زينب الحسني:
تشهد العديد من الدول العربية والاجنبية حملة لمحاربة ظاهرة التنمر بالتنسيق مع منظمة اليونسيف في المدارس التي تسببت في تزايد حالات الانتحار وترك مقاعد الدراسية، لاسيما في أميركيا، اذ يحدث التنمر في جميع أنحاء المدرسة.
والتنمر شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف “في الغالب جسدياً”، هي من الأفعال المتكررة على مر الزمن والتي تنطوي على خلل قد يكون حقيقياً أو متصوراً في ميزان القوى بالنسبة للطفل ذي القوة الأكبر أو بالنسبة لمجموعة تهاجم مجموعة أخرى أقل منها في القوة.
ويمكن أن يكون التنمر عن طريق التحرش الفعلي والاعتداء البدني، أو غيرها من أساليب الإكراه الأكثر دهاء مثل التلاعب ويمكن تعريف التنمر بطرق مختلفة وكثيرة، عادة ما يستعمل التنمر في إجبار الآخرين عن طريق الخوف أو التهديد و يمكن الحد من التنمر عن طريق تعليم الأطفال المهارات الاجتماعية للتفاعل الناجح مع العالم اذ سيساعدهم ذلك على أن يكونوا أشخاصا بالغة منتجة عندما يتعاملون مع بعض الناس المزعجين.
والاهم في موضوع التنمر ان بلد مثل العراق يشهد التلاميذ والطلبة فيه اشكال متنوعه للتنمر في المدارس ومن بعض الملاكات التدريسية، وهي ظاهرة ليست بالجديدة على المجتمع العراقي الذي يتفنن الاطفال فيه بأساليب التنمر ، لاسيما وانهم في ذلك يتعرضون لذات الاذى النفسي من ذويهم او اقاربهم مما يجعلهم يعكسون ما يتعرضون له على اقرانهم .
ومما يثير الاستغراب ان هذه الظاهرة لا تلقى اي رفض من قبل القائمين على العملية التربوية في البلاد، لكون الجانب النفسي للتلميذ والطالب بعيدا كل البعد عن اهتماماتهم اذ ما يهم في العملية التربوية العراقية هو ما يتحقق في ورقة الامتحان وسواها لا قيمة له، وهذا ما افرز اجيالاً تميل للعنف واضطهاد الاضعف، واسهم في انتشار العديد من الظواهر السلبية وغير المقبولة اجتماعياً.
لذا يجب على من يهمه امر الوضع التربوي والتعليمي في البلاد العمل على محاربة جميع الظواهر السلبية التي ممكن ان تكون سبباً في ان يترك الطفل مقعد الدراسة او ان يتعرض للأذى الجسدي والنفسي خلف جدران المدرسة.