يدور جدل واسع عن احقية الحزبين الكرديين الديمقراطي والاتحاد الوطني بتولي مهام منصب رئيس الجمهورية وتنشغل الاوساط السياسية والاعلامية في بغداد وفي كردستان على حد سواء بهذا الجدل وتحاول اختزال الخلاف الكردي الداخلي حول هذا الموضوع بالاستحقاق الحزبي فيما تربط الاحزاب والتحالفات في بغداد هذه القضية بالمواقف المسبقة لهذين الحزبين من القضايا الخلافية مع المركز وابرزها ما يتعلق بالاستفتاء على استقلال اقليم كردستان الذي تبنى مشروعه رئيس الحزب الديمقراطي ورئيس الاقليم مسعود بارزاني وفي كلا الحالتين فان موضوع انتخاب رئيس الجمهورية يجب ان لا ينظر اليه من خلال هذه الزاوية الضيقة فالبلاد امام تحديات داخلية وخارجية كبيرة وسيجد اي رئيس منتخب امامه ملفات كثيرة تتطلب منه الالتزام بمبدأ المشاركة السياسية بما يحفظ وحدة العراق وحماية سيادته وصون كرامته واذا كان موضوع الاستفتاء اصبح خلف ظهور العرب والاكراد في هذه المرحلة فان تداعيات هذا الاستفتاء ستبقى قائمة مع معاودة الخلافات العميقة بين الاقليم والمركزفي قضايا اخرى تتعلق بتقاسم الموارد النفطية وحصة الاقليم من الموازنة المالية ومستقبل كركوك وقضايا اخرى تتطلب المزيد من التوافقات والاتفاقات الثنائية التي يمكن من خلالها ترسيخ الامن والاستقرار الذي يخدم مصلحة الطرفين في ان واحد ومن هنا فان الميل باتجاه المرشحين لايمكن حصره فقط في الزوايا الحزبية الضيقة او في زوايا الصفقات التي تحدث البعض عنها بشكل معلن وقد عودتنا تجارب السنوات السابقة ان التوجهات التي تحرص على المصالح الحزبية ستصطدم عاجلا ام اجلا بالمصالح الوطنية الكبرى وبالتالي فان الخوض في ميدان الصفقات لن يجلب الى العراق سوى المزيد من التعقيد والتشابك ويطيل من عمر الازمات والقضايا الخلافية التي يتم ترحيلها مع كل نهاية دورة انتخابية وعلى الجميع ان يدرك ان منصب رئاسة الجمهورية وان كان في مضمونه الدستوري منصبا فخريا وتشريفيا الا ان اوضاع العراق الحساسة والتحديات في الوضع الاقليمي وخصوصية العلاقة بين المركز والاقليم تحتم الاختيار الدقيق والفهم الواسع لدور رئيس الجمهورية في حاضر ومستقبل العراق
د. علي شمخي
ابعد من رئاسة الجمهورية !
التعليقات مغلقة