بغداد – الصباح الجديد:
الدمى المتحركة عبارة عن مجسمات صناعية يتحكم في حركاتها شخص، إما بيده أو بخيوط أو أسلاك أو عصي.
وتمثل الدمية شخصا أو حيوانا أو نباتا أو شيئا من الأشياء. وتتقمص أدوارا في مسرحيات تعرف باسم عروض العرائس. ويسمى الشخص الذي يقوم بتحريك الدمى محرك الدمى. يصنع كثير من الأطفال دمى من المواد الرخيصة كالقماش والخشب، أو من أشياء كعلب الألبان الفارغة أو الخرق البالية. ويقومون كذلك بتأليف عروض العرائس ثم يحركونها، ويعملون على تغيير أصواتهم مع تغيير الشخصيات.
ويمكن استعمال منضدة أو رف كتب كمنصة لعرض العرائس. كما يمكن أن يعمل محرك الدمى من وراء غطاء أو شرشف، يشده بعرض الجزء السفلي من فتحة باب. ويتوارى خلفه فلا يرى المشاهدون غير الدمى المتحركة التي تظهر بالجزء الأعلى من فتحة الباب.
يوجد ثلاثة أنواع رئيسة من الدمى المتحركة هي
• الدمى المتحركة باليد
• الدمى المتحركة بالخيوط «الماريونيتات»
• الدمى المتحركة بالعصي. ويشتمل كثير من العروض على أكثر من نوع من أنواع الدمى المتحركة.
البطل الأساسي في هذه العروض المسرحية هي العرائس، وليس شخصيات بشرية، كما يوجد في بقية أنواع المسرحيات.
اهتم الإنسان بالدمى منذ عصور ما قبل التاريخ، حيث وجدت آثار تمثل الدمى في بلاد ما بين النهرين يعود تاريخها إلى الألف السادس قبل الميلاد، وما زال المنقبون بين الآثار يعثرون على دمى صغيرة تمثل شتى الحيوانات، كما عثر في مصر على دمى ذات أذرع وأرجل متحركة.
يقال أن البداية الحديثة لمسرح الدمى ترجع إلى مسرح خيال الظل، والذي كان أول من قام بتشخيصه رجل عراقي، رحل إلى مصر في أعقاب الغزو المغولي، ويدعى ابن دانيال الموصلي، الذي غادر مصر شاباً سنة 665 هـ وعمره 19 ربيعاً، وكان قد ذاق المرارة والألم نتيجة احتلال المغول الغزاة، مما أورثه مقدرة كبيرة على السخرية والتهكم مع الدعابة. وكانت من أهم مسرحياته: طيف الخيال، والمتيم والصانع اليتيم، وعجيب وغريب.
أما طريقة أداء هذه المسرحيات فقد كانت على بساطتها غاية في الذكاء والإبداع، فمثلاً كانت تصنع الشخصية من الجلد والورق المقوى، وتكون على شكل عرائس وأشخاص، وتوضع خلف ستار أبيض، ومن خلفها مصباح. فينعكس ظل تلك النماذج على الستار، ليراها المشاهدون من الجهة الأخرى، وفي الوقت نفسه يختفي مقدم التمثيلية خلف الستار في الظلام، وتحرك اللعب بالعصا والخيوط وتردد بعض العبارات التي تنطبق على الحركة.
ومن أنواع الدمى، الدمية التي تلبس باليد كالقفاز وتحركها الأصابع، وهذه تظهر من فوق الستار وليست من خلفه.
في عالم الدمى المتحركة تختلف أصوات الممثلين وتتميز وفقا ً للدور الذي تؤديه، لذلك يقوم محركو الدمى بالتكلم من حناجرهم أو أنوفهم، فيبدو صوتهم رفيعاً، أو عريضاً. وذلك حتى يتم اجتذاب سمع المشاهد أكثر.
ظهر مسرح العرائس قديما عند المصريين القدامى (الفراعنة)، والصينيين، واليابانيين ( مسرح بونراكو)، وبلاد ما بين النهرين وتركيا. بيد أن اليابانيين تفننوا فيه حتى أصبح مسرح العرائس إحدى أدوات التعليم والتلقين، فهم من الأوائل الذين أتقنوا هذا النوع من المسرح، حيث يتهافت عليه الصغار والكبار من دون استثناء.
في الغرب، لم يعرف الناس مسرح الطفل، إلا بعد أن تعرفوا مسرح العرائس والماريونيت. فكان اللاعبون ينتقلون باللعبة ويتجولون بها من مكان إلى مكان آخر، ومن منطقة إلى منطقة أخرى، وكانوا يرتادون المدن والقرى النائية لإسعاد الصغار والكبار على حد سواء. ومازال الاهتمام بالماريونيت في الغرب ساري المفعول إلى يومنا هذا.
أما إذا انتقلنا إلى العالم العربي والإسلامي في العصور الوسطى، فلم يظهر مسرح الدمى والعرائس والكراكيز إلا في القرن الرابع عشر الميلادي في تركيا والعراق. وانتقل بعد ذلك إلى الشام ومصر وبقية الدول العربية والإسلامية.
يقول الباحث العراقي عمر محمد الطالب- انه امتداد للقره قوز لوجود تشابه كبير بين عرائسهما، مع الاختلاف الموجود بينهما من حيث التوجيه والإحساس بالشكل الشعبي. ونوع النصوص المستخدمة فيهما. ومن خلال كل قصة تظهر أحداث مضحكة وتقليدية مثيرة للضحك.
وفي عروض مسرح العرائس يختبئ «المخرج» تحت طاولة ويحرك الدّمى بالخيوط الممدودة من أسفلها التي تحمل الدمى، أما عن مواكبة فن العرائس لتطور العصر الحديث فستبدل المخرج الطاولة بلوح خشبي يقف خلفه، ويُدخل يديه في الدمى ويحركها بأصابعه فوق لوح الخشب، ويتكلم عن لسانها بأصوات متعددة حيث يضع في فمه جهازاً يُغير الصوت.
الدمى ارتبطت بنحو كبير بالأطفال والاعمال الموجهة إليهم لكن قد يكون مسلسل استعراض الدمى والبطل الضفدع كيرمت والبلطة بيغي اشهر دمى في العالم ولم يكن موجها للأطفال تحديدا، لذلك فقد تابعه الجهور بشتى الاعمار لما حمله من أفكـار ومواقـف كوميدية جميلة.