نينوى ـ الصباح الجديد:
كشفت مصادر محلية في محافظة نينوى، امس الجمعة، عن نفاد جميع البضائع والادوية والمواد الغذائية المستوردة في اسواق مدينة الموصل، وفيما اشارت الى إغلاق جميع الطرق المؤدية للأخيرة، وجدت ان ما تمر به مدينة الموصل من ازمات هو فرصة مواتية لتحرير نينوى من عصابات داعش.
وقال رئيس اسناد ام الربيعين زهير الجلبي لـ “الصباح الجديد” ان ” جميع الطرق المؤدية الى الموصل مغلقة الا طريق سوريا او ما يسمى بطريق (داعش) فانه مفتوح ولكنه طريق قتل، اضافة الى ان سوريا نفسها ومن بينها المناطق السورية المحاذية للعراق تعاني اصلا من عجز في المواد الغذائية “.
واضاف ” كما ان طريق دهوك الى الموصل مغلق وكذا الحال مع طريق اربيل وكذلك طريق بغداد، اضافة الى ان مسلحي “داعش” عندما تدخل اي مواد غذائية فانهم يفرضون عليها رسوماً بمبالغ عالية تدفع التجار للعزوف عن نقل بضاعئهم الى داخل الموصل”.
وتابع الجلبي ان” كيس الرز الذي كان يباع بـ 35 الف دينار اصبح الآن يباع بـ 90 الفا، هذا اضافة الى ان رواتب السكان لم يتسلموها منذ اشهر، وكذلك عدم توفر فرص للعمل ؛ وان الرواتب ان وجدت فهي قليلة بالمقارنة مع الارتفاع الكبير في الاسعار”.
واوضح ان ” سعر لتر البنزين والكاز اصبح بالفي دينار وان اجرة الشاحنات من بغداد الى الموصل ارتفعت من نصف مليون الى 10 ملايين دينار، وان التجار باتوا مرغمين بدفع آتوات للدواعش والمسلحين وقطاع الطرق”.
ولفت الجلبي الى ان ” الطرق غير الرسمية لايصال البضائع غالباً ما تكون عالية الكلفة والآن اصبحوا في حيرة من امرهم في ظل غياب الحصة التموينية”.
واشار الجلبي، الى ان “مسلحي داعش يأخذون الاتاوات من الكسبة من اصحاب ( البسطات ) ما ادى الى ان يصل سعر المتر بالنسبة لبسطات البائعين الجوالين الى 100 دولار والمترين بـ 200 دولار، وانهم يجبرون السكان على دفع الزكاة في احد الجوامع”، منوها الى ان “احد المواطنين اعترض على شحة المواد الغذائية فقال له احد الدواعش ان الرسول كان يشد حجراً على بطنه لمواجهة المجاعة”، مضيفا ان “الاهالي كانوا يلجأون الى النهر لاسيما في منطقة سد الموصل لغرض الصيد وتحصيل الرزق، اما الآن فلا يوجد ذلك النشاط اضافة الى ان المستشفيات فارغة من جميع الادوية”.
وانتقد الجلبي اهالي الموصل لما اسماه تقاعسهم عن مواجهة داعش بالقول “انهم لا يحتجون على داعش ولا يخرجون في تظاهرات ضده وان نصف اهل الحي العربي هم من الدواعش، حتى ان بعض السكان اطلقوا عليه (حي الدواعش) ويضم كثيراً من البعثيين وجيش النقشبندية”، نافياً اي تأثير لما يقال عن تشكيل كتائب لمواجهة تنظيم “داعش”.
ولفت الى ان ” اهالي الموصل في حال يرثى لها وان الفرصة مؤاتية لتغيير الوضع “.
من جانبه اشار عضو مجلس محافظة نينوى غزوان الداودي في حديث لـ ” الصباح الجديد” الى عدم تحرك منظمات الاغاثة الدولية وكذلك منظمات الاغاثة التابعة للحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان لمساعدة اهالي الموصل بسبب سيطرة داعش عليها.
ويقول بهذا الصدد” بسبب سيطرة داعش على المؤسسات في مدينة الموصل فان جميع المنظمات الدولية او المحلية لا تساعد من بقي في داخل الموصل في ظل عدم امكانية التعامل مع الوضع داخلها من الناحية الامنية خوفاً على انفسهم” مردفاً “حتى الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم عاجزة”، مبينا انه “حتى مناطق سهل نينوى التي كانت مؤمنة فانها اصبحت في مشكلة كبيرة بعد انسحاب البيشمركة وسيطرة “داعش”.
وكانت مصادر مطلعة اكدت ان ” اسواق الموصل شهدت نفاد جميع البضائع والمواد الغذائية المستوردة وبالاخص الالبان ومشتقاتها وكذلك البيض”، واشارت الى ان “المدينة بدأت تعتمد على المنتج المحلي”، وبينت أن “جميع حقول الدواجن قد اغلقت ابوابها في المدينة وذلك بسبب نفاد الدواجن”.
مصادر: نفاد المواد الغذائية والادوية بعد اغلاق ” داعش” جميع الطـرق المؤديـة الـى الموصـل
التعليقات مغلقة