صح النوم!

يُعد “النوم “عند البعض هواية محببة أو عشقاً لا يقاوَم.. كيف لا .. وقد وصفه الأولون بالسلطان الذي لا سلطانعليه !
هُناك مَن يعشق النوم على السرير والحرير وهناك من يغفو على الحصير، هناك من ينام وقوفاً وهناك من ينامجلوساً ، هناك من يغلبه النوم في العمل أوخلال عقد جلسات البرلمان أوأثناء قيادته للسيارة أوعند الاستماعللمحاضرات والخطب السياسية المملة أو عند حضوره الندوات والمؤتمرات الصحفية أوعند أداء الامتحاناتالوزارية ، وهناك من يعشق النوم بعد الانتهاء من تناول طبق “ثريد” الباميا مباشرة !
بـمبادرة سنوية تدعو إليها وتنظّمها “الرابطة العالمية لطب النوم” وبمشاركة أكثر من 75 دولة، يـحتفل العالم “باليوم العالمي للنوم” حيث تـهدف هذه الفعالية الى التثقيف والتوعية بأهمية النوم الصحي وارتباطه بنمطالحياة، فضلاً عن التأثير السلبي لاضطراباته الـمختلفة التي تصيب ما نسبته 45% من سكان العالم.
“النوم السليم .. حُـلم في متناول الجميع ” شعار اليوم العالمي للنوم اعتمدته رابطة طب النوم ، مؤكدة في بيانهاعلى ضرورة الاهتمام بتشخيص وعلاج الأعراض المرتبطة بقلة أو رداءة النوم كالأرق المزمن الذي يصيب مابين 30% إلى 45% من الأفراد البالغين، وهذا يتسبب في ظهورالأمراض المزمنة كأمراض القلب والشرايينوالسكّري والسمنة المفرطة، واضطرابات المزاج والشهية والسلوك وزيادة النعاس أثناء النهار إضافة إلىارتفاع خطر التعرض لحوادث السيارات. وناشدت رابطة طب النوم الجميع تعزيز الحياة الصحية، لأن الجسمالسليم في النوم السليم.. وهذا يضفي زيادة في الشعور بالسعادة والثقة في النفس وارتفاع الأداء العملي وجودته،فضلاً عن تجنـّب أعراض التوتر والقلق والاكتئاب والمشكلات الزوجية.
ويبدو أن الكاتب العالمي (( مارك توين )) كان مغرماً بالراحة والنوم حتى أنه كان يمارس الكتابة والقراءة وهونائم في سريره ، وقلما كان يخرج من غرفة نومه !
وذات يوم جاء أحد الصحفيين لمقابلته ، وعندما أخبرته زوجته بذلك
قال لها: (( دعيه يدخل )) ….. غير أن الزوجة اعترضت قائلة:
هذا لا يليق ….. هل ستدعه يقف بينما أنت نائم في الفراش ؟!
فأجابها (( مارك توين )): عندك حق، هذا لا يليق اطلبي من الخادمة أن تعد له فراشاً آخر!
عموما فأن عشاق النوم أو أنصار حزب “الصباح رباح” سيحتفلون قبل أنصار ” صح النوم” بهذا اليومالتاريخي.. فمنهم من ينام على انغام الموسيقى أو صوت الشخير ومنهم من ينام على أنغام الخطب والتصريحاتوالشعارات الحماسية ، أوعلى صياح أو عراك ضيوف برامج التناطح السياسي !

•ضوء
ينام “السياسي” وعينه على الكرسي !
عاصم جهاد

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة