بكين تتعهد بزيادة الواردات وسط «الأزمة»
متابعة الصباح الجديد:
قال جاك ما رئيس مجموعة علي بابا أمس الاثنين إن حرب التجارة الأميركية الصينية هي ”أغبى شيء في هذا العالم“.
وكان ما يتحدث أثناء معرض الواردات الصيني العالمي المنعقد في شنغهاي.
وتعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ، أمس الاثنين، بخفض الرسوم الجمركية وفتح الأسواق أكثر وزيادة الواردات في مستهل معرض تجاري يهدف لإظهار حسن نوايا بكين وسط خلافات متزايدة مع الولايات المتحدة ودول أخرى.
ووعد الرئيس الصيني بخفض التعريفات الجمركية ومواصلة توسيع إمكانية الوصول إلى الأسواق.
وقال شي في افتتاح معرض تجاري يستمر أسبوعا تعد الصين محاولة للتصدي للانتقادات المتزايدة لممارستها في مجالي التجارة وقطاع الأعمال إن الصين ستعجل فتح قطاعات التعليم والاتصالات والثقافة في الوقت الذي تحمي فيه مصالح الشركات الأجنبية.
وأضاف أن الصين ستعزز أيضا فرض تطبيق عقوبات على انتهاك حقوق الملكية الفكرية.
ويجمع المعرض الصيني الدولي للاستيراد الذي يقام من الخامس إلى العاشر من تشرين الثاني آلاف الشركات الأجنبية والمشترين الصينيين ويهدف لإبراز فرص الاستيراد في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وفي كلمته جدد شي وعوده السابقة بتسريع خطي الانفتاح في قطاعات التعليم والاتصالات والثقافة مع حماية مصالح الشركات الأجنبية ومعاقبة منتهكي حقوق الملكية الفكرية.
ويتوقع أن تستورد الصين سلعا بقيمة 30 تريليون دولار وخدمات بعشرة تريليونات دولار في الخمسة عشر عاما المقبلة.
وفي العام الماضي قدر شي واردات الصين من السلع عند 24 تريليون دولار على مدى 15 عاما مقبلة.
وقال إن المعرض ”مبادرة صينية مهمة لفتح السوق على مصرعيه أمام العالم“.
وتابع أن المعرض يظهر رغبة الصين في دعم التجارة الحرة في العالم، مضيفا أن الدول ينبغي أن تعارض الحماية التجارية دون أن يذكر الولايات المتحدة.
وقال ”التعددية ونظام التجارة الحرة يتعرضان لهجوم وثمة عوامل عديدة تقود لعدم الاستقرار والضبابية والمخاطر، والعقبات تزيد“.
وتابع ”في ظل تعمق العولمة الاقتصادية في الوقت الراهن فإن السير على نهج ’القوي يفترس الضعيف‘ و‘الفائز يحصد كل شيء‘ سيقود إلى طريق مسدود“.
ويشارك في المعرض رؤساء دول وحكومات من 17 دولة مثل روسيا وباكستان وجزر كوك لكن ليس من أي دولة غربية كبرى. ويشارك وزراء من عدة دول لكن لن يحضر أي مسؤول كبير من الولايات المتحدة.
وانتقد بعض الدبلوماسيين والشركات من الغرب المعرض سرا ووصفوه بالمحاولة لتحسين صورة ممارسات بكين التجارية المعيبة التي دأبت عليها لسنوات طويلة.
ويضم المعرض عارضين من نحو 140 دولة ومنطقة من بينهم 404 عارضون من اليابان وهم الأكثر عددا. وسيأتي نحو 136 عارضا من الولايات المتحدة من بينهم جوجل ودل وفورد وجنرال إلكتريك.
وهناك عدد قليل من الدول الممثلة بعارض واحد يبيع منتحا واحدا.
فالعراق يبيع النفط وإيران الزعفران أما جامايكا فتسوق بن الجبل الأزرق الشهير وتشاد البوكسيت أما ساوتومي فتعرض الرحلات السياحية لتمضية العطلات.
في السياق، أعلنت رئيسة صندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، أن التغيرات الاقتصادية في الصين غيرت ليس الحياة الداخلية لهذا البلد فحسب، بل والاقتصاد العالمي كله.
وقالت لاغارد في كلمة ألقتها في مراسم افتتاح أول معرض إكسبو دولي للتوريد (CIIE) في شنغهاي: «بدأت الصين منذ 40 عاما بناء جسر نحو سائر العالم عن طريق فتح اقتصادها وتشجيع إجراء الإصلاحات التي غيرت حياة وقدرات مئات ملايين الناس هنا وخارج الصين على حد سواء».
وأضافت: «بفضل تغيير نفسها عن طريق التجارة والعمل المضني والتعلم من الآخرين غيرت الصين ليس نفسها فحسب، بل والاقتصاد العالمي أيضا».
وأشارت إلى أن الصين تبني جسرا نحو الازدهار عن طريق تحويل اقتصادها من النمو المعتمد على الاستثمارات والتصدير إلى النمو الذي يضمنه الاستهلاك.
وتابعت: «تبني الصين جسرا نحو المستقبل عن طريق تعزيز التعاون الدولي، وخاصة في مجال التجارة. وباسم صندوق النقد الدولي دعوتُ الأطراف كلها إلى تخفيف حدة التوتر وحل المشكلات التجارية القائمة قبل تدمير النظام التجاري الحالي. ولتحقيق هذه الأهداف نحتاج إلى المزيد من التعاون الدولي، ولا أقل مما عليه حاليا».
وافتتح معرض إكسبو الدولي للتوريد («China International Import Expo») أعماله في شنغهاي، أمس الاثنين، ويشارك في أعماله أكثر من 2,8 ألف شركة من 130 دولة ومنطقة من جميع أنحاء العالم. كما تشارك فيه شركات روسية تمثل 5 مجالات اقتصادية، هي المواد الغذائية، والمنتجات الزراعية، والصناعات عالية التقنية، والأجهزة والسلع الطبية، والخدمات والسلع الاستهلاكية.