صحفيو الإقليم ضحايا غياب القوانين وعدم تطبيقها
السليمانية ـ الصباح الجديد ـ عباس كاريزي:
اكدت منظمة السلام والحرية المختصة بالدفاع عن حرية الرأي والتعبير، استمرار حصول انتهاكات واسعة ضد النشطاء والصحفيين في الاقليم من قبل السلطات.
وقال هيوا عمر نائب سكرتير المنظمة في تصريح للصباح الجديد، عقب مؤتمر صحفي عقده، ان المنظمة تعمل منذ اربع سنوات على مراقبة التجاوزات الحاصلة ضد حرية التعبير وحقوق الانسان وحرية العمل الصحفي في الاقليم.
واضاف عمر ان المنظمة نظمت الاربعاء مؤتمرا بمشاركة ممثلين عن منظمات المجتمع المدني ونقابة الصحفيين وشخصيات اعلامية واكاديميين لمناقشة واقع العمل الصحفي والسبل الكفيلة بالمنع والتصدي للتجاوزات المستمرة بحق الصحفيين والانتهاكات الحاصلة لحقوق المواطنين في التظاهر والتعبير عن آرائهم بحرية.
وتابع ان المؤتمر خرج بتوصيات مهمة تمثلت، اولا بالمطالبة بمحاسبة المتورطين بقضايا قتل والاعتداء على الصحفيين وانتهاك حرية التعبير، ثانيا، المطالبة بتعديل القوانين وتطبيق قانون حق الحصول على المعلومة وحق التظاهر، واضاف عمر ان المؤتمر طالب كذلك بتطبيق القوانين الصادرة من قبل برلمان كردستان ومحاسبة الجهات التي ترفض الالتزام بها، واردف كما طالبنا بتأهيل افراد ومسؤولي الاجهزة الامنية وحثهم على احترام حقوق الصحفيين والاعلاميين التي كفلتها القوانين.
واكد ان منظمته سجلت في الاشهر الستة الاولى من العام الحالي 2018 اكثر حجم للتجاوزات بحق الصحفيين ومنظمات المجتمع المدني، عادا اصدار قانون تنظيم التردد الصادر عام 2014 اكبر تجاوز على حرية التعبير في الاقليم لأنه يمنع السلطات حق اغلاق اي قناة من دون تقديم اسباب مقنعة.
واضاف ان المنظمة سجلت في الاشهر الستة الاولى من عام 2018 الجاري 169 تجاوزا حصلت بحق 172 صحفيا وناشطا مدنياً في الاقليم، كما تم اغلاق ومنع 14 قناة اعلامية من البث، واعتقال 24 صحفيا وبينما تلقى الصحفيون والقنوات الاعلامية عشرات التهديدات التي سجلت ضد الصحفيين.
واضاف عمر انه لا توجد ارادة حقيقية لدى السلطات لمنع الاعتداءات والتجاوزات المتكررة بحق الصحفيين، مضيفاً ان السلطات تعمل بنحو مستمر على التغطية والتستر على المتجاوزين.
واضاف، ان السلطات تمنع تطبيق قانون رقم 11 لحق الحصول على المعلومة الصادر في حزيران عام 2013 الذي لم يدخل حيز التنفيذ لحد الان، بينما ترتكب السلطات لحد اعداد هذا التقرير الكثير من التجاوزات بحق الصحفيين والاعلاميين والقنوات التلفزيونية.
وكانت المنظمة قد عقدت بالتعاون مع منظمة كير النرويجية في محافظة اربيل امس الاربعاء مؤتمرها السنوي الرابع وسلط خلاله الضوء على الانتهاكات والتجاوزات التي تحصل بحق الصحفيين والنشطاء ومنظمات المجتمع المدني.
ويشير اقليم كردستان سنويا الى حصول العديد من الاعتداءات والانتهاكات بحق الصحفيين ونشطاء المجتمع المدني ومازال ملف مقتل خمسة صحفيين خلال الاعوام المنصرمة في ظروف غامضة مسجلا ضد مجهول، بعد ان عجزت السلطات من العثور على الجنات الحقيقيين. وكانت وكالة روج نيوز قد احيت يوم الاثنين المنصرم في محافظة السليمانية الذكرى الثانية لاغتيال مراسلها في دهوك ودات حسين، الذي اختطفته مجموعة مسلحة وسط محافظة دهوك وقتلته بدم بارد ورمت جثته على قارعة الطريق في المحافظة، بعد ان رفض الصحفي ودات حسين ترك عمله في قناة روج نيوز التي يعدها الحزب الديمقراطي مقربة من حزب العمال الكردستاني.
و القى رئيس مركز ميترو للحريات الصحفية دياري محمد كلمة قال فيها ان السلطات لم تنوِ اساساً القاء القبض على المتهمين و تقديمهم الى القضاء، و مازال ملف ودات كما ملفات جميع الصحفيين راكداً في المحاكم من دون الكشف عن القتلة.
و اشار محمد الى ان كل ما تفعله السلطات حتى الان هو اغلاق قضية ودات و تحريفها و اخفاء معطياتها.
بدورها قالت الصحفية نياز عبدالله ان، اقليم كردستان يمر في مرحلة خطيرة، واصبح الاعلام بمنزلة مؤسسات استخباراتية، مؤكدة انه لا خيار امام الصحفيين الاحرار سوى المقاومة، والاصرار على مواكبة الحقيقة وكشف الفساد والمفسدين.
وشككت عبد الله في السلطات ومصداقية القضاء والمحاكم، مبينة ان صمت القضاء حيال ملفات اغتيال ودات و زملائه الاخرين اشارة واضحة الى ماهية القتلة و طبيعتهم.