يشكل افتتاح قنصلية للولايات المتحدة الاميركية في اربيل حافزا جديدا لتقوية العلاقات بين بغداد وواشنطن واذا كان السيد نيجرفان بارزاني اكد في حفل وضع حجر الاساس لاكبر قنصلية لهذا البلد في اربيل على اهمية تمتين العلاقات بين الولايات المتحدة الاميركية واقليم كردستان فان النظر الى هذه العلاقة يجب ان لا يجزا تبعا لرؤية وموقف طرف من اطراف السيادة العراقية بل يجب الاحاطة بها من جميع مشاهد الطيف العراقي وان انضاج وبلورة المواقف من هذه العلاقة محكوم بقدرة الحكومة العراقية والاحزاب الكردستانية على التنسيق فيما بينها والتوافق على محددات اساسية يمكن من خلالها بناء قاعدة مشتركة يجري العمل فيها على تطوير اشكال العلاقة والتوسع في جوانبها السياسية والاقتصلدية والامنية وفي كل الاحوال لايمكن فصل هذه العلاقة عن الدور المحوري الذي لعبته الولايات المتحدة الاميركية في احداث التغيير في العراق ومساهمتها الفاعلة في اسقاط النظام الديكتاتوري السابق ومن الملاحظ ان مستوى التفاعل في توطيد العلاقة بين البلدين تاثر الى حد كبير بالخلافات السياسية بين حكومة المركز وبين حكومة الاقليم تحولت فيها اميركا في مراحل متعددة للعب دور الوسيط بين المسؤولين في اربيل وبغداد وتقديم الافكار والمقترحات التي من شأنها اعادة العلاقات بينهما الى مسارها الصحيح ولربما كان تدهور العلاقة بين الاقليم والمركز ووصولها الى مستوى المواجهة خلال السنوات الاخيرة عاملا مقلقا ومحرجا لواشنطن في تدعيم العلاقة مع العراق كدولة ذات سيادة.. فالاميركيون يدركون جيدا ان علاقة كاملة ومستقرة مع بغداد لايمكن الاستمرار بها والاطمئنان لمساراتها من دون تحقيق الانسجام بين بغداد واربيل والمشكلة اليوم ان بغداد واربيل لم تصل الى رؤية مشتركة لمضامين العلاقة مع الولايات المتحدة الاميركية على الرغم من مرور خمسة عشر عاما على صنع التغيير في العراق وبالتأكيد ان ذلك لايمكن تحقيقة من دون الشروع في تشكيل مجلس تنسيق سياسي يين بغداد واربيل يحدد ويرسم المعالم الرئيسة لمسارات تطوير العلاقة مع اميركا ويتجنب نقاط الخلاف المهمة حول الدور الجوهري لها في العراق مع الاخذ بنظر الاعتبار علاقات العراق مع جيرانه وتأثره الى حد كبير بملف العلاقة مع الولايات المتحدة الاميركية . وقد لايكون مهما ان تكون واشنطن اكبر سفارة في بغداد او اكبر قنصلية في اربيل بقدر مايكون من المهم ان تكون العلاقات بين البلدين علاقات متينة وناضجة ومتوازنة ومؤيدة من جميع الاطراف العراقية تاخذ بنظر الاعتبار حاجة العراق حكومة وشعبا الى الدعم السياسي والامني والاقتصادي بما يمكنه من الوقوف بوجه التهديدات التي يواجهها وفي مقدمتها التهديد الذي يمثله تنظيم داعش ومحاولاته دق اسفين بين العرب والتركمان والاكراد بما يهدد بقاء العراق موحدا .
د. علي شمخي
الحزب الديمقراطي: ليس لدينا فيتو على أي شخص يتولى منصب رئيس الوزراء
التعليقات مغلقة