مصدر أمني: عمليات داعش الأخيرة تعبير عن إفلاسه العسكري

ينبغي تشديد العقوبات بحق من يأوي عناصره
نينوى ـ خدر خلات:

عدّ ضابط عراقي برتبة مقدم في الجيش أن العمليات التي ينفذها بقايا تنظيم داعش في قرى صغيرة ونائية إنما تعبّر عن إفلاسه العسكري، داعيا الى ضرورة تغيير الخطط والأساليب في مطاردة بقاياه على وفق التكتيكات الجديدة التي ينتهجها ، مشددا على ضرورة معاقبة من يأوي عناصر داعش بتهم الانضمام للتنظيم الإرهابي.
وقال الضابط، في حديث الى “الصباح الجديد” إن “العمليات الأخيرة التي تنفذها شراذم وبقايا عناصر داعش الإرهابية في مناطق يمكن عدها نائية او في قرى صغيرة لا تحظى بأي موقع استراتيجي مهم، هي أعمال انتقامية من أشخاص وعائلات أسهمت في قتال التنظيم قبل وبعد تحرير تلك المناطق”.
وأضاف “كما أن هذه العمليات من قبل العدو هي اعلان صريح عن افلاسه العسكري، حيث لم يعد بمقدورهم مسك شبر واحد من الارض، بل انهم يتبعون اسلوب (اضرب ثم اهرب) وهو من اساليب حروب العصابات، هدفه تحقيق مكاسب معنوية لا اكثر”.
واشار الضابط الى ان “لجوء العدو الى هذا الاسلوب في ارتكاب جرائمه كان متوقعا، لان اي تنظيم او ميليشيا تنتهج هذا الاسلوب عند سحق قوتها الرئيسة، وبدافع الانتقام لهزيمتها، تلجأ بقاياها لهكذا عمليات جبانة لانها مُلاحقة امنيا ولا تشعر بالامان، وتريد خلط الاوراق بهدف البقاء في الاضواء لاطول فترة ممكنة”.
وتابع “بقايا عناصر داعش تتباين في ادائها بين منطقة ومنطقة اخرى، وهي تستغل المساحات الفارغة بين القطعات الامنية لتتحرك خلسة في اثناء الليل، ولا يمكنهم التحرك بارتال، بل يستخدمون عجلة واحدة واحيانا اثنين او ثلاث لا اكثر، لكن عموما انهم جميعا ينفذون الاسلوب نفسه من حرب العصابات، من هجوم على هدف صغير غالبا ما يكون منزلا لمواطن لا يحظى بالحماية الكافية الا بما يتوفر لسكانه من سلاح شخصي، ثم يهربون الى جحور وانفاق غير مكتشفة لحد الان”.
ولفت المصدر الى ان “عناصر داعش بدأوا بمحاولات للتمويه على انفاقهم واوكارهم في المناطق النائية غير المأهولة بالسكان، حيث انهم يقومون بسد فتحات الانفاق بالحجارة والاتربة، كي لا تكتشفها الدوريات الراجلة للقوات الامنية، لان هذه الانفاق هي بمنزلة استراحات واعادة تنظيم وتخطيط للقيام باعمال اجرامية اخرى، فضلا عن انها مخازن للعتاد والمؤن الاخرى كالاطعمة والمياه”.
ومضى بالقول “هذا الفصل من المعركة مع تنظيم داعش هو الفصل الاخير، لكن ينبغي بالقيادات الامنية تغيير خططها في مواجهة الاسلوب التكتيكي الجديد للعدو، من اجل احباط مساعيهم وافشال خططهم وتدميرها في مهدها، ولدينا من القادة الاكفاء الذين بامكانهم وضع الخطط الخاصة بحروب العصابات في المناطق النائية، حيث ان المعركة لا تتطلب آليات ثقيلة وقوات راجلة كثيرة العدد، بل انها تحتاج الى اسلوب استخباري في اول المقام ناهيك عن خطوات اخرى لا يجوز الافصاح عنها”.
ودعا المتحدث الى “ضرورة تشديد العقوبات على كل مواطن يقوم بايواء عنصر او عناصر من التنظيم الارهابي في منزله ومعاقبته بتهمة الانضمام للتنظيم الاجرامي، حيث ان بعض العمليات في جنوبي الموصل وغربها حدثت من خلال وجود او مبيت عنصر او اكثر من التنظيم بمنزل ما داخل القرى المستهدفة، حيث ان التحقيقات قادت لهذه النتائج المؤسفة، وعليه لابد من تنبيه الاهالي بخطورة ايواء هذه العناصر الاجرامية بدافع صلات القرابة او غيرها، لان المسألة اكبر من ذلك بكثير، ومن ثم معاقبتهم اذا ثبت ايوائهم لاي عنصر ارهابي او مختبئ لديهم”.
وكانت بقايا تنظيم داعش قد نفذت بضعة عمليات ارهابية في مناطق نائية في ناحيتي بادوش (25 كلم غرب الموصل) وفي اطراف ناحية القيارة (60 كلم جنوبا) في الاونة الاخيرة.
وكانت “الصباح الجديد” قد كشفت قبل اسبوعين عن توجيهات من تنظيم داعش الارهابي لبقايا عناصره بضرورة اتباع اسلوب “حرب النكاية” اي الضرب والاختفاء باقصى سرعة، لانهاك القوات الامنية ولزعزعة ثقة المواطنين بها، حسب تصورات قيادات داعش الارهابية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة