بغداد – الصباح الجديد:
كشفت الاجهزة الامنية المختصة، عن شبكة متخصصة في الغش الدراسي للمراحل المنتهية وبمالبغ كبيرة تصل الى 300 دولار للمادة الواحدة».
مثل عدد من المتهمين امام قاضي محكمة الكرخ شكلوا عصابة محترفة اقدمت على انشاء مركزا للغش يقوم بارسال الحلول لطلاب المراحل المنتهية مقابل مبالغ مالية تصل الى 300 دولار عن الامتحان الواحد.
وتتم عمليات الغش عبر منظومة متطورة تحتوي اجهزة اتصال وشرائح مشفرة تربط بواسطة سماعات صغيرة الحجم يصعب اكتشافها استوردها المتهمون من الصين وتعمل الاجهزة وفق تقنية عالية لا يمكن ان تتأثر بالتشويش بحسب اعترافات المتهمين الذين كشفوا عن قيامهم ايضا بإمكانية ارسال شخص يؤدي الامتحان بدلا عن أي طالب يرغب ويكون مشابها له في الشكل لقاء مبلغ من المال.
المتهمون الماثلون امام محكمة تحقيق الكرخ من محافظات عدة جمعتهم مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات المخصصة لهذا الغرض، لم يستطيعوا اكمال جميع الامتحانات الا انهم تمكنوا من ادارة عمليات الغش في المواد الاولى في الامتحانات الاخيرة.
ويقول المتهم {م ، م} والبالغ من العمر 34 عاما تولدت لدي فكرة ان اقوم بحل الاسئلة للطلاب في المراحل المنتهية كوسيلة للكسب وفي العام 2015 قمت بشراء جهاز هاتف وسماعة صغيرة توضع في الاذن وكنت اقوم بتأجيرها للطلاب فقط دون العمل على تزويد الطلاب بحلول الاسئلة».
ويضيف المتهم في العام 2016 طورت عملي وقمت بشراء اجهزة وسماعات أكثر تطورا لأقوم بتأجيرها لعدد من الطلاب مقابل مبالغ مالية وهكذا تم العمل وفكرت بالحصول على حلول الاسئلة لأبعثها الى الطلبة لكني واجهت صعوبة وهي استعانة المراكز بأجهزة تشويش الذي يمنع عمل هذه السماعات.
ويكمل بدأت ابحث خلال الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي والمخصصة لهذا الغرض، حتى تعرفت على صاحب احد الصفحات والمدعو {س ، م} وهو صاحب محل لتصليح الهواتف النقالة في بغداد ولديه خبرة في تحويل جهاز الموبايل الى جهاز استقبال صغير جدا يربط بسماعات لاسلكية .
وتطورت العلاقة بيننا وأصبح تعامل بيننا بشكل مباشر من خلال ارساله عددا من الاجهزة السماعات مقابل مبالع مالية حتى انتقلت الى بغداد والتقيت به.
ومن جانب يذكر متهم اخر {ص ، ن} ويسكن بغداد ويملك محلا لتصليح الهواتف النقالة عملت مع المتهم { س ، م} في مجال تصليح اجهزة الهاتف النقال حتى اتجهنا الى العمل على بيع السماعات اللاسلكية للطلبة».
ويضيف ان «المتهم (س، م) سافر الى دولة الصين وقام باستيراد منظومة للبث متطورة جداً وبتقنية عالية بحيث لا تتأثر بأجهزة التشويش التي تستخدم في المراكز الامتحانية «، مشيراً الى ان «هذه المنظومة تربط بجاهز موبايل لغرض الاتصال عليه من جهاز آخر يقوم بتحويل الاتصال الى المنظومة التي تقوم بدورها بتحويل اتصال الى الاجهزة التي تحتوي شرائح كارتات التي توجد عند الطلاب لغرض سماع محتوى الاتصال من حلول للأسئلة في وقت واحد».
ويتابع «يتم تزويد الطلاب الراغبين بالحصول على الحلول بكارت او شريحة وجهاز استقبال صغير يتم إخفاؤه وسماعات صغيرة جداً توضع في الأذن وتقوم بتوزيع اتصال متزامن لما يقارب الثلاثين طالبا»، مبيناً أن «الحلول كانت ترسل عن طريق الاتصال لطلاب السادس الإعدادي بفرعيه العلمي والأدبي كل مجموعة على حدة».
وأفاد المتهم في معرض اعترافاته أمام قاضي التحقيق بالقول «قمنا بتأجير شقة في منطقة الوزيرية بالقرب من معهد الإدارة كونه كان مركزاً امتحانياً وقمنا ببيع الشرائح لـ37 طالباً تقريباً مقابل مبلغ ثلاثة مائة دولار لكل طالب على المادة الواحدة وهو مبلغ ايجار الكارت او الشريحة وتم استئجار الشقة لمدة سبعة ايام وتم اعدادها لتكون مركزاً لإدارة هذه العملية».
ويستدرك المتهم (ص ، ن) أن «العملية تمت بنجاح بعد أن قمنا بتأمين اتصال مع الطلبة يتضمن الحلول لكل من مادتي اللغة العربية والانكليزية إلا أن القوات الأمنية بعد ذلك داهمت المكان وألقت القبض علينا».
أما المتهم (د ، و) والبالغ من العمر 22 عاما والذي قام بدور طالب سادس إعدادي لأداء الامتحان بدلا عن احد الطلاب بعد أن تم تزويده بكارت وتأمين اتصال معه مقابل مبلغ من المال، يقول «تم الاتفاق مع احد الطلبة للقيام بأداء الامتحانات النهائية كلها بدلاً عنه مستغلاً الشبه والتقارب في الشكل لقاء مبلغ ثلاثة آلاف دولار أميركي».
ويضيف «تم تزويدي بالشريحة والسماعة الخاصة بها من قبل المتهمين وتوجهت لأداء الامتحانات وقمت بأداء امتحانين وهما مادتا الإسلامية واللغة العربية بنجاح دون ان يكتشفني احد».
ويذكر «قمت باداء امتحان مادة الانكليزي الا اني فوجئت بقطع الاتصال وخرجت من الامتحان وتوجهت للشقة التي كانت تجرى داخلها هذه العملية الى ان فوجئت بوجود القوات الامنية وتم القبض علي من قبلهم».
وأعلنت وزارة التربية، في وقت سابق، عن إبتكار جهاز «لكشف الغش» في الإمتحانات، كاشفة أن الجهاز اثبت جدارته خلال استخدامه.