أوروبا تحكم قبضتها
موسكو ـ وكالات:
انتهت النسخة الـ 21 من بطولة كأس العالم التي أقيمت على الأراضي الروسية بحسم فرنسا للقب، بعد أن تفوقت في المباراة النهائية على كرواتيا بنتيجة 4-2، لتضيف النجمة الثانية في تاريخها.. ويستعرض التقرير التالي أبرز 10 ظواهر سيطرت على المونديال الروسي:
تنظيم رائع
سارت الأمور في روسيا خلال فترة المونديال على نحو مثالي، بعدما نجحت اللجنة المنظمة في تهيئة المناخ المناسب لهذا الحدث الكبير.
وفرت اللجنة المنظمة للمونديال جميع المطالب الخاصة بالمنتخبات والجمهور خلال أيام البطولة، مما اسهم في عدم تلقي الكثير من الشكاوى، وحدوث إشادة مؤخرا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي ستستضيف بلاده مونديال 2026 في ملف مشترك مع المكسيك وكندا.
وكان قد عانى بعض المشجعين في مونديال البرازيل 2014 من حالات السرقة، بجانب الاحتجاجات الكبيرة من المواطنين على رئيسة البلاد السابقة ديلما روسيف.
تقنية الفيديو (VAR)
استعان الاتحاد الدولي لكرة القدم لأول مرة في بطولات كأس العالم بتقنية الفيديو، لمساعدة الحكام في اتخاذ القرارات الصحيحة، وتفادي حدوث أخطاء.
واسهمت تقنية الفيديو في تقليل معدل الأخطاء بين اللاعبين، فقد أشهر حكام المونديال 4 بطاقات حمر فقط طوال 64 مباراة وهو المعدل الأقل منذ مونديال 1978، لإدراك اللاعبين إمكانية عودة الحكم لمشاهدة الإعادة.
كما أدت تقنية الفيديو لزيادة عدد ضربات الجزاء المحتسبة في المونديال الروسي إلى 29، ليعد الرقم الأكبر على الإطلاق في تاريخ البطولة.ومع ذلك، أثارت التقنية الكثير من الجدل في عدة مباريات، آخرها في المباراة النهائية، بسبب بعض القرارت التقديرية.
نزهة عربية
تباين أداء المنتخبات العربية الأربعة المشاركة في كأس العالم، ولكن كانت النتيجة واحدة بالخروج من الدور الأول من دون ترك بصمة في روسيا.
وخرج منتخب مصر خالي الوفاض من دون أي نقاط من المونديال، حيث خسر اللقاءات الثلاثة في دور المجموعات ولم يقدم المستوى المطلوب تماما، بينما حصد المنتخب المغربي نقطة واحدة من التعادل مع إسبانيا، بجانب فوز وحيد لكل من تونس والسعودية.
لعنة حامل اللقب
في مفاجأة كبيرة خرج منتخب ألمانيا من دور المجموعات في تلك النسخة، بهزيمته أمام المكسيك وكوريا الجنوبية، بينما حقق فوزًا وحيدًا على السويد.
وعانى المانشافت من لعنة حامل اللقب في النسخ الأخيرة، حيث سبق أن خرجت إيطاليا بطلة العالم 2006 من دور المجموعات في مونديال 2010، ثم تكرر السيناريو نفسه مع إسبانيا بطلة العالم 2010 عندما ودعت نسخة 2014 من دور المجموعات.
حزن إفريقي
بدأ المنتخب السنغالي مونديال روسيا بصورة رائعة، بالفوز على بولندا بنتيجة 2-1، ثم التعادل مع اليابان بنتيجة 2-2، لينتظر الجميع صعوده إلى الدور الثاني في كأس العالم.
وخسرت السنغال في المباراة الثالثة أمام كولومبيا، وعلى الرغم من التساوي في النقاط مع اليابان، إلا أن قرار الفيفا قبل انطلاق البطولة، بالعودة إلى اللعب النظيف في حالة تساوى النقاط والأهداف وفارق الأهداف، اسهم في إقصاء أسود التيرانجا، بسبب تلقي بطاقات صفر أكثر من الكمبيوتر الياباني.
تعديل أسلوب اللعب
ركزت فرنسا في البطولة الحالية على النواحي الدفاعية أولًا قبل الاهتمام بالتقدم الهجومي المنظم لإحراز الأهداف، وهي السياسة التي حققت نجاحًا كبيرًا للديوك واسهمت في تحقيقهم للقب.
لم يكن المنتخب الفرنسي الوحيد الذي فضل الاهتمام بالدفاع أولًا في البطولة، ولكن هناك منتخبات اتبعت السياسة نفسها في المونديال مثل إنجلترا وأوروجواي وإيران ومصر، ولكن وفرة العناصر الهجومية في منتخب الديوك، هو ما منحهم الأفضلية للعبور حتى المباراة النهائية.
العامل البدني
اتجه البعض إلى استعمال مبرر تراجع المعدل البدني، لتفسير خسارة كرواتيا أمام فرنسا في المباراة النهائية، وهو بالطبع سبب منطقي، ولكن النواحي التكتيكية والتنظيم للديوك كانت الأمور الأكثر حسمًا في النهائي.
ووفقًا لإحصائيات موقع الفيفا، يعد المنتخب الكرواتي من أكثر المنتخبات جاهزية بدنية، ففي المباراة النهائية ركض لاعبوه 100 كم متفوقين على لاعبي فرنسا، على الرغم من خوضهم أوقاتا إضافية في جميع الأدوار الإقصائية، كما بات إيفان بريسيتش اللاعب الأكثر ركضًا في البطولة بـ 72 كيلو مترا، فيما أصبح زميله مارسيلو بروزوفيتش أكثر لاعب ركض في مباراة واحدة بـ 16.339 كم، وذلك أمام إنجلترا.
الرؤساء يخطفون الأضواء
خطفت كوليندا جرابار، رئيسة كرواتيا، الأضواء منذ الدور ربع النهائي، عندما تواجدت في المقصورة الشرفية لمباراة منتخب بلادها أمام روسيا، وتفاعلت مع أحداث المباراة حتى فوز الكروات بركلات الترجيح.
وانضم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لكوليندا في المباراة النهائية بعد حصد لقب المونديال، حيث واست رئيسة كرواتيا لاعبي منتخبها بعد الخسارة، بينما احتفل رئيس الديوك مع لاعبيه بالكأس والتقطت العدسات صورة له وهو يحتفل مع بول بوجبا بطريقته الشهيرة.
لا مكان للكبار
فشل الثلاثي ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو ونيمار دا سيلفا مجددًا في تحقيق لقب المونديال، بعدما خرجت البرتغال والأرجنتين من دور الـ 16، فيما ودعت البرازيل من الدور ربع النهائي.
بدأ رونالدو البطولة بتسجيل هاتريك أمام إسبانيا ثم هدف أمام المغرب، ولكن سرعان ما اختفى تأثيره في بقية المباريات، بينما ابتعد ميسي عن مستواه المعهود بسبب الخطة التي اعتمدها المدرب خورخي سامباولي، فيما كانت تسير الأمور بشكل جيد للبرازيل، حتى اصطدمت ببلجيكا التي أنهت آمال راقصي السامبا في ربع النهائي.
أوروبا تحكم
سيطرت المنتخبات الأوروبية في مونديال 2018 على المربع الذهبي، بوصول كل من إنجلترا وفرنسا وكرواتيا وبلجيكا إلى منافسات الدور قبل النهائي.
وزادت المنتخبات الأوروبية الفارق بينها وبين المنتخبات اللاتينية في عدد مرات الفوز بالبطولة، حيث رفعت فرنسا الكأس الـ 12 لأوروبا في المونديال، بينما ظلت أميركا الجنوبية بـ8 ألقاب فقط.
وكان التعادل يسود بين القارتين بمونديال 2002 (8 ألقاب لكل منهما)، ولكن حصدت أوروبا الأربع نسخ الماضية لتتفوق على نظيرتها.