في الذكرى الثانية لانطلاق عمليات “قادمون يا نينوى”
نينوى ـ خدر خلات:
بعد مضي عامين كاملين على بدء عمليات تحرير الموصل التي انطلقت تحت عنوان “قادمون يا نينوى” والتي كانت واحدة من العمليات العسكرية الكبيرة والمعقدة بمشاركة شتى الصنوف الامنية العراقية، بدعم من طيران التحالف الدولي، يرى الموصليون انه آن الاون لطيّ صفحة تنظيم داعش الارهابي، والبدء بعملية اعمار وتقديم الخدمات التي يبدو ان ملفها متعثر أكثر مما توقعه الجميع.
يقول الناشط الحقوقي والمدني لقمان عمر الطائي في حديث لـ “الصباح الجديد” انه “في الذكرى الثانية لانطلاق عمليات قادمون يا نينوى والتي كان هدفها تحرير جميع مناطق محافظة نينوى من سيطرة عصابات داعش الارهابي، فان اول شيء نستذكره باحترام و بحزن هم اولئك الشهداء من المقاتلين الشجعان من الجنود والمراتب ومن شتى الصنوف الامنية الذين ضحوا بارواحهم من اجل الوطن ومن اجل تحرير الانسان العراقي عامة والموصلي خاصة من ابغض احتلال في العصر الحديث، واقصد به الاحتلال الداعشي، كما نستذكر بطولات بقية الابطال من المقاتلين الذين تكحلت عيونهم بالنصر الكبير وشهدوا تحرير المدينة بل كامل محافظة نينوى”.
وكان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي، قد اعلن في الساعات الاولى من صباح الاثنين 17 تشرين الاول 2016، انطلاق عمليات تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم “داعش”، واطلق على عمليات تحرير نينوى اسم عملية “قادمون يا نينوى”.
واضاف الطائي “انطلاق هذه المعركة كانت ايذانا بالبدء في القضاء على تنظيم داعش، لان هزيمته بالموصل هي التي كسرت ظهره كما يقال، وبات من المستحيل ان تقوم له قائمة عقب تلك المعركة، التي امتدت اثار هزيمتها على التنظيم الى عمق الاراضي السورية، حيث بدا الانكسار على عناصره الذين فقدوا الرغبة بالقتال منذ حينها، وهم في طريقهم ليصبحوا مجرد صفحة سوداء في تاريخ العراق وسوريا”.
ويرى الطائي انه “آن الاوان للبدء بالاهتمام الجدي باوضاع اهالي الموصل خصوصا ونينوى عموما، وينبغي طي صفحة داعش المظلمة، والالتفات الى ملفات الاعمار وتقديم الخدمات وتعويض المتضررين من المواطنين الذين يبدو ان صبرهم سينفد في يوم ما ان بقي الحال على ما هو عليه”.
مبينا ان “من يزور الموصل اليوم يرى بوضوح ان هنالك فوضى في حركة المرور، ونفايات في اغلب الطرق والارصفة، واثار المعارك واضحة في مئات البنايات المتضررة جزئيا او كليا في الجانب الايسر، ناهيكم عن حجم الاضرار الهائلة في الجانب الايمن وخاصة في الموصل القديمة”.
ونوه الطائي الى ان “الخدمات مثل الماء والكهرباء وتبليط الطرق بدأت تتحسن تدريجيا برغم انها ليست بالمستوى المطلوب، لكن ملف التعويضات والبحث عن المفقودين من الاهالي الذين يربو عددهم عن 1700 مواطن ممن قضوا منذ سيطرة داعش على المدينة او في اثناء عمليات التحرير، يعد الهاجس الاهم، اضافة الى وجود عشرات الالاف من النازحين من اهالي نينوى في مخيمات النزوح في جنوب الموصل وفي محافظة دهوك ايضا ومشكلاتهم واحتياجاتهم اليومية”.
وبخصوص تأثير الدواعش على الرأي العام بالموصل ونينوى، يقول الطائي “بلا شك ما زال هنالك عناصر من التنظيم يختبئون بمكان ما، وربما بعضهم يتستر خلف هويات مزورة ويمارس بعض الاعمال، لكن مصيرهم سيكون القاء القبض عليهم ولو بعد حين، وهذا من واجبات الاجهزة الامنية التي تلمس بنفسها حجم التعاون الامني من المواطنين”.
وتابع “فلول داعش لم يعد بحوزتهم سوى بث الدعايات والشائعات، وخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي، وهنالك من يناصرهم ويروج لهم ولشائعاتهم، لكن دائما يتم لجمهم وكشف اكاذيبهم، ويمكن القول ان خطر داعش زال للابد، لكن ينبغي العمل على منع عودة فكره ونهجه المتطرف، ويكون ذلك من خلال دوران عجلة الاقتصاد المحلي وتوفير فرص العمل، وكل هذا سيكون نتيجة لعملية اعمار مرتقبة طال انتظارها، فضلا عن تعويض المتضررين الذين سيضخون الاموال في السوق المحلي لاعمار منازلهم ومحالهم التجارية وغيرها”.