بكين ترفض تدابير «غير حكيمة» وواشنطن تشكو «خلافات جوهرية»

نبّه إلى أنها تلقي بظلالها على «الثقة المتبادلة» بين البلدين
متابعة ـ الصباح الجديد:
طالب وزير الخارجية الصيني وانغ يي نظيره الأميركي مايك بومبيو بأن توقف واشنطن إجراءات «غير حكيمة»، نبّه إلى أنها تلقي بظلالها على «الثقة المتبادلة» بين البلدين.
وتضمّن لقاؤهما تحيات ديبلوماسية وتأكيداً على حاجة بلديهما الى التعاون، فيما اتسمت تصريحاتهما أمام الصحافيين في بداية اجتماعهما، بحدة غير معتادة. وقال وانغ إن التصرّفات الأميركية في ما يتعلّق بالتجارة وملف تايوان، ألقت بظلالها على العلاقات بين البلدين.
أما بومبيو الذي كان يطلع وانغ على نتائج زيارته كوريا الشمالية ولقائه الزعيم كيم جونغ أون، فقال: «لدينا خلافات جوهرية في شأن الملفات التي ذكرتها».
وأبلغ وانغ بومبيو أن الولايات المتحدة «صعّدت خطابها حول التوتر التجاري»، بعد «حرب» تضمّنت فرض رسوم تجارية بين البلدين، على بضائع أميركية وصينية بمئات البلايين من الدولارات.
كما اتهم واشنطن باتخاذ «مبادرات» تجاه تايوان، وحضّها على وقف بيعها أسلحة وتجميد زيارات رسمية إليها وقطع العلاقات العسكرية معها.
ولفت الى «ملفات أخرى» تؤذي السيادة الصينية، قائلاً إن «هذه الإجراءات مسّت الثقة المتبادلة بين الجانبين وألقت بظلالها على آفاق العلاقات الصينية- الأميركية، وهذا ما يأتي على حساب مصالح شعبينا».
ويأتي لقاء وانغ- بومبيو بعد أيام على اتهام نائب الرئيس الأميركي مايك بنس بكين بممارسة «عدوان» اقتصادي، من خلال «سرقة» تكنولوجيا، و «عدوان» عسكري، خصوصاً في بحر الصين الجنوبي، إضافة الى انتهاكات متزايدة لحقوق الإنسان. كما اتهمها بالتدخل في الانتخابات الأميركية، سعياً الى إطاحة الرئيس دونالد ترامب.
وعلّق بومبيو على تصريحات وانغ، قائلاً إنه فضّل زيارة بكين لـ «عقد محادثات». وأكد «مخاوف حيال إجراءات تتخذها الصين»، وزاد: «أتطلع إلى انتهاز الفرصة لمناقشة كلّ منها، لأن هذه العلاقة مهمة بالنسبة إلينا، في شكل لا يمكن تصوّره». وانتقد إلغاء لقاء بين وزيرَي الدفاع الأميركي جيمس ماتيس والصيني وي فينغي، كان مقرراً هذا الشهر في بكين. وأضاف مخاطباً الصينيين: «يؤسفني أن الحوار الاستراتيجي بين بلدينا، هو أمر اخترتم الامتناع عن فعله». لكن وانغ أشار إلى «حقائق» تثبت أن الصينيين «لم يلغوا الحوار الاستراتيجي» مع الأميركيين.
لكن المسؤولَين استخدما لهجة أقل حدة، في ما يتعلّق بكبح الطموحات النووية لكوريا الشمالية. وقال وانغ إن ملف الدولة الستالينية يوضح أن بكين وواشنطن «يمكنهما وعليهما زيادة تواصلهما وتعاونهما».
وفي غضون ذلك أعلنت سيول أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون سيلتقي قريباً الرئيسين الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين. ووصف كيم محادثاته مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قبل يومين بأنها «مثمرة ورائعة»، فيما أكد الأخير أن بيونغيانغ سمحت لمفتشين بزيارة منشأة «بونغي-ري» للتجارب النووية، لتأكيد تفكيكها.
ولفت الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن إلى أن «نظاماً جديداً ينشأ في شبه الجزيرة الكورية»، مرجّحاً أن يزور كيم روسيا قريباً، على أن يتوجه الزعيم الصيني إلى بيونغيانغ.
وأعلن ناطق باسم الكرملين أن مسؤولين روساً دعوا كيم إلى زيارة موسكو، في موعد لم يُحدد، فيما ذكرت الخارجية الروسية أن نائب الوزير ناقش مع نظيرته الكورية الشمالية سوي سون هي تسوية الأوضاع في شبه الجزيرة، وتوصلا إلى اتفاق لتعزيز التنسيق الأمني في المنطقة.
وكان بومبيو توقّع أن يعيّن كيم نائب وزير الخارجية نظيرة لموفده الخاص الجديد إلى كوريا الشمالية، ستيفن بيجون، المدير التنفيذي السابق لشركة «فورد» الذي رافقه في جولته الآسيوية.
وأشار بيجون إلى أنه اقترح الاجتماع بنظيرته «في أقرب وقت»، فيما رجّح بومبيو أن تصبح الاجتماعات متكررة إلى حد كبير قبل قمة ثانية مرتقبة تجمع كيم بالرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية بأن «كيم أبدى رضاه عن محادثات مثمرة ورائعة مع مايك بومبيو، جرى خلالها تفهّم كامل للمواقف المشتركة، وتبادل للآراء».
وأضافت أن الجانبين اتفقا على إجراء محادثات في شأن قمة ثانية محتملة، في أقرب وقت. وتابعت الوكالة أن «كيم قوّم إيجاباً، مع بومبيو، الوضع المتطوّر في شبه الجزيرة، وشرح في شكل مفصل اقتراحات تسوية ملف نزع السلاح النووي والأمور التي تهمّ الجانبين، وتبادل معه آراء بنّاءة».
ونقلت الوكالة عن كيم ترجيحه أن يتطوّر الحوار بين البلدين في شكل إيجابي «على أساس الثقة العميقة بين زعيمي البلدين». وشكر ترامب لبذله جهوداً مخلصة لتنفيذ اتفاق أبرماه خلال قمتهما التاريخية في سنغافورة، في حزيران الماضي.
وكتب ترامب على «تويتر» أن بومبيو وكيم عقدا «لقاءً جيداً»، مضيفاً: «أتطلع للقاء الزعيم كيم مجدداً، في المستقبل القريب».
وأعلن بومبيو أن كيم «قال إنه مستعد للسماح لـ (المفتشين) بزيارة» منشأة «بونغي-ري»، للتحقق من تفكيكها، علماً أن وكالة الأنباء الكورية الشمالية لم تشر إلى هذه المسألة. ونبّه الوزير الأميركي إلى أن نزع السلاح النووي في كوريا الشمالية «عملية بعيدة المدى»، مستدركاً بـ «تحقيق تقدّم كبير». وأضاف أن البلدين «قريبان جداً» من تحديد موعد لقمة ثانية تجمع ترامب بكيم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة