تشكلت حكومة عادل عبدالمهدي الجزئية مسبوقة بتجاذبات ومراهنات وتمارين متضاربة في اطلاق سوء (أو حُسن) النيات: هذا بناقوسٍ يدقّ وذاكَ بمئذنةٍ يصيحْ.. فمن زاوية بدا ان عبدالمهدي مسرور بهذا التقاذف، واكثر ما كان يسرّه (كما اخبرني زميل من دائرة مقربة منه) التشهير به. التشكيك في كفاية صبره. الطعن بماضيه السياسي. التحذير من انقلابه على مواليه، فيما كان يضايقه (حسب الزميل) الدفاع عنه من العامة والاعلاميين، بخلاف ما كان يريحه رضا قوى النفوذ والمراجع والزعماء الساسة.
ومن زاوية المعاينة الموضوعية، فان ثمة اربع نقاط عقدية تحيط اعلان كابينة عادل عبدالمهدي، هي:
1-البرنامج .. اتسم بالاسهاب والاطناب والاستغراق بالتفاصيل، وغابت عنه، وفيه، الالتزامات والتحديدات، وشمل على اكثر من مائة صفحة هي (في بنيتها) اقرب الى مقال، او بحث مطوّل، منهما الى برنامج يُستدل به الى هوية الكابينة الحكومية او التزاماتها.
2- باستثناء (3 أو 4) من الوزراء عُرفت عنهم المهنية والتخصص وموثوق السيرة، واستقلال المنهج، فان البقية تلاحقهم شبهات وملاحظات وطعون في الولاء والشهادات وكفاية التخصص والاهلية الادارية والاكاديمية، فضلا عما عُرف عن «حزبية» وولاء بعض الوزراء، كاجازة مرور محاصصية الى الكابينة.
3-اعلان عبدالمهدي الحاجة الى 6 اشهر لانهاء المناصب بالوكالة التي عدت المثل الصارخ للمحاصصة والهيمنة الحزبية والتعدي على الدستور واشاعة وحماية الفساد، والسؤال هو، اذا كان مثل هذا الاجراء الحيوي بما يمس اعادة بناء وتصويب الهيئات المستقلة الاثنين والعشرين والعشرات من المناصب العليا، كما يتصل بتصحيح بنى الدولة وإداراتها يحتاج الى 180 يوما لكي يُعالج فماذا يمكن ان يقال عن حاجة الخدمات وتعيين العاطلين واحياء المشاريع والدورة الاقتصادية من الوقت؟.
4-اقتصار تمثيل المرأة في السلطة التنفيذية الجديدة على مقعدين تشغلهما امرأتين لا بصمة لهما في البيئة الاجتماعية والحركية للنساء ليس «غفلة» حدثت في غمرة التجاذبات والعجلة والسباق مع الوقت الدستوري المتاح، بل هو منهج انكفائي تسجل دواعيه وخلفياته على رئيس الحكومة، لا على غيره، وهو الامر نفسه يشمل ترشيح وزير للثقافة لا صلة له بالعمل الثقافي واحتياجاته، وكان جمهرة المبدعين ومنتجو الثقافة وهيئاتهم القيادية على حق حين عبروا عن استيائهم وعدّوا هذه الخطوة بمنزلة «اهانة» لهذا الوسط بما يعنيه من اهانة للثقافة الوطنية العراقية الرائدة.
************
الشافعي:
«إذا ذكرت لكم ما لا تقبله عقولكم فلا تقبلوه».
عبدالمنعم الأعسم
رأيي في حكومة عادل عبدالمهدي.. 4 نقاط استباقية
التعليقات مغلقة