلين والتكنوقراط ممن هم خارج دوائر المحاصصة الحزبية ومادام هناك توجهات كبيرة من قبل المرجعية الدينية واوساط عريضة من منظمات المجتمع المدني وحرام شعبي واسع امتد لأكثر منتشر سنوات باتجاه إنهاء حقبة الهيمنة الحزبيةومنح الفرصة الكافية لكفاءات عراقية بتولي زمام المسؤولية وتدعيم الإدارة المؤسساتية المخلصين والنزيهين ممن لم تتلطخ سمعتهم بسمعة الأحزاب الفاسدة والفاشلة ومن المناسب جدا البدء بحملات إعلامية وشعبية يمكن فيها إشراك الرأي العراقي بهذا السعي وبهذا التوجه كي نضمن أوسع تأييد لتخليص العراق من وباء المحاصصة المقيت.
د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة