سائرون يعد أوراقه لمشروع “الكتلة الأكبر” بالتصدي للاصطفاف الطائفي والمحاصصة

أولوياته بناء دولة المواطنة، وعودة هيبة المؤسسات الرسمية وثقة المواطن
بغداد – وعد الشمري:
يطمح تحالف سائرون الى تأمين شراكة حقيقية بين المكونات، لتشكيل حكومة تمثل الشعب بتنوعه، وتكون حكومة كفاءات تقدم الخدمة إلى المواطن العراقي، بعيدة عن التخندق الطائفي، وفيما نفى قيادي في التحالف وجود اتصالات مع ائتلاف دولة القانون، أكد قيادي آخر في التحالف نفسه، بأن الكتلة النيابية الأكثر عددا والمعنية بتشكيل الحكومة المقبلة باتت قاب قوسين أو أدنى من التشكيل، إذ أعلن تحالف سائرون، أمس السبت، عن البدء بإعداد أوراق تفصيلية لمشروع الكتلة النيابية الأكثر عدداً من أجل طرحها بعد حسم العد والفرز اليدوي لنتائج الانتخابات، وفيما أفصح عن نتائج الحوارات مع بقية الأطراف السياسية، لفت إلى سعيه لمغادرة منهج الطائفية في إدارة الدولة من خلال فريقين الأول يتولى تشكيل الحكومة، والآخر في المعارضة، وكلاهما من شتى مكونات الشعب العراقي.
وقال القيادي في سائرون رائد فهمي إن “ائتلافنا الانتخابي ما زال محافظاً على تماسكه ويتحرك في لقاءاته واتصالاته من خلال منهج متفق عليه بين اطرافه”.
وأضاف في تصريح إلى “الصباح الجديد”، أن “سائرون مستمر بالبحث عن وضع ملامح مشروع تتبناه الكتلة الاكبر التي يسعى لتشكيلها ويكون اساساً للحكومة المقبلة”.
وأشار إلى أن “سائرون يسعى إلى المشروع ومن ثم اختيار مرشح رئيس الوزراء وهذا قد يبدو واضحاً مع انتهاء عمليات العد والفرز لصناديق الاقتراع ومعرفة النتائج النهائية”.
أما بخصوص الحوارات مع الكتل الاخرى، فيعلق فهمي أن “اكثر تقارب وتفاهم حصل مع تياري الحكمة والوطنية، ويمكن أن نصل إلى اتفاق نهائي قريباً لكننا حسمنا الكثير من النقاط المشتركة بيننا”.
وتحدث عن “مساحة جيدة من الحوارات ايضاً تجمعنا مع ائتلاف النصر وهي تعد بالدرجة الثانية، وهناك تفاهمات بشكل اقل مع تحالف الفتح، وما يشجعنا هو الوثيقة التي وقعها السيد مقتدى الصدر وامين عام منظمة بدر هادي العامري المتضمنة نقاطا تتفق مع برنامج سائرون الاصلاحي ومن بينها موضوع حصر السلاح بيد الدولة”.
وأورد فهمي أن “وفداً من الحزب الشيوعي العراقي قد ذهب إلى اقليم كردستان والتقى حزبي الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني وتم طرح وجهة نظر سائرون وحصل نوع من التقارب والتفاهم على صيغة عمل للمرحلة المقبلة”.
وتابع أن “الجانب الكردي كان متحمساً لما طرحه الوفد، وقد وعد بأنه سوف يشكل فريقاً سياسياً يمثل الطيف في الاقليم ويأتي إلى بغداد من اجل الاتفاق على النقاط النهائية وفقاً للدستور والتعامل مع نصوصه بنحو موضوعي بعيداً عن الجانب الانتقائي”.
وعن الحوارات مع الكتل السنية، اجاب فهمي “هناك اتصالات اجريت مع اطراف في تحالف القرار، ومن المؤمل أن تجري حوارات اخرى مع تحالف القوى العراقية الذي يتزعمه حزب الحل”.
وبين أن “سائرون يسعى إلى شراكة حقيقية في المكونات في اتخاذ القرار، وهذه الشراكة لا تعني تمثيل جميع القوى السياسة في الحكومة، بل التنوع وتمثيل مكونات الشعب، وبالتالي سيكون لدينا طاقما وزاريا واخر للمعارضة وكلاهما متنوع”.
ونفى فهمي “وجود اتصالات مع ائتلاف دولة القانون”، موضحاً ان “اكثر من جهة سياسية لا ترغب بأن يترأس حزب الدعوة الاسلامية الحكومة مرة اخرى كونه قد اخذ تجربة ليست بالقليلة، وهناك من يتحمـل مسؤوليـة مـا آلـت اليـه البلاد”.
وكشف عن “اعداد سائرون أوراق عمل تفصيلية لبرنامجه السياسي سوف تطرح فقراته على الكتل الاخرى ويتضمن ضمانات والتزامات سوف تساعد بشكل كبير في اعلان الكتلة النيابية الاكثر عدداً وتسريع تشكيل الحكومة المقبلة”.
وأكمل فهمي بالقول إن “موقفنا واضح وشفاف، بأننا سوف نبتعد عن التخندق الطائفي ونبتعد عن موضوع التفكير بالمناصب، ونشكل حكومة كفاءات تقدم الخدمة إلى المواطن العراقي”.
ومن جانبه قال القيادي الاخر في سائرون حاتم الحطاب في حديث إلى “الصباح الجديد”، أن “الحوارات التي تجمعنا مع بقية الكتل السياسية ولاسيما قائمتي الوطنية والحكمة تجرى ضمن سقف الفضاء الوطني”.
وأضاف الحطاب أن “الكتلة النيابية الاكثر عدداً المسؤولة عن تشكيل الحكومة قاب قوسين أو ادنى من التشكيل”.
ولفت إلى أن “العراق قد عانى كثيراً من مشكلات مختلفة، وقد حان الوقت لكي تدار الدولة بشكل صحيح وفقاً للدستور وبما يحقق تطلعات المواطن البسيط”.
وأكد الحطاب أن “سائرون يطمح الى مغادرة منهجي الطائفية والمحاصصة وجميع المفاهيم التي ادت إلى الحاق الضرر بالدولة ومؤسساتها”.
ونبه إلى أن “القوى الوطنية بالتنسيق مع سائرون تسعى لاستكمال اليات صحيحة وجديدة سوف يتم الاعلان عنها قريباً”.
ومضى الحطاب إلى أن “العراق مقبل على مرحلة جديدة، وهي بناء دولة المواطنة، وعودة هيبة المؤسسات الرسمية وتعزيز ثقة المواطن بها”.
وعلى صعيد متصل اكد رائد فهمي، أمس السبت, ان اللقاء الذي جمع رئيس ائتلاف الوطنية اياد علاوي وزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر في منزل الأخير بمحافظة النجف الأشرف، ركز على استكمال التفاهمات الأولية بشأن تشكيل الحكومة المقبلة والتصدي لعودة الاصطفاف الطائفي.
وقال فهمي إن “السيد مقتدى الصدر ورئيس ائتلاف الوطنية اياد علاوي بحثا التحالفات السياسية واستكمال التفاهمات الأولية لتشكيل الحكومة المقبلة، فضلا عن مناقشة الملف الأهم وهو منع عودة الاصطفاف الطائفي”.
وأضاف ان ” الحديث في المدة الماضية دار بين الكتل السياسية على أساس تشكيل تحالفات سياسية طائفية والعودة الى المربع الأولى وهذا ما يخشاه الجانبان”.
وبين فهمي، أن “لقاء علاوي والصدر ليس غريبا لأنهما مرتبطان بوثيقة تحالف مع تيار الحكمة الوطني”، مبينا ان “المفاوضات السياسية مستمرة وقد بحث وفد سائرون مع رئيس حزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني في اربيل امس الاول والاتحاد الوطني في السليمانية ملف تشكيل الحكومة المقبلة”
يشار إلى أن تحالف سائرون الذي يضم عدداً من الكتل السياسية ابرزها التيار الصدري والحزب الشيوعي العراقي قد حصل المرتبة الاولى في الانتخابات بـ 54 مقعداً.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة