اراء فنية تتحدث عن مونديال روسيا 2018
بغداد ـ الصباح الجديد:
انتهت منافسات المونديال الروسي 2018، بتتويج فرنسا باللقب على حساب المنتخب الكرواتي في مباراة نهائي مثير اقيم مساء الاحد الماضي، ويعد المونديال ومبارياته محطات مهمة للمدربين الباحثين عن الاستفادة الفنية من الخطط والاساليب التدريبية الحديثة، كما هو مفيد للاعبين ولجميع من يتعلقون بكرة القدم ويعملون في ميدانها الجميل.
في التقرير التالي يتحدث عدد من المدربين عن مشاهداتهم وانطباعهم عن المنافسات المونديالية في ملاعب روسيا، اذ قال مدرب منتخبنا الشبابي لكرة القدم، قحطان جثير، ان المونديال ألغى نظرية اللاعب الواحد كما في اعتماد الارجنتين على ميسي والبرازيل على نيمار والبرتغال على كريستيانو، كما غادر المنتخب الإسباني وألمانيا حاملة اللقب.
وتابع ان النتائج التي شهدتها مباريات المونديال الروسي، تعد درساً للكبار، وايضاً تأكيداً لمقدرة الفرق التي تعتمد مبدأ اللعب الجماعي والروح القتالية والاصرار والتنظيم الدفاعي مع استغلال الهجمات المرتدة في الهجوم، كما في المنتخب الكرواتي الذي استقطب الاضواء ليبلغ النهائي بجدارة ولولا بعض الاخطاء لكان فائزاً بالكأس.
فيما قال مدرب فريق نادي البحري لكرة القدم، الهداف السابق، ناصر طلاع، إلى انه كان حريصا على متابعة مونديال روسيا وشهد تألق الفرق الأوروبية، مبينا ان كرة القدم في القارة الأوروبية قدمت نفسها بقوة بفضل التخطيط الصحيح والانضباط والتسويق للنجوم وقوة البطولات المحلية وتوفر جميع المقومات والاستفادة من التجارب في كل بطولة لنشهد احراز المنتخب الفرنسي اللقب وحل كرواتيا وصيفا.
وبين ان دروس المونديال العالمي كبيرة جدا، فلا مكان للكبار بفضل القوة الواضحة للمنتخبات التي تحرص على العمل من دون ضجيج، لتؤكد مقدرتها بوجود مقومات النجاح وأولها التخطيط الصحيح، والتنظيم المثالي لبطولاتها المحلية من أجل الحصول على منتخبات جديرة بالمنافسة في بطولة كبيرة كما في كأس العالم، ولعل تجربة فرنسا واضحة فهي اهتمت بالدوري واستقطبت النجوم وفقا لآليات أحتراف متقدمة وتسويق مثالي للنجوم والاهتمام بالاعلام وجميع الجوانب التي تسهم في تطور الدوري الفرنسي.
في حين اشار المدرب حبيب كاظم، انه تابع منافسات مونديال روسيا الذي توج بلقبه المنتخب الفرنسي، منوها إلى ان المنتخبات الأوروبية كانت على موعد مع النجاحات بسبب العديد من النقاط والركائز منها، التخطيط الصحيح وقوة الدوريات كما في الدوري الفرنسي الذي بات وجهة للعديد من النجوم، كما في تجربة فريق باريس سان جيرمان، وكذلك، فان الاعتماد على المدارس الكروية في دول اوروبية كان له الاثر الواضح في تدرج اللاعبين بالشكل الصحيح والوصول إلى مراحل النجومية بسرعة، فهنالك دول تعمل على دعم المواهب ودعمها وألحاقها بالأندية والمنتخبات، وايضا فان من النقاط المهمة هو الإعلام ومشاركته الحقيقية في النجاحات وايضا التسويق الصحيح للاعبين في دنيا الأحتراف، فيما البنى التحتية من ملاعب ومنشأت عملاقة تتوفر في دول العالم المتطور كروياً.
واوضح كاظم الذي يعمل مدربا ضمن الملاكات العاملة في المركز الوطني لرعاية الموهبة الرياضية، ان المنتخب الكرواتي تعامل مع المباريات باحترافية عالية جدا، ظهرت صفوف الفريق بدرجة فعالية متقدمة، وكان مودريتش القلب النابض استحق جائزة أفضل لاعب في نهائيات كأس العالم، وايضا شاهدت لياقة بدنية عالية جداً للاعبي كرواتيا بقيادة المدرب المتميز زالاتكو داليتش، حيث لعبوا أكثر من مباراة بالتمديد وبوتيرة متصاعدة، وهذا نابع من الاعتماد على مقدرة، مدرب الليقة البدنية، لوكا ميلانوفيتش.
وقال ان اللاعب الكرواتي دوماجوف فيدا، المحترف بصفوف فريق بيشكتاش التركي، قدم مجهودات فنية عالية في المباريات، وبرأيي كان متميزا جداً في الخطوط الدفاعية طيلة مباريات منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم.
واكد ان كرة القدم في مونديال روسيا، اكدت انها لا تعترف بالنجوم والاسماء والمنتخبات المدججة بالألقاب واللاعبين الكبار، حيث تعرضت المنتخبات الكبيرة إلى هزائم وودعت المونديال من الأدوار الاولى كما في ألمانيا حاملة اللقب والأرجنتين وإسبانيا والبرتغال والبرازيل، فيما كانت الارجنتين تضع لاعبها ميسي تحت الضغط، تطالبه باستعادة ألق التانجو المفقود وان يكون على خطى مارادونا عندما توج بمونديال مكسيكو 86.
واختتم ان المشاركة العربية كانت فقيرة جدا، في مونديال روسيا 2018، وكانت شرفية فقط، باستثناء المنتخب المغربي الذي وقف نداً لفرق مجموعته إسبانيا والبرتغال وإيران، وفي الواقع اكدت مباريات المونديال ان الكرة العربية متأخرة بمسافة طويلة عن اللحاق بالعالم المتطور.