العملية الارهابية الاخيرة التي اقدم على تنفيذها تنظيم داعش وتعامل فيها مع المخطوفين بمنتهى الجبن والخسة تؤكد ان هذا التنظيم الارهابي مايزال يتمسك بنهجه ومخططاته التي تستهدف بث الخوف والرعب في نفوس الابرياء من المواطنين المدنيين وفي الوقت نفسه تشير الى استمرار وجود الملاذات الامنة التي تحتضن افراد التنظيم في الاماكن التي تم تحريرها من قبل القوات الامنية وهو مايدعونا ان ننبه السلطات الامنية الى ضرورة مراجعة الخطط الامنية التي تم التوافق عليها بين القوات الامنية بشتى تشكيلاتها والادارات والمجالس المحلية في المدن المحررة بما يعزز الوضع الامني ويطمئن المواطنين بنجاح هذه الخطط ولابد من القول ان قيادة العمليات المشتركة تمتلك الكثير من النضج والاحاطة بمسالك الارهابيين وطرق تخفيهم وانها تعاملت مع هذا الملف في معارك سابقة في غرب الانبار وفي مناطق اخرى تم طرد الارهابيين منها لسنوات ثم عاود الارهاب نشاطه الاجرامي فيها وتنبع خطورة هذا الامتداد الارهابي في تراخي الكثير من القوات الامنية وغفلة البعض منها وعدم تيقظها من مناورات الارهابيين وقدرتهم على تغيير خططهم واساليبهم في كل حقبة زمنية تبعا لتواجدهم وتنقلاتهم خاصة في المناطق التي يصعب الوصول اليها بسهولة وفي الوقت نفسه فان التعاون في توجيه الرد على العمليات الاجرامية من قبل الحكومة العراقية ممثلة بالقيادات الامنية والتشكيلات الاخرى سيحفز الارهاب على الضرب من جديد في اماكن اخرى ويمكن القول ان العملية الاجرامية الاخيرة على طريق كركوك ديالى وردود افعال الحكومة والقيادات الامنية تجاهها والتباطؤ والتلكؤ في مواجهة الارهابيين والتعاطي معها اعلاميا احدث شرخا وولد ردود افعال سلبية من قبل الرأي العام تجلى بشكل واضح في تعليقات المواطنين وسخطهم وحزنهم على الضحايا وذويهم مما يهدد بوجود ازمة حقيقية ستنعكس في قادم الايام وتبدد مظاهر الاطمئنان والامل باستعادة القوات الامنية لقدرتها وحرفيتها في التعامل مع بؤر الارهاب ومن المفيد جدا ان تلتفت الحكومة وتشرع بشكل سريع في التأسيس لاستراتيجية تتعامل على المدى الطويل مع حواضن الارهاب في المناطق المحررة على وفق مفهومين حيويين هما الاحتواء والتحصين ونقصد بهما الاصرار على تضييق الثغرات والمنافذ امام الارهاب وتحصين سكان هذه المدن والحيلولة دون استجابة المغرر بهم في الانضمام مجددا مع التنظيمات الارهابية او تقديم المساعدة لها باي شكل من الاشكال وتعزيز الثقافة الوطنية بحماية العراق واهله بما يمكن تقديم المعلومات الاستخبارية من قبل سكان هذه المناطق والاستدلال على بؤر الارهاب والجريمة واجهاض العمليات قبل وقوعها .
د. علي شمخي
احتواء وتحصين !
التعليقات مغلقة