المسبحة.. استثمار وعلاج للأمراض وقيمتها تقترب من الذهب

سمير خليل
يفسر المستشار الاردني محمد سامي محمد أبو غوش في كتابه الأحجار الكريمة تاريخ السبحة فيقول: أن فكرة المسبحة تطورت طبيعيا من فكرة القلادة، إلا أنه من الصعب التحديد الدقيق الزمني من تحول استعمال القلادة كمسبحة، بيد أنه يمكن القول والافتراض أن فكرة المسبحة بدأت عند السومريين قبل (5000) سنة، ومن ثم انتقلت إلى بقية الحضارات الأخرى كالفرعونية والهندية والفارسية وغير ذلك من الحضارات اللاحقة.
اليوم اصبحت المسبحة مظهرا اجتماعيا، وغالبا ما ترى الرجال خصوصا يحملون انواعا من المسبحات تتفاوت قيمتها المالية وقدمها وندرتها، إضافة الى ان المسبحة اصبحت تجارة رائجة تدر على بائعيها والمتاجرين بها اموالا كثيرة، وتنتشر محال بيعها في اسواق المدن.
عن المسبحة، وانتشار استعمالها، وكل ما يتعلق بها كان لنا هذا اللقاء مع الحاج نبيل مهنا الربيعي، احد تجار المسبحات، ويعد من الخبراء المتخصصين بعالم المسبحات والاحجار الكريمة، والذي ورث هذه المهنة عن والده منذ 30 عاما. قال عن تأثير المسبحة في الانسان، وما يدعوه لاقتنائها:
-المسبحة تبعد الانسان عن العادات السيئة، إضافة لوظيفتها بالتسابيح الدينية، وتعد استثمارا، فعلى سبيل المقارنة يصل سعر غرام الذهب الى35 دولارا في حين يبلغ سعر الغرام من الحجر البولندي المستخدم في صناعة المسبحات 25 دولارا، اذن ليس هناك فرق كبير، إضافة الى ان المسبحة تستعمل لعلاج الامراض، فالكهرب مثلا يمتص الطاقة السلبية من جسم الانسان، وبعض انواع المسبحات تستعمل كعلاج لأمراض الكبد، والربو، وتنشيط الدورة الدموية، اضافة لعلاجات أخرى.
وماهي أشهر المواد المستعملة في صناعة المسبحات؟
-يقف الكهرب على رأس هذه المواد، والكهرب يتكون من اصباغ شجرة الصنوبر المتحجرة من ملايين السنين، ويتركز انتاجه في مدينة غالين غراد الروسية، وتتعدد انواع حجر الكهرب، فهناك الألماني، والالماني المغلف، والبولندي، والروسي. يأتي بعده المرجان، وهو من الاحجار النادرة، ويبدأ تكوينه من شجرة صغيرة تنمو في البحر، ويستخلص من اغصانها المتحجرة التي يتدرج لونها من الابيض الى الأسود، مرورا بالأحمر، ويعد المرجان الاسود من النوادر، ويتركز الاصلي منه في تونس وإيطاليا، وكذلك حجر اليسر، الذي يستخرج من اغصان شجرة تنمو في البحر الاحمر من جهة السعودية، واول من استخرجه، اهل الحجاز، وهناك مسبحات من الذهب تصنع في تركيا وحسب الطلب.
وعن أغلى سعر لمسبحة بيعت في العراق، والأماكن المعروفة كمراكز لبيعها، وهل هناك معامل خاصة لصناعة المسابح قال:
-حسب علمي فان أغلى مسبحة بيعت في العراق بلغ سعرها 270 الف دولار لان وزنها كان كيلو غراما واحدا، وهي من الكهرب والمرجان، وهناك مسبحات غالية تبدأ اسعارها من 500 دولار فما فوق، اما مراكز بيع المسبحات، وحسب الدليل السياحي للعراق، فتحتل بغداد المركز الاول في سوق هرج، والمدرسة المستنصرية في سوق الساعاتي، ثم في النجف الاشرف، وكربلاء المقدسة، والموصل، لكن مراكز البيع في المحافظات لا يصل لمستوى بغداد.
وتابع: لا توجد معامل لصناعة المسبحات في العراق لأننا لا نملك المواد الخام، لكن هناك ورشا صغيرة لتصليح المسبحات، نحن نجمع ونستورد. معظم الكهرب يأتينا على شكل قلائد نسائية ونحولها لمسبحات. الخيط من تركيا، او الصين، والشاهول من خرز اكثرها يأتي من بولندا. واود ان اشير الى ان هناك معارض عالمية خاصة بالمسبحات تقام سنويا في مدينة غدانسك البولندية، وفيلنيوس عاصمة لتوانيا، وكذلك المانيا “.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة