أضخم مناورات عسكرية تنفذها روسيا منذ العام 1981
متابعة ـ الصباح الجديد:
عرضت البحرية الروسية أمس الاول الجمعة ، قوتها في اليوم الرابع لأضخم مناورات عسكرية تنفذها روسيا منذ العام 1981، كما أعلنت وزارة الدفاع استخدام صواريخ «غير مرئية»، خلال المناورات البرية في سيبيريا الشرقية.
وأشارت الوزارة الى أن مجموعة تكتيكية ضاربة من سفن أسطول المحيط الهادئ، نفذت تدريبات تختبر التعاون مع سفن مضادة للغواصات العاملة في المنطقة، في إطار مناورات «فوستوك (الشرق) 2018» التي تُختتم بعد غد، ويشارك فيها 300 ألف جندي وأكثر من ألف مقاتلة، إضافة إلى قوات صينية ومنغولية.
وبثّت الوزارة تسجيلاً مصوّراً، أفاد بمشاركة نحو 20 سفينة حربية في المناورات، بينها الطراد «فارياغ» وسفينتان ضخمتان مضادتان للغواصات.
وأعلنت الوزارة أن سفناً حربية تابعة لأسطول الشمال، نفذت تدريبات في بحر بيرنغ شمال شرقي روسيا، شكّلت محاكاة لعملية إنقاذ. وأضافت أن المدمّرة «الأميرال كولاكوف» شاركت في التدريبات، إضافة إلى سفينتَي الإنزال «ألكسندر أوتراكوفسكي» و»كوندوبوغا» وسفينة الإنقاذ «بامير» وكاسحة الجليد «إيليا موروميتس».
وأظهر تسجيل مصوّر آخر عشرات من المظليين وهم يقفزون من طائرة وينزلون من مروحيات، مستخدمين حبالاً، إلى منطقة زابايكالسك في سيبيريا. كما بثّت الوزارة تسجيلات مصوّرة لصواريخ أرض – جوّ بعيدة المدى تُطلق من نظام «أس-300» ونظام صواريخ «بوك» متوسطة المدى.
في الوقت ذاته، أعلن قائد فرقة الدفاع الجوي 76 العقيد سيرغي تيخونوف، أن الجيش الروسي استخدم في المناورات «صواريخ غير مرئية» تتفوّق في مواصفاتها على مثيلاتها في العالم.
وقال إن التجارب على هذا النوع من الأسلحة أُنجِزت في ميدان للتدريب في جمهورية بوراتيا في سيبيريا الشرقية، مشيراً إلى أن القيادة العسكرية قررت زيادة تعقيد المهمات في التدريب وعدم حصرها باستخدام الصواريخ التقليدية. وتابع أن القوات الروسية استطاعت أثناء التدريبات، إسقاط صواريخ مجنّحة حقيقية، لافتاً الى «صعوبة المهمة».
الى ذلك، اعترضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على تحليق قاذفتين روسيتين فوق منطقة دفاعية أميركية. وأشارت قيادة الأمن الجوي للولايات المتحدة وكندا (نوراد) الى مرافقة القاذفتين الاستراتيجيتين، بعد «رصدهما بصرياً واعتراضهما» من مقاتلتَي «أف-22» من ألاسكا.
وتابعت أن القاذفتين بقيتا في المجال الجوي الدولي ولم تدخلا المجال الجوي الكندي أو الأميركي. وقال قائد «نوراد» الجنرال تيرينس أوشونسي، إنه لا يرى الحادث «جزءاً مباشراً من (مناورات) فوستوك، مع أنه مرتبط بها الى حد كبير».
سكريبال
على صعيد آخر، ندد الكرملين باتهام موسكو بالكذب، بعدما بثّت شبكة «روسيا اليوم» مقابلة لروسلان بوشيروف وألكسندر بيتروف اللذين اتهمتهما لندن بأنهما عميلان لجهاز الاستخبارات العسكرية الروسي، وبتسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته في مدينة سالزبوري الإنكليزية. وأكد الرجلان براءتهما، وشددا على أنهما زارا سالزبوري بصفتهما سائحَين.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «اتهام روسيا بالكذب بعد تصريحات مواطنين روسيين، أمر سخيف. إنهما مجرد مواطنين، ولا علاقة لهما بالحكومة الروسية».
وأضاف أنه لم يشاهد المقابلة ولا يعرف هل شاهدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزاد: «ليس مقبولاً الربط بين القيادة والدولة في روسيا، بما حصل في سالزبوري. (الرجلان) لم يخالفا أي قوانين في روسيا ولا نعرف رسمياً هل خالفا أي قوانين في مكان آخر في العالم».
وأثارت المقابلة سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، بينها قول وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت: «آخر مرة أعلن فيه الجيش الروسي أنه يمضي عطلة، كانت عندما اجتاح أوكرانيا عام 2014».
وأثارت وسائل إعلام روسية شكوكاً في رواية الرجلين، إذ لفتت صحيفة «كومرسانت» إلى أن الرجلين لم يبرزا جوازَي سفرهما ولم يقدما تفاصيل عن حياتهما الخاصة أو عملهما. وأشارت الصحيفة الاقتصادية «آر بي كي» الى أنها لم تعثر في سجل الشركات الروسية على شركة باسم بوشيروف وبيتروف، علماً أنهما قدّما نفسيهما على أنهما «مستثمران صغيران» في «تجارة اللياقة البدنية».
ولفتت الى أن «السائحَين» لم يتمكّنا من إثبات وجودهما في كنيسة سالزبوري، ولو بصورة. واعتبرت المحللة السياسية تاتيانا ستانوفايا، أن المقابلة تعطي «صورة تتعارض تماماً مع صورة عناصر الاستخبارات في أفلام جيمس بوند»، مشيرة الى أن الهدف هو الإقناع بأنهما لا يمكن أن يكونا عميلَي استخبارات روسيَّين.
إلى ذلك، أفيد بأن السلطات الهولندية اعتقلت روسيَين بشبهة أنهما جاسوسان كانا يعتزمان قرصنة مختبرات معهد «سبيز» السويسري للحماية من التهديدات والأخطار الذرية والبيولوجية والكيماوية. وأُبعد المشبوهان إلى روسيا قبل أشهر، علماً أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كانت كلفت المختبر تحليل عينات أحضرت من سالزبوري.
وذكرت ناطقة باسم جهاز الاستخبارات السويسري، أن «السلطات السويسرية على علم بقضية جاسوسَين روسيين ضُبطا في لاهاي ثم طردا منها».