حذّر من أزمة قيادة تواجه العراق والإقليم على حد سواء
السليمانية – الصباح الجديد – عباس كاريزي:
بينما استهل وفد مشترك من الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي جولة جديدة من المباحثات بهدف تشكيل الكتلة الاكبر في بغداد اليوم الاحد، اكد رئيس مركز ستاندارد للدراسات والاعلام مسعود عبد الخالق، ان الولايات المتحدة الاميركية تضغط على الكرد للتخلي عن كثير من شروطهم التي وضعوها لقاء المشاركة في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة.
واضاف عبد الخالق في حديث للصباح الجديد، ان ممثل الرئيس الاميركي للحرب على داعش بريت مكغورك وجه تهديدات مبطنة الى رئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني، في حال رفض الاخير الانضمام الى التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة والذي يدعم حصول رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي على منصب رئيس الوزراء لولاية ثانية.
وحول موقف القيادة الكردية من الضغوطات التي تمارسها الولايات المتحدة على الكرد في الحكومة المقبلة، ايد عبد الخالق رفض رئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني الانصياع الاعمى وراء الاملاءات الاميركية، التي تضغط لمشاركة الكرد في تحالف ينضم اليه رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، لافتا الى انه ينبغي على الكرد، ان يكون لهم موقف مستقل غير منقاد لهذا الدولة او تلك.
وتابع عبد الخالق، ان العلاقات بين الولايات المتحدة والاقليم لم تتدهور وانما التراجع الذي شهدته اقتصر على الاطراف التي تبنت اجراء الاستفتاء، وما البيان الاخير للولايات المتحدة الذي يظهر التزامها ببقاء ثوابتها تجاه الكرد في العراق، الا دليل واضح على انها تنتظر ان يقدم الكرد بديلاً عن الاحزاب التقليدية التي تحكم الاقليم منذ 27 عاماً، واردف «ان الولايات المتحدة تراعي عدم التدخل في شؤون الاقليم، الذي قال انه فقد عقب اجراء الاستفتاء جزءاً من حجمه في السياسية الخارجية الاميركية داخل العراق».
وبين عبد الخالق، ان مكغورك وجه تحذيرات شديدة اللهجة الى بارزاني من مغبة التردد والمساومة، وطالبه بالتخلي عن شروطه للمشاركة في الجبهة التي تختارها الولايات المتحدة في العراق لتشكيل الحكومة المقبلة، الامر الذي رفضه بارزاني وقال لمكغورك «انا لا اسمح بان تكلمني بهذه الصيغة».
واضاف عبد الخالق، ان الكرد لن يتمكنوا في ظل التشرذم السياسي الموجود والذي سيبقى، من تحقيق اي قدر من المطالب والشروط التي يطالبون بها، في العراق، هذا الى جانب بروز الانقسام الطبقي على صعيد الاقليم، واستيلاء طبقة معينة على ثروات ومقدرات الشعب بينما تعاني طبقات اخرى من الفقر والعوز والحرمان.
واشار الى ان جميع الوفود الكردية المفاوضة تحمل جملة من الشعارات الرنانة معها الى بغداد، تغلف بها مصالحها الحزبية والشخصية، وان اغلب جولات التفاوض السابقة واللاحقة لن ينتج عنها سوى حصول بعض الاحزاب على الامتيازات والمناصب، على حساب المصالح العليا لشعب كردستان.
وبينما ايد عبد الخالق بقاء علاقات الكرد مع ايران والابتعاد عن تركيا وتوجهاتها التوسعية في المنطقة، التي تكن العداء القومي للكرد، اكد ضرورة بقاء الكرد في المحور الذي تدعمه وتختاره الولايات المتحدة ليرسم مستقبل العراق السياسي.
ولفت عبد الخالق، الى ان السنوات 27 السابقة من حكم الاحزاب السياسية الكردية للاقليم تشير دون مجال للشك، الى ان القيادة الكردية الحالية واغلب وفودها المفاوضة فشلت في الاستناد الى القانون الدولي او الى مشروع مدروس او استراتيجية مرتكزة على اسس قانونية ودستورية خلال جولات حواراتها، وان جميع جولات المباحثات السابقة، لا تعدو كونا اهدار للوقت والجهد دون جدوى.
واشار عبد الخالق الى بروز ازمة اخرى حقيقية الان في كردستان يشهدها الاقليم والعراق على حد سواء في القرن الحادي والعشرين، والتي تتمثل بعدم قدرة المجتمعين الكردي والعراقي على حد سواء، على انتاج قادة وكوادر اكفاء جدد على غرار الاخرين، الذي قادوا الحركة السياسية الكردية والعراقية خلال القرن العشرين المنصرم، وهو ما اكد انه ادى الى احداث خلل وفتور في العلاقة فيما بين الاحزاب السياسية من جهة وبين الاحزاب والشعب من جانب اخر.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية، قد اصدرت بياناً بشأن الاتصال الهاتفي الذي جرى مساء الخميس بين وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو، ورئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني، مشيرةً إلى أن الولايات المتحدة تأمل رؤية حكومة قوية تضم جميع المكونات وتخدم جميع الشعب العراقي.
وقال البيان إن «وزير الخارجية، مايك بومبيو، اكد خلال حديثه مع بارزاني، أن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة عملية عراقية (شأن عراقي) يجب أن تجرى وفقاً للجداول الزمنية والدستورية وان تكون انعكاساً لإرادة الناخبين العراقيين».
في غضون ذلك وصل وفد مشترك من الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني مساء امس السبت إلى بغداد، لعقد اجتماعات مع الأطراف السياسية العراقية.
وقال عضو المكتب السياسي المتحدث باسم الحزب الديمقراطي محمود محمد، إن الوفد المشترك سيجتمع مع جميع الأطراف السياسية العراقية، وسيناقش تشكيل الحكومة الجديدة، وسيكشف عن شروط الكرد من أجل المشاركة في الكابينة الحكومية الجديدة، للقادة والأطراف السياسية العراقية.
ومن الشروط الأساسية للكرد، للمشاركة في الحكومة الجديدة، عودة قوات البيشمركة إلى كركوك والمناطق المتنازع عليها، وتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي، وضمان حصة إقليم كردستان من الموازنة العراقية البالغة 17%، وتصدير وبيع النفط من دون العودة إلى بغداد.