تقلبات محتملة في أسعار النفط العالمية جراء أزمة باب المندب

تأثر 5 ملايين برميل يومياً من الخام السعودي بهجمات الحوثيين
متابعة الصباح الجديد:

تسبب تعليق السعودية لصادراتها النفطية عبر مضيق باب المندب، بتقلبات في اسعار النفط العالمية.
وذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية، ان «تداولات أسعار النفط العالمية أظهرت ديناميكيات متعددة الاتجاه بوتيرة ضعيفة، وذلك بعد نمو ثابت، على خلفية الأنباء بشأن تعليق السعودية تصدير النفط عبر مضيق باب المندب».
وبينت ان أسعار العقود الآجلة لشهر أيلول لخام برنت بحر الشمال انخفضت بنسبة 0.03% إلى 74.52 دولار للبرميل، في حين ارتفعت أسعار العقود الآجلة لشهر أيلول لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.04% إلى 69.64 دولار للبرميل.
وكان وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، أعلن الخميس الماضي، أن المملكة قررت تعليق صادرات النفط عبر مضيق باب المندب، عقب استهداف ناقلات النفط في البحر الأحمر من قبل المتمردين اليمنيين، صباح الأربعاء.
ووفقا لإدارة معلومات وزارة الطاقة الأمريكية، تم نقل 4.8 مليون برميل من النفط والمنتجات النفطية يوميا عبر مضيق باب المندب إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا في عام 2016.
واستبعدت مصادر في قطاعي النفط والشحن أن يؤثر القرار على إمدادات النفط السعودية إلى آسيا لكنه قد يزيد تكاليف الشحن للسفن السعودية المتجهة إلى أوروبا والولايات المتحدة بسبب زيادة المسافات.
ومضيق باب المندب، أو بوابة الدموع، ممر مائي يصل خليج عدن وبحر العرب بالبحر الأحمر، ومنه عبر قناة السويس إلى البحر الأبيض المتوسط. وهو يقع بين اليمن في آسيا وكل من جيبوتي وأريتريا في أفريقيا.
ومنذ افتتاح قناة السويس عام 1869 وربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط، تحول باب المندب إلى واحد من أهم ممرات النقل والمعابر البحرية بين أوروبا وحوض البحر المتوسط، وعالم المحيط الهندي وشرق أفريقيا.
فصار الى جانب مضيق هرمز، أحد أهم الممرات المائية للنفط الخام ومنتجات بتروكيماوية أخرى، إذ يربط البحر الأحمر ببحر العرب عبر كل من سواحل اليمن وجيبوتي وإريتريا.

بديل ولكن اكثر كلفة
وبعد تعليق شحنات الخام السعودي عبر باب المندب، جراء تعرض ناقلتين تابعتين لشركة البحري السعودية لهجوم من جماعة الحوثي اليمنية، لا تزال السعودية تملك خياراً آخر يتمثل في خط الأنابيب الضخم الذي يربط شرق المملكة بغربها، وذلك لنقل النفط من الحقول السعودية على الخليج العربي إلى مدينة ينبع في البحر الأحمر، مما يغنيها عن المرور بمضيق باب المندب ويضمن وصول الخام السعودي إلى الأسواق الأوروبية.
وخط الأنابيب شرق غرب السعودية قادر على نقل نحو 5 ملايين برميل من النفط السعودي الخام يومياً، ولعل هذا الخيار هو ما خفف من ردة فعل أسواق النفط في الوقت الحاضر، عقب الإعلان السعودي عن تعليق مؤقت لصادرات نفطية تقدر بمليوني برميل عبر باب المندب، في وقت تشهد السوق العالمية شحاً في المعروض نتيجة تقلص الإمدادات من عدد من المنتجين الرئيسيين، إلى جانب توقعات تأثير عودة العقوبات الأميركية إلى إيران على حجم المعروض العالمي.
ويجدر الذكر ان الإغلاق الكامل لباب المندب، الذي لا يتجاوز عرضه في أضيق نقطة 29 كيلومتراً، سيجبر ناقلات النفط القادمة من السعودية والكويت والعراق والإمارات على الالتفاف حول الطرف الجنوبي للقارة الإفريقية أو ما يعرف برأس الرجاء الصالح، ما سيرفع المدة الزمنية اللازمة لعبور إمدادات النفط ويضاعف التكلفة، وبالتالي يصعد بأسعار النفط في الأسواق العالمية.
يسمح الممر المائي بمرور صادرات النفط الخليجية والإيرانية إلى السوق الأوروبية، إما عبر قناة السويس أو خط أنابيب “سوميد” الذي يربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط عبر مصر.
وبحسب آخر تقديرات لوكالة الطاقة الدولية العائدة لعام 2016، تدفق 4.8 مليون برميل يومياً من النفط الخام والمنتجات البترولية عبر مضيق باب المندب، حوالي 2.8 مليون منها اتجه شمالاً نحو أوروبا، فيما أبحر المليونان الآخران من أوروبا إلى الشرق الأوسط وآسيا.
ويعد المضيق طريقًا مهما لوصول مشتقات النفط الأوروبية إلى الأسواق العالمية، لكن بالمقارنة، يعد مضيق هرمز أكثر أهمية نظراً لحجم التدفقات التي تمر منه، وهي تقدر بحوالي 18.5 مليون برميل يوميًا بحسب أرقام عام 2016.
وقال الخبير النفطي، كامل الحرمي، في مقابلة تلفزيونية إن أهمية مضيق باب المندب تكمن في كونه يوفر الوقت والتكلفة.
وأضاف أن دول الخليج ستعمد بشكل مؤقت إلى استخدام ممر رأس الرجاء الصالح، ولهذا سيكون التأثير مؤقتاً، أما في حال حدوث نقص في الإمدادات، ستعمد الدول الأوروبية لاستخدام المخزون التجاري.
وحث الحرمي دول العالم على تسهيل حرية الملاحة في مضيق باب المندب، وإيجاد ممر آمن لنقل الخام، وهو ما سيؤثر على أسعار النفط وعلى المستهلك النهائي، سواء في أوروبا أو الشرق الأوسط أو في أميركا.
وأضاف: “عندما ذكرت أرامكو أن هذا التوقيف مؤقت فهو لإيجاد بدائل واتخاذ التدابير الضرورية والمناسبة لحماية ناقلاتها”.
وتوقع الحرمي أن تتفاعل سوق النفط بشكل طفيف ومحدود مع الحادثة، لكنه رأى أن تكون هناك ضريبة على سعر النفط جراء زيادة تكاليف النقل البحري واستخدام المخزون الاستراتيحي بمعدل دولارين إلى 3 دولارات على البرميل الواحد.
ويربط سياسيون وخبراء بين ضرب ناقلتي النفط وبين تهديدات ايران بغلق مضيق هرمز وفي هذا السياق افادت انباء بان قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وجه تهديداً مباشراً للرئيس الأميركي، دونالد ترمب، قائلاً إن “البحر الأحمر لم يعد آمناً”، في إشارة منه إلى الهجوم على ناقلتي نفط سعوديتين، الأربعاء، وكان حسن روحاني الرئيس الإيراني قال أيضا خلال كلمة ألقاها في مدينة همدان، الخميس، وبثها التلفزيون الإيراني، تتعلق بمواجهة الولايات المتحدة بطرق مختلفة بقوله “لدينا مضائق كثيرة وهرمز أحدها».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة