الديمقراطي والاتحاد الوطني سيكونان في المقدمة وفقا لأحدث استطلاع
السليمانية ـ عباس كاريزي:
بدأت صباح اليوم الاحد عملية التصويت في انتخابات برلمان اقليم كردستان التي يشارك فيها 29 قائمة وكيانا سياسيا اضافة الى ثلاثة تحالفات عبر 709 مرشحين يتنافسون على 111 مقعدا هي مجموع مقاعد برلمان كردستان.
وبينما اعلن الاتحاد الوطني الكردستاني تحقيق نتائج ايجابية وفوزا لافتا في التصويت الخاص بمحافظة السليمانية وحلبجة وادارتي كرميان ورابرين، قال الحزب الديمقراطي انه حقق فوزا كبيرا في محافظتي اربيل ودهوك، والاقضية والنواحي التابعة لهما.
وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني قد اعلن خلال حملة الدعاية الانتخابية، ان الشراكة في حكم الاقليم كبلت يديه وعرقلت تنفيذ برامجه، لذا فانه يسعى للحصول على اكثر من خمسين بالمئة من اصوات الناخبين، ما سيمكنه من تشكيل الحكومة الجديدة بالإقليم منفردا، وهو امر مستبعد وفقا للمعطيات الراهنة.
ووفقا لأحدث استطلاعات اجرتها مراكز مستقلة فان الخارطة السياسية لن تشهد تغييرات كبيرة، سوى تبادل للمراكز بين الاتحاد الوطني وحركة التغيير وتراجعاً لافتا في اصوات الاحزاب الاسلامية، حيث سيبقى الحزب الديمقراطي في المرتبة الاولى يليه الاتحاد الوطني ثم حركة التغيير، ثم بقية الاحزاب.
بدوره قال المتحدث باسم مفوضية انتخابات كردستان شيروان زرار، ان نسبة المشاركة بالتصويت الخاص تجاوزت 91%، وان الاعلان عن النتائج سيكون بعد الانتهاء من التصويت العام.
واضاف زرار في مؤتمر صحفي، ان نسبة المشاركة في التصويت الخاص للدورة الخامسة لانتخابات برلمان كردستان بلغت 91.69%»، واردف « ان نسبة المشاركة بمحافظة اربيل بلغت 92% وفي السليمانية 89% وفي دهوك وحلبجة 93%.
واشار زرار الى ان الاعلان عن النتائج ستكون بعد الانتهاء من الاقتراع العام المقرر اجراؤه اليوم الاحد (30 ايلول 2018).
وكان التصويت الخاص لانتخابات الدورة الخامسة لبرلمان كردستان بدأ في الساعة الـ 8 من صباح يوم الجمعة، وانتهى في الساعة السادسة مساء، بمراقبة 25 منظمة محلية و5 منظمات دولية.
وكانت وسائل اعلام كردية قد نشرت نتائج غير رسمية للتصويت الخاص لانتخابات برلمان كردستان بينت تقدم الحزب الديمقراطي الكردستاني بحصوله على نحو 60 ألف صوت، تلاه الاتحاد الوطني الكردستاني بنحو 45 ألف صوت، ثم حركة التغيير ب تسعة الاف صوت.
وشمل التصويت الخاص قوات البيشمركة والقوات الأمنية بكافة صنوفها ضمن 99 مركزاً انتخابياً بواقع: 41 مركزاً في أربيل و37 في السليمانية و20 مركزاً في دهوك ومركز واحد في محافظة حلبجة.
وكان مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين قد ادان وبشدة الاعتداءات والانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون والفرق الاعلامية في يوم التصويت الخاص من قبل القوات الامنية ومنعهم من تغطية العملية الانتخابية، ودعا المركز الجهات المعنية باتخاذ الاجراءات القانونية ضد الذين مارسوا تلك الاعتداءات.
واضاف مركز ميترو انه وثق عدة اعتداءات وانتهاكات بحق الصحفيين في مدن السليمانية، واربيل، سوران وكويسنجق، خلال التصويت الخاص، محملاً الحكومة والقوات الامنية المسؤولية عن تلك الاعتداءات.
وبينما ادان مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين وبشدة الاعتداءات والانتهاكات التي تعرض لها الصحفيين والفرق الاعلامية في يوم التصويت الخاص من قبل القوات الامنية، التي منعتهم من تغطية العملية الانتخابية، دعا في الوقت ذاته الجهات المعنية باتخاذ الاجراءات القانونية ضد الذين مارسوا تلك الاعتداءات.
واضاف ان عملية مراقبة الانتخابات سواء من الصحفيين او الفرق الاعلامية، او من منظمات المجتمع المدني الوطنية منها والاجنبية تعطي للعملية الانتخابية مزيدا من الشفافية والمصداقية، واي عرقلة لهذه المراقبة تضع العملية الانتخابية برمتها في موضع تساؤل وتفقدها مصداقيتها.
وكانت اول انتخابات برلمانية شهدها اقليم كردستان قد اجريت عام 1992 بعد فشل المحادثات بين الجبهة الكردستانية انذاك والنظام السابق في 26/10/1991 التي تلت الانتفاضة الشعبية، حيث أقدمت الحكومة العراقية على سحب المؤسسات الادارية في مناطق كردستان، في مسعى منها لافشال حكم الجبهة الكردستانية، والذي خلق فراغاً إدارياً وقانونياً، ما حدا بالجبهة الكردستانية التي كانت تضم سبعة أحزاب وتدير السلطة في المنطقة، أن تتدارك الوضع وان تكون في مستوى مسؤولية مواجهة تلك الازمة السياسية والادارية والقانونية التي خلقها النظام في كردستان، وعليه فكرت الجبهة الكردستانية في إقامة نظام برلماني عبر انتخابات حرة مستقلة وديمقراطية بهدف إدارة هذا الاقليم ووضع سلطة القانون.
ولهذا الغرض شكلت قيادة الجبهة الكردستانية لجنة خاصة تألفت من 15 شخصا من القضاة والمحامين والحقوقيين وممثلي الاطراف السياسية داخل الجبهة الكردستانية، وقد أقرت الجبهة القانون الذي حمل الرقم (1) لسنة 1992 باسم قانون انتخابات المجلس الوطني الكردستاني– العراق.
وقد جرت اول انتخابات في الاقليم في 19/5/1992 بمشاركة نحو مليون مقترع كانوا يمثلون اكثر من ثلاثة ملايين مواطن، وكان اجمالي مقاعد برلمان كردستان حينها 105 مقاعد تمكن الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني من الحصول على مئة مقعد بنسبة 50 مقعدا لكل منهما، بينما حصلت كتلة الحركة الديمقراطية الأشورية على 4 مقاعد، واتحاد مسيحي كردستان حصل على مقعد واحد.