الموارد المائية تطالب إيران بوقف قذف المياه المالحة لمبازلها في شط العرب

وصفت وضع البصرة بالمأساوي جرّاء نسبة الملوحة العالية فيه
بغداد ـ الصباح الجديد:
اكدت وزارة الموارد المائية، أمس الاثنين، أن ملوحة شط العرب وصلت لـ”نسب عالية لايمكن معها” استمرار الاستخدامات المعتادة للمياه في محافظة البصرة، فيما دعت الجانب الايراني الى “التوقف عن قذف” مياه المبازل المالحة في الشط.
وقالت الموارد المائية في بيان صحفي تناول البصرة وشط العرب ونسب الملوحة العالية فيه، وتلقت “الصباح الجديد” نسخة منه، إن “محافظة البصرة تعاني وضعا مأساويا بسبب ارتفاع ملوحة شط العرب حيث وصلت الى نسب عالية لا يمكن معها استمرار الاستخدامات المعتادة للمياه”، موضحة أن “تراكيز الاملاح في منطقة سيحان، الموقع التاريخي لمصب نهر الكارون بشط العرب، وصلت الى (25000) جزء بالمليون مقارنة بـ(2000) جزء بالمليون في منطقة كتيبان في اعالي شط العرب، وهذا يعود لسببين اولهما قذف مياه شديدة الملوحة في هذه الفترة من السنة من الجانب الايراني كما حصل في السنوات السابقة، وكذلك المد العالي الذي يدفع تلك المياه باتجاه مركز مدينة البصرة”.
وأضافت الموارد المائية، أن “الوزارة تطلق حصة البصرة من ناظم قلعة صالح بمعدلات لا تقل عن (55) متر مكعب بالثانية، وقد قامت مؤخرا باكمال وتشغيل قناة شط العرب الاروائية التي تقدم خدمات الارواء والشرب على جانبي شط العرب من منطقة كتيبان الى رأس البيشة مرورا بأبو الخصيب”، مشيرة الى أنها “مستمرة بتأهيل وصيانة قناة ماء البصرة (قناة البدعة) التي توصل مياه الشرب الى البصرة وقامت وتقوم حاليا بكري وصيانة احواض التخزين في شمال البصرة وتزود محطة (R0) بحوالي (5) متر مكعب بالثانية”.
وأكدت الوزارة، أنها “لن تدخر جهدا في تقديم خدماتها لمدينة البصرة وهي تركز في كل اجراءاتها على حقوق ذنائب الانهر، وقد قررت قبل اكثر من عام زيادة حصة البصرة في قلعة صالح الى (75) متر مكعب بالثانية كلما سمح بذلك الخزين المتوفر للوزارة.
وبسبب الشحة المائية لهذا العام فان الوزارة ملتزمة بحصة البصرة المقررة في موقع قلعة صالح وهي (50) متر مكعب في الثانية”، داعية الجانب الايراني الى “التوقف عن قذف مياه المبازل المالحة في شط العرب، واطلاق نسبة معينة من الايرادات العذبة لنهري الكارون الكرخة”.
وكان وزير الموارد المائية حسن الجنابي اعتبر، الأحد (4 شباط 2018)، أن البصرة ليس أمامها خيارات لتوفير مياه الشرب غير إنشاء محطات لتحلية مياه البحر، ناصحا بتنفيذها، فيما أوضح أن هكذا مشاريع يلقى تنفيذها على عاتق الحكومة المحلية ووزارة الإسكان والبلديات.
يذكر أن محافظة البصرة تواجه منذ عام 2007 تكرار مشكلة ملوحة مياه شط العرب خلال فصل الصيف بسبب تقدم اللسان الملحي (الجبهة الملحية) من الخليج في مجرى الشط نتيجة قلة الإيرادات المائية الواصلة عبر دجلة والفرات، وتعد أقضية الفاو وأبي الخصيب (جنوباً) وشط العرب (شرقاً) أكثر المناطق تضرراً من تلك الظاهرة، حيث يعاني سكانها منذ أعوام من ملوحة المياه، كما جفت فيها العشرات من بحيرات تربية الأسماك، ونفقت الكثير من الحيوانات الحقلية، كما تراجع إنتاج النخيل من التمور الى أدنى مستوى، وهلكت معظم بساتين الحناء، بحيث أصيب الواقع الزراعي بشلل شبه تام، إلا أن الأنشطة الزراعية في القاطع الصحراوي من المحافظة لم تتضرر من جراء تلك الظاهرة، وذلك لأن المزارع الواقعة ضمن قضاء الزبير يعتمد ريها على المياه الجوفية، كما لم تتأثر كثيراً المناطق الزراعية الواقعة شمال المحافظة لعدم وصول اللسان الملحي لها.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة