في صباح يوم جديد من عام 2004، مرر أحد المنتسبين ورقة طويت مرتين لكيلا يعرف أحد ماذا كتب فيها، سجل مدير التحرير رياض شابا اسمه تلاه ابراهيم عبد الرحمن مدير القسم الفني، وواثق صادق، ومحمود خيون، وعبد الستار البيضاني، وتركي كاظم جودة، ورسام الكاريكاتير احمد الربيعي رحمه الله، وبقية العاملين الاخرين في قسم التحرير والاقسام الاخرى المتقاربة من بعضها، الذين كانوا منهمكين في العمل. حتى جاءتني الورقة لكي أسجل اسمي فيها من دون ان تتاح لي الفرصة ان اقرأ ما ورد فيها من أسماء، او ان اعرف الغاية منها.
ذلك الشيء المبهم والذي كان يدور في سرية تامة، فاحتفظت به في قرارة نفسي، وان لا ابوح به، ولكني تساءلت بشيء من الغبطة .. ربما سيوجه لنا رئيس التحرير اسماعيل زاير كتاب شكر على عملنا الدؤوب والمتواصل الى ساعة متأخرة من الليل، او قد يمنحنا مكافأة نقدية، في ظل ظروف مادية متاحة ومؤاتية من كل الجوانب، وكرم رئيس التحرير مشهود به للقاصي والداني.
مرت الايام السبعة، ورئيس التحرير منشغل جدا في اجتماعات متواصلة مع المسؤولين في هيئة الاعلام، وفي ذات الوقت سعى الى استئجار المقر البديل للجريدة قرب شربت الطارق بمنطقة الوزيرية، وجرى العمل على نقل بعض الاضابير الخاصة بالعاملين الذين سيكونون الهيئة المنتخبة لاصدار الوليد الجديد، جريدة “الصباح الجديد”.
فما اشبه اليوم بالبارحة .. منتسبو “الصباح الجديد” يعملون كخلية نحل بهمة ونشاط، استعدادا لاصدار العدد 4000 ، ما يذكرني في اليوم الاول لانتقالنا الى المقر الجديد للجريدة لاصدار العدد ( صفر )، ورئيس التحرير اسماعيل زاير لا يكل ولا يمل من الصعود الى غرفة ادارته، نزولا الى اقسام التحرير والتحقيقات والمحلية والثقافة والرياضة، طالبا باوامر صارمة من هيئة التحرير ان يكون الجميع على اهبة الاستعداد لاجتياز اول امتحان لهم في اصدار هذا العدد، الذي سيكون باكورة للعدد الاول ويليه العدد الثاني، حتى وصلنا اليوم الاربعاء الى العدد 4000 وهو يزهو كما زها العدد ( صفر ) في اجمل طباعة، وإخراج، وتصميم، وانتقاء للمواضيع الجذابة للقارئ، الذي واصل اقتناء الجريدة من ذلك اليوم وحتى يومنا هذا .
بقي ما كتب في الورقة سرا من الاسرار، حتى جاءت المصادفة ان كنا مجموعة من العاملين الاوائل في الجريدة في جلسة استراحة في حديقة الجريدة، ودار الحديث عن جريدة الصباح التي كان يرأس تحريرها اسماعيل زاير، وانشطرت لتكون الصباح الجديد، حتى قال الزميل (ابو انجيلا) هل تذكرتم الورقة التي مررت علينا قبل استقلالنا عن الصباح، مضيفا: اكيد ان ما خطر ببالي خطر ايضا ببالكم وظنكم ان رئيس التحرير سيصرف لنا مكافأة لإخلاصنا في عملنا، قلنا نعم هذا ما ظنناه، وزاد بالقول ضاحكا .. لقد سجلت في الورقة اسماء من كان يسعى رئيس التحرير الى ان يكونوا الهيئة الجديدة والملاك الجديد لجريدة ” الصباح الجديد”، وهذا ما تحقق فعلا، اننا النخبة التي ارادها اسماعيل زاير أن تكون معه لترافقه رحلته الجديدة مع صباح جديد.
سامي حسن
ما اشبه اليوم بالبارحة
التعليقات مغلقة