مكانه المقدس

رياض الغريب

المطرب العتيق
العتيق جدا
اختار لنفسه غرفة في طابق منسي
كرسيا
اسماه مكاني المقدس
مكان بعيد عن ضجيج الأغنية
قريب من سلة أحلامه
تلك التي ظل لسنوات طويلة
يجمع فيها أصوات المصفقين
ما كتبته يوما عنه صحافة الصباح
ما قالته المذيعة الجميلة
الأنامل التي أشارت أليه في الطرقات
العيون التي رغبته
وحسدته
لغرته التي تدلت قريبا من عينيه
لصوته الدافئ الحنين
غاب كل شيء
وأصبح مكانه المقدس
آخر الأشياء التي يحرص عليها
في الليل
يحضر المريدون
قلة هم
لكنه يكتفي بالجلوس
والنظر في عيونهم
يغمض عينيه
وبصوت ضعيف يغني
يغني
بينما كأس من الاسئلة
يرتجف بين يديه
بلا وتر
يغني
وحين يفتحهما
يكتشف المرارة في فمة
وحيدا يغني
بلا مريدين
يضحك من صوته
من كلمات الأغنية
من مكانه المقدس
في طابق منسي
.
.
انه
عبد الحسين اللامي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة