فؤاد العبودي:
اذا كان النقد الادبي او قراءة النص هي محاولة لأستجلاء القيمة الأعتبارية او سببيةالتحليل فأن صديقي الكاتب والناقد المعروف محمد جبير يتبع طريقة مبتكرة لاتشبه الطريقة التقليدية القريبة من الانطباع اكثر منها الى اكتشاف النص الذي هو نبض النقد مابين ( العلة والمعلول) …محمد جبير في قراءة النص السردي ورواية الروائي العراقي حميد الربيعي ( احمرحانه) هنا وهو يمضي كاشفا عن ثراء النص الروائي حسب محمد جبير وان حميد الربيعي قد امتثل واستنهض ابن الأثير بعدد طبقاته الى ملحمة ( جوانية) لبغداد وابطالها الذين يمطرهم بالتصورات والأخيلة وهو يتجول عبر شوارع ليست كما عرفنا فيها بغداد مترفة وسليلة لعصور البهاء والزهو وفي اعتقادي ان قراءة محمد جبير كانت عصية جدا حتى على من اطلع على رواية احمر حانه بتركيبتها التأريخية واللا تأريخية اي بمعنى ان استنهاض ابن الأثير وقيادته هي الخطوة المبتدأ نحو ماهية هذه ال( بغداد)بعمقها التأريخي وبالتالي اسقاط تلك التحولات المنحرفة الى جعلها اشبه بالخمارة ذات الالوان المتعددة وان بهرجها الاسطوري الذي كان لايمكن ان يصبح قاعدة هيلامية لهذا التحول في تأريخها الاجتماعي والفكري. والابتكار في طريقة محمد جبير النقدية او مااطلق عليه في كتابه ( قراءة النص السردي) تطبيق اجرائي في روايةحميد الربيعي….احمر حانه) يذكر محمد جبير في سياق القطع التأريخي والبنى المتحركة ان ( اؤلى المحفزات ايقونة الاسم التي احتلت اعلى صفحة الغلاف لما يمتلكه هذا الاسم( المؤلف) من رصيد في المنجز الروائي ) ويستطرد الناقد جبير: (لم يذهب حميد الربيعي الى التأريخ بوصفه مدونة او سجلا لاحداث الماضي انما بوصفه فعلا انسانيا قابلا للتجديد والبعث ثانية اذ يقوم من خلال هذا المنظور بأعادة خلق الحكاية،لا استنساخها او اعادة صياغتها؛لملائمتها لروح العصر وانما يسعى في كل عمل من أعماله الى أيجاد بنية خاصة بالنص السردي الذي يشتغل عليه في مختبره الخاص) .. ان القارئ الذي يقرأ لحميد الربيعي لا يعنيه ان تكون البنية العامة للرواية محصورة بين ( التقابل بين الواقعي والتخيلي بشقيه التأريخي والاسطوري ) بقدر مايريد المتلقي الابحار في الاحداث المتعاقبة والوقوف على ( ثيمة) العمل الروائي.. يجهد الكاتب محمد جبير نفسه في تنوير المتلقي- القارئ لطبيعة الغلاف دون اليقين بأن هذا المتلقي لايهمه ان كان الغلاف فيه من التأويل مافيه على اهمية الاخراج الفني (التصميم) الخارجي للغلاف دون الانتباهة الى ماوضع فيه المتلقي من التيه الذي هو في غنى عنه حيث يذهب جبير في قراءته السردية للغلاف (تشير المكونات التشكيلية لسطح الغلاف الاؤل اسئلة خارج يقينية الاسم تبدأ من العتبة( احمر حانه) وما ينتجه من دلالات خارج المكون ، مكون نصيةالعتبة ، متوافقا مع المكنونات الثقافية للمتلقي) …. ولا ادري كيف استقى او حصل على الاستشعار من جانب المتلقي الثقافي انا فقط ناقشت طريقة محمد جبير النقدية وهي بالتأكيد طريقة جديدة واستثنائية ووددت لو اطلعت على الرواية لقلت انه أطنب كثيرا في جعل احمر حانه احدى الروايات المهمة جدا……وسأقف هنا حتى يتسنى لي قراءة الرواية المذكورة ولي عودة